وقد عمل هؤلاء القراصنة على تعديل برامج هجومية شهيرة في محاولة لتخريب أجهزة توجيه “راوترز” وأنظمة أخرى داخل العراق.وعلى نطاق أوسع، استغل لصوص إلكترونيون الصراع بهدف خداع الناس وجذبهم لفتح رسائل مفخخة عبر فيروسات الحاسوب. ويقول اندرو كوماروف، الرئيس التنفيذي لشركة “انتل كرولر” لأمن المعلومات، أن “الأطراف الرئيسية هي جماعات محلية داخل العراق تستخدم البرامج الخبيثة بهدف الحصول على معلومات من بعضها البعض”. وأضاف: “من الصعب جدًّا التأكد من الشخص المسؤول عن إدارة هذه البرامج الخبيثة، لكنه من الواضح جدا أنها تُستخدم داخل العراق وليس خارجه ضد دول أجنبية، وهو ما قد يفسر بداية الحرب الإلكترونية المحلية”. الى ذلك، بمجرد إصابة الأجهزة بهذا الفيروس، يبدأ المهاجمون على الفور بسرقة ملفات أو استخدام كاميرا حاسوبية أو ميكروفون لمراقبة ماذا يحدث في المكان القريب منها. وأوضح كوماروف أن هذه الهجمات تختلف عن سابقها إذ أنها تستهدف مدنًا وجماعات بل حتى عائلات محددة، مشيراً الى أن جميع الهجمات انتقائية للغاية وتؤثر بشكل كبير على الأطراف المحلية المتناحرة. ويحاول المهاجمون استهداف الضحايا المحتملين بهجمات إلكترونية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب كوماروف، لكنهم يقومون أيضا بفحص الانترنت داخل العراق بحثا عن أجهزة التوجيه “راوترز” التي يمكنهم تخريبها باستخدام أدواتهم الخاصة. وتتركز غالبية هذه الهجمات في أربع مدن رئيسية هي بغداد والبصرة والموصل وإربيل. من جهتها، ذكرت شركة كاسبرسكي لابس لأمن الانترنت أن الصراع في العراق وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط تسبب في إطلاق سلسلة كاملة من الهجمات تستهدف أشخاصا في أنحاء المنطقة. وأشار الباحث البارز في الأمن الإلكتروني محمد أمين حسبيني الى “أن العديد من الهجمات اشتعلت جراء استمرار الصراع، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت كلها ذات دوافع سياسية.” |