وقال مدير مديرية الموارد المائية في البصرة علاء الدين طاهر في حديث صحفي، إن “مشروع إنشاء القناة الإروائية التي تمتد من شمال شرق المحافظة الى أقصى جنوبها وصلت نسبة إنجازه الى 94%، ومن المؤمل أن ينجز كليا بعد أسابيع قليلة”، مبينا أن “عملية التشغيل التجريبي للقناة قد تمت بنجاح، حيث تدفقت المياه في القناة وقطعت عشرات الكيلو مترات، ولم يتبق غير إكمال نصب بعض محطات الضخ حتى ينجز المشروع تماما”.ولفت طاهر الى أن “القناة الجديدة البالغ طولها 128 كم من المقرر أن تسهم في إحياء الزراعة في أقضية شط العرب وأبي الخصيب والفاو بعد أن شهد القطاع الزراعي فيها إنهيارا بسبب ملوحة مياه شط العرب”، مضيفا أن “القناة سوف تسمح بإقامة مشاريع صناعية جديدة، كما أنها تؤمن حاجة سكان الأقضية الثلاثة من المياه العذبة للاستخدامات المنزلية”. وكانت وزارة الموارد المائية تعاقدت مع شركة من القطاع الخاص لشق القناة وتجهيزها بمضخات ضخمة بكلفة 350 مليار دينار، وباشرت الشركة العمل منتصف عام 2010 بالاعتماد على عشرات الآليات ومئات العمال، وتعتقد الوزارة أن القناة الجديدة سوف تكون بديلا ناجحا للدور الإروائي لشط العرب بعد أن أصبحت مياهه أكثر ملوحة وتلوثا، فيما أبدت مديرية الزراعة في أكثر من مناسبة تحفظها على المشروع وشككت بجدواه في معالجة مشكلة ملوحة المياه. يشار إلى أن محافظة البصرة التي يقطعها شط العرب من شمالها الى أقصى جنوبها لم تعد مياهه منذ عام 2007 صالحة للاستخدامات المنزلية والزراعية خلال فصل الصيف بسبب زيادة التراكيز الملحية، وذلك من جراء ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى الشط لأسباب من أبرزها قلة الإيرادات المائية الوافدة من دجلة والفرات وقطع إيران لمياه نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها. وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوبا) وشط العرب (شرقا) أكثر المناطق تضررا من تلك الظاهرة، حيث جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب القطاع الزراعي بشلل شبه تام، ولم تزل دائرة الماء في المحافظة تواجه مشاكل في تغطية حاجة السكان من المياه منخفضة الملوحة وقليلة التلوث لعدم كفاية المياه التي تنقلها قناة البدعة التي تم شقها خلال التسعينيات. |