داعش .. الوحش المخيف.

    وودت هنا طرح بعض الخواطر والأسئلة لعلنا نفهم شيئا ما عن هذا الامر.

    فماهي هوية هذا المارد العجيب؟ ومن الذي صنعه؟ ما هي اهدافه؟ ومن الذي يموله؟ وما هي اساليبه؟ وكيف تمكن من الاستقطاب المبكر والمكثف للشباب المسلم من شتى بقاع المعمورة؟

    والسؤال الاهم هو هل يمكن لاحد ان يجيب على هذه الاسئلة بدقة وموضوعية؟

    لعل اغلب المحللين والمراقبين يتعكزون على التحليل والتقدير، بل على الافتراض في أفضل الأحوال بهذا الامر. وليس على المعلومة الدقيقة والمؤكدة. فهناك من يرى ان داعش صنيعة امريكية والبعض يرى انها ايرانية الصنع او افغانية او حتى اسرائيلية وهناك من يرى انها منظمة اسلامية متشددة انبثقت من القاعدة وانقلبت عليها.

    وهنا تبرز أسئلة أخرى فاذا كانت داعش امريكية الصنع فلماذا تذبح في الصحفيين الامريكيين؟ بل لماذا يقوم سلاح الجو الأمريكي بقصف مواقعها؟ واذا كانت ايرانية فلماذا تقتل الشيعة؟ واذا كانت اسلامية حقا فلماذا تقتل الاسرى الذين اوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ واذا كانت ثائرة مع ثوار العراق فلماذا انحرفت بوصلتها فاتجهت الى الاكراد والمسيحيين واليزيدين بدلا من التوجه جنوبا الى بغداد مع الثوار بعد تحرير الموصل؟

    واذا كانت تستهدف اقامة دولة الخلافة الإسلامية. فلماذا لا تتوافق مع تنظيمات اخرى كالقاعدة وجبهة النصرة وانصار الشريعة وغيرها من التنظبمات التي لا تخفي اهدافها في اقامة دولة الخلافة بل لماذا تقاتلها؟

    وهنا لايستبعد ان تكون داعش صنيعة احدى الجهات المذكورة لكن بكل تأكيد فان الذي فتح لها الباب لا يتمكن من اغلاقه فانقلب كيده عليه.

    ومن ناحية أخرى فهناك مسألة تتعلق في التهويل الهائل الذي سخر اعلاميا وسياسيا على طول مساحة الكرة الأرضية لداعش فهل من وراءها طبخة جديده للمنطقة؟ ولماذا لا يركز على الجرائم البشعة والخطيرة والمتواصلة التي تقوم بها حكومة بغداد ومليشياتها ضد ابناء العراق في المحافظات المنتفضة من تقتيل وتعذيب للمواطنين وتدمير للمساجد والمساكن بشكل علني سافر

    ومهما تكن صنيعتها والهدف من وجودها فهي اضحت واقع حال مفروض على الجميع ومرفوض من الجميع

    تاملت عناصر الجذب المعتمدة في هذا التنظيم للشباب المسلم الذي يقاتل تحت خيمتها فوجدت حديثا ينسب الى رسول الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم يقول  ( اذا ظهرت الرايات السود من خراسان فاتبعوها لان فيها المهدي) وحديث اخر  يشير الى ان الرايات السود ستظهر في العراق و الشام وغيرها. ولعلها اضحت واحدة من عناصر الجذب السريع والمكثف لاعداد كثيرة من الشباب المسلم. والسؤال هنا هل هذه الأحاديث صحيحة او موضوعة؟ واذا كانت صحيحة فهل انهم حقا الذين يقصده الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم؟ ام ان هؤلاء رفعوا هذه الرايات مستغلين الحديث الشريف ليعطيهم الغطاء المطلوب لاجندتهم؟

    ومن باب اخر فان الاحباط والقنوط الذي اصيب به الشباب المسلم وهم يشاهدون المآسي والتقتيل والتشريد والسجن والتعذيب لاطفال وشيوخ ونساء المسلمين في فلسطين والعراق بدعم امريكي واسناد ايراني ومباركة غربية وصمت عربي جعلهم ينضمون او يسندون او يتعاطفون مع داعش او على الاقل يكونوا حاضنة لها.

    اعوذ بالله من الظلم ومن الجهل فكلاهما أفتين فتاكتين في المجتمعات.  فالظلم يولد الانفجار والحقد المشروع بل الانتقام القاتل اما الجهل الذي غزى امتنا فجعل العقول تنساق وراء الوهم والتزييف والتغليف والتحريف للحقيقة. وهنا الطامة الكبرى ولا علاج الا بتدخل العناية الإلهية اولا والتي تتطلب الدعاء المستجاب بقلوب صافية معلقة بالله.

    اما العلاج الاجرائي فلا حل دون إزالة الظلم وازاحته تماما من منطقتنا ولعله يكمن في غلق اسوار البوابة الشرقية التي تدفق منها كل هذا الشر من الشرق بعد احتلال العراق واعادة الحقوق الى اهلها وتنفيذ كل المطالب التي خرج بها المتظاهرون ثم المعتصمون ثم الثوار. وعندها ينتهي هذا الوحش المخيف دون عناء. اما كل التحليلات والتحالفات والاجراءات الدولية فمحلها مهب الريح ان  لم تاخذ اعادة العراق الى اهله كاملا غير منقوص. فلا ضربات جوية تردع ولا حلف شمال الاطلسي ينفع في ايقاف زحف الوحش المخيف الى المناطق التي تعتبرها امريكا جزء من امنها القومي او حتى وصولها الى اراضيها مباشرة. وعند ذاك لايفيد الندم.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة