أوضحت يومية “واشنطن بوست” ان الولايات المتحدة تنظر الى العاهل السعودي الجديد “بقلق متوقع” بسبب تقدمه في العمر وتردي صحته، “اذ اعتلى العرش وسط سيل من الاضطرابات الاقليمية” التي لم يواجهها اي عاهل سعودي من قبله.
واضافت ان “العهد الجديد” يواجه تداعيات “فشل سياسات الملك عبداللة الاقليمية واخفاقه في الحيلولة دون تراجع النفوذ السعودي في المنطقة.” واستدركت بالقول ان العلاقات العسكرية الاميركية – السعودية غير مرشحة لتغييرات سلبية في المدى المنظور، نظرا لأن العاهل الجديد شغل منصب وزير الدفاع في بلاده، ويتوقع المحافظة على تعزيزها وتطويرها. واستبشرت الصحيفة خيرا بتعيين الامير محمد بن نايف الذي يعد “اكثر من يحظى بثقة الولايات المتحدة من بين المسؤولين السعوديين” الآخرين. ويرجح الساسة والخبراء الاميركيين “نشوء قيادة جماعية في المستقبل القريب، وربما تحول دون حدوث تغييرات سياسية هائلة،” مع الاخذ بعين الاعتبار ان “انخفاض اسعار النفط العالمية وسياسات القمع الداخلية سوف تهدد حالة الاستقرار” مما يستدعي المسؤولين الاميركيين “تشجيع القيادة السعودية الجديدة اعتماد اصلاحات سياسية جوهرية.” صحيفة “نيويورك تايمز” شاطرت زميلتها قلق الدوائر الاميركية من مستقبل العلاقات الاميركية مع السعودية “اهم حلفائها العرب،” خاصة في ظل التحولات العالمية والخلافات التي برزت بينهما، وميل المسؤولين الاميركيين الى “التعامل بحذر في مسألة الخلافة السعودية.” واضافت ان العلاقات الودية السابقة التي ارساها الرئيس جورج بوش الابن “تلاشت في ظل انتقادات السعوديين للرئيس اوباما” بشأن سياساته حيال سوريا، وقلق السعودية من المفاوضات النووية مع ايران. واردفت ان “السعوديين تعاملوا طويلاً مع الولايات المتحدة على أنها مظلتهم العسكرية، ولكن التوتر بدأ يشوب هذه العلاقة عندما شعر الملك عبدالله أن أوباما لم يعد يبالي بالمنطقة أو على الأقل بمخاوف المملكة السعودية .. بيد انها شهدت تحسنا في الفترة الاخيرة” عقب قرار الرئيس اوباما شن غارات جوية ضد مواقع الدولة الاسلامية. في تقرير منفصل، اشارت يومية “نيويورك تايمز” الى تعزيز دور السعودية اقليميا عقب “الفوضى الناجمة عن الربيع العربي .. وعودة نظام الاستبداد في مختلف العواصم العربية الذي ينشد الاستقرار كأولوية.” وقالت ان “الصعود السعودي .. يعود الى حد كبير لضعف وانهيار الدول المجاورة: العراق ومصر وسوريا واليمن وليبيا والبحرين وتونس.” واوضحت ان “الدور القيادي للسعودية لاعادة تشكيل الفوضى المنتشرة هو نتيجة غير متوقعة” كثمرة التحولات الاقليمية.