دولة البعث ……باقية

     

    ابو فراس الحمداني *

    التسريبات الاخيرة تشير الى ان قانون المساءلة والعدالة الذي وافق عليه مجلس الوزراء قد سُمح فيه لاعضاء من حزب البعث المنحل بالعودة الى الحياة السياسية !! التي يبدو انها تمت عبر صفقة تشكيل الحكومة الحالية؟؟؟ القانون في صياغته الجديدة أعطى مساحة للبعثيين للمشاركة في الحياة السياسية في النظام التوافقي الحالي . ولكي يمرر القانون بصيغته الحالية يجب ان يضاف له (الكليشة المعهودة)،،،،اعضاء حزب البعث ممن لم تلوث ايديهم بدماء الابرياء ومن غير المشمولين بارتكاب جرائم وسرقة المال العام والاعتداء على الشعب العراقي ،،، وكأن المؤسسات العراقية الدستورية ،،، هيئة اجتثاث البعث والمسائلة والعدالة قد أستكملت مهامها وافرزت اسماء المجرمين البعثيين من غيرهم لذلك نحن الان في المراحل الاخيرة لانهاء ملف العدالة الانتقالية .

    السؤال المؤلم الذي تطرحه عوائل الضحايا :

    – لماذا لم تصدر قائمة أخرى غير قائمة الخمس وخمسين التي اصدرتها القوات الامريكية عند دخولها للعراق. وحتى هذه القائمة اليتيمة هنالك اكثر من 26 مجرما ما زالوا طلقاء وفي أماكن أقامة معلنة في دول الجوار. لم نسمع يوما ان القوى السياسية او الحكومة العراقية طالبت هذه الدول بتسليمهم كشرط للتبادل التجاري أو تطبيع العلاقات.

    – هل سمعتم بملاحقة أحد ازلام النظام المتهمين بانتهاك حرمات العراقيين أو بمصادرة لاموال احد مجرمي البعث الصدامي ،،، أ لم يدخل زياد بن طارق عزيز الى العراق بحماية السيد اياد علاوي ليبيع أملاك ابيه ليعيش بعدها مليونيرا بين عمان وبيروت داعما (للمعارضة الوطنية الشريفة) . !!! أ لم توكل عائلة خير الله طلفاح محامين ليقوموا ببيع عقاراتهم التي تساوي نصف بساتين الدورة حتى تتوفر لهم السيولة الكافية لدعم (المجاهدين) في مؤتمرات علنية من اليمن السعيد !!! أ لم يسافر اعضاء الفروع وضباط المخابرات وقيادات الحرس الجمهوري والامن الخاص من اركان النظام الذين أوغلوا بدماء العراقيين بجوازات سفر عادية وغادروا العراق من المطارات الرسمية مع عوائلهم وأموالهم وملفاتهم السرية دون رقيب أو قائمة منع أو بقايا غيرة للسياسيين الجدد ليسألونهم عن عشرات الاف من الضحايا في سجونهم السرية ؟؟

     

    – هل سمعتم بحكم قضائي طال بعثيا هاربا نتيجة لدعوى جنائية مقدمة من عراقية متضررة .

    – هل أصدرت مؤسسة الشهداء قائمة باسماء القيادات البعثية التي اجرمت ونفذت قرارات الاعدام بحق خمس وخمسون الف شهيد مسجل لدى المؤسسة ؟؟

    هل رفعت مؤسسة السجناء السياسيين دعوى قضائية بحق كبار ضباط الامن والمخابرات من المشرفين على التعذيب الذين مارسوا ابشع انواع الجريمة السياسية في العالم ؟؟

    هل تابعت احزابنا الوطنية مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى و التيار الصدري اسماء المجرمين والايادي الاثمة التي اغتالت شهداءنا في ارض الوطن والمنفى؟؟

    اين الاسماء الكثيرة التي تختزنها ذاكرة المدن العراقية لبعثيين كانوا سفاحين ويقتلون الناس بمسدساتهم الشخصية ؟؟

     

    كانوا عبارة عن فرق اعدامات متنقلة تطارد الشباب المعارض لبث الرعب في قلوب الناس !! ربما يسأل البعض ما جدوى هذا الكلام ؟؟ والاحزاب السياسية التي وصلت الى الحكم بدعوى مظلومية البعث وتاجرت بأسماء الضحايا هي التي اعادت البعثيين الى سدة البرلمان!!! وهي من أرجعت الاف من المجرمين الى دوائر ومؤسسات الدولة !!!

    نعم هذا جزء من الفساد السياسي السائد في البلد!! و شراء الذمم والولاءات في لعبة الحكم التي مارستها الاحزاب (الاسلامية) ، وهذه الممارسات هي التي اوصلتنا الى هذا الواقع الكارثي !! ولكن هل يمكن للفساد الاداري والمالي والسياسي ان يكون شرعيا.

    رسالة الى من تبقى من اهل الغيرة في سدة القرار : التاريخ لن يرحمكم ولعنة الشهداء الابرياء ستلاحقكم ، فلا يمكن ان يقتل شهداءنا مرتين ؟؟؟

    رسالة الى السياسيين الفاسدين الذي يستجدون العفو من البعثيين . ويسترخصون دماء العراقيين ويأخذون بنصائح أعداء الشعب العراقي بموافقتهم على عودة البعث الى الحياة السياسية.

    يجب ان تدرسوا التاريخ جيدا. هذا الحزب الخبيث لا يحفظ عهدا ابدا ؟؟ واعضاءه ليست لهم ذمه ولا ضمير؟؟؟ لقد عفا عنهم الزعيم عبد الكريم قاسم وعادوا في 1963 اكثر اجراما. وسامحتهم القوى الوطنية في 1968 ليعودوا اكثر سفكا للدماء!! وعفونا عنهم في الانتفاضة لندفع ثمن ذلك مئتان وخمسون مقبرة جماعية !!! وحفظنا دمائهم وحرماتهم بعد سقوط النظام فكانت مكافئتهم بنشر الموت والرعب في مدننا الامنة طوال السنوات الماضية !!

    الشعب العراقي اسقط البعث من حساباته والتاريخ لفظهم الى مزابله .. فمن يريد ان يعيدهم ، عليه ان يتحمل ان يكون يكون بعثيا مثلهم وسنركله معهم في نفس قمامة التأريخ !!! كفى هدرا بكرماتنا ودماءنا واموالنا فقد بلغ السيل الزبى….

    * كاتب وإعلامي

     

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة