وجهت مجلة فورين بوليسي الأميركية أصابع الاتهام بفشل تشكيل دولة كردية مستقلة إلى حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين.
وقالت المجلة في تقرير لها أن رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل جلال طالباني ورئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني استخدما أموال النفط لإثراء أنفسهم، وأسرهم وكوادرهم الحزبية بدلا من تسخير طاقتهما لإنشاء مؤسسات حكم القانون وتنويع موارد إقليم كردستان ودعم عجلة الاقتصاد فيه.
وأضاف إن “أفضل طريق يسلكه الكرد لمحاولة تشكيل دولتهم الخاصة هو بترك الاعتماد على القوى الخارجية والبدء من جديد”، مضيفة أن “الأمر يتطلب إعادة الاستثمار في المؤسسات التي تدعم تكوين دولة مستقلة وتحافظ عليها”.
وتطرقت “فورين بوليسي” إلى أحداث مفصلية ساهمت بإفشال حلم الكرد بتأسيس دولتهم، قائلة إن “التخلي الغربي والخلل السياسي الداخلي ترك الكرد في موقف أكثر خطورة من أي وقت مضى”، مبينة أن “الولايات المتحدة وحلفاءها المتحمسين لاستخدام الكرد كموكلين لهم ضد داعش لم يترجم إلى دعم عسكري أو دبلوماسي طويل الأمد، وبالتأكيد ليسوا مؤيدين لإقامة دولة خاصة بالكرد”.
وتابعت أن “حكومة إقليم كردستان تخلت عن استراتيجيتها الحذرة في تحقيق الاستقلال؛ على أمل أن يسمح الدعم الأميركي لهم بتجاوز العقبات المتبقية في طريقهم نحو دولتهم المنشودة”، موضحة أن “قرارهم بالمضي قدما في استفتاء مثير للجدل حول الاستقلال، متحدين إرادة الدول الأكثر قوة، أدى إلى نكسة ذات أبعاد تاريخية”.
وأوضحت المجلة الأميركية أن واشنطن تعارض أية تغييرات على حدود الشرق الأوسط خوفا من “إبطال تأثير الدومينو الذي لا يمكن وقفها”، في إشارة إلى تحرك أقاليم أخرى نحو إعلان الاستقلال.
وأشارت إلى الخلاف العميق بين حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الذي أدى إلى تقسيم جغرافي يكاد يقترب من شكل دولتين تفصلهما الحدود، وما أعقبه من رد فعل عنيف من الطرفين لتأمين استمرار شعبيتهم وتواجدهم، إذ بينت أن الأثر الجانبي ظهر على صورة فشل الاستفتاء، فقد فضلت السليمانية بقيادة الاتحاد الوطني إلى الاستسلام لحكومة بغداد والانسحاب العسكري من كركوك.
وعزز الدعم العسكري الغربي غير المشروط هذه الخلافات، وقدمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية كميات كبيرة من الأسلحة لقوات البيشمركة اسميا، ولكن في الواقع ذهب الدعم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفقا لـ”فورين بوليسي”.
ولفتت الى انه “ورغم بودار تخلي السليمانية عن المضي في الاستقلال، أصر مسعود بارزاني عليه، وفي خطاب له قال [إذا لم تأت السليمانية معنا، سنقوم ببناء كردستان في دهوك وأربيل وسهل نينوى].