تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي تستضيفه البلاد في الفترة من 12 الى 14 فبراير الحالي برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، وبمشاركة عدد من كبريات الدول المانحة ومجموعة من المنظمات الدولية والإقليمية وسط تطلعات عراقية للخروج من المؤتمر بإسهامات مجزية لإعادة اعمار بلادهم. (طالع ص 12-08)
ويدشن المؤتمر فعالياته اليوم عبر مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق الذي يستهدف بحث مستجدات الوضع الإنساني هناك.
يهدف المؤتمر الى معرفة الاسهامات وتحصيل المساعدات اللازمة لإعادة اعمار العراق عقب الحروب والصراعات التي تأثرت بها محافظات ومناطق عديدة هناك، كما يتضمن ابعادا تنموية عدة اذ سيشهد مشاركة القطاع الخاص في اعادة اعمار العراق، الى جانب مشاركة البنك الدولي بصفته مساهما رئيسا، بغرض توفير الضمانات الاستثمارية المطلوبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص.
ويعكس المؤتمر الذي يعقد برئاسة 5 جهات هي الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي ايمان الكويت بأهمية استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة. ويحمل الوفد العراقي المشارك في فعاليات المؤتمر أجندة عمل تتعلق بثلاثة محاور اساسية هي اعادة الاعمار، والاستثمار ودعم الاستقرار في البلاد، وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف اطياف المجتمع العراقي. ويناقش اليوم الاول من المؤتمر الاضرار التي تم احصاؤها جراء الحرب والاحتياجات اللازمة لمعالجتها اضافة الى مشاريع دعم الاستقرار والمصالحة المجتمعية والتعايش السلمي.
ويبحث اليوم الثاني من المؤتمر الاجراءات الخاصة بتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار اذ سيتم عرض 212 مشروعا استثماريا لجميع قطاعات الاقتصاد العراقي منها مشاريع في اقليم كردستان.
ويتضمن اليوم الثالث والختامي للمؤتمر الذي سيرعاه كل من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد ورئيس الوزراء العراقي بحضور الامين العام للامم المتحدة ورئيس البنك الدولي ومنسق الاتحاد الاوروبي الاعلان عن الدعم الذي ستقدمه الدول المشاركة لاعادة اعمار العراق. ويمثل المتحدثون في المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا نحو 70 منظمة انسانية منها 30 منظمة اقليمية ودولية و25 منظمة عراقية و15 منظمة كويتية سيستعرضون جميعا تجاربهم في اغاثة المهجرين والمنكوبين والمتضررين وتقديم الاحتياجات الأساسية لملايين النازحين العراقيين.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الكويت ستكون منصة انطلاق العراق نحو الاستقرار والازدهار.
وقال الخالد خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في المركز الاعلامي لمؤتمر اعادة اعمار العراق: حريصون على امن واستقرار العراق واعادة بنائه ومن مصلحة الكويت والمنطقة ان يكون العراق متعافياً وان يكون في وضع صحي وطبيعي، فالمنطقة سبق وان عاشت على خيرات العراق وعلينا الاستفادة من هذه الفرصة لترسيخ الحشد الدولي فيما يتعلق بإعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم ما يسمى داعش المجرم.
وأضاف الخالد: ان من يقود قاطرة المؤتمر هي الحكومة العراقية وهي حريصة كل الحرص على ان تشمل الاستثمارات كل القطاعات ولكل تراب العراق، وتأتي قيادة الحكومة العراقية لهذا المؤتمر إيماناً منا بالدور الذي قامت به مع أفراد الشعب العراقي بمحاربة ودحر الارهاب على مدى سنوات طويلة.
وأكد الخالد ان الجميع يعرف العراق وحضارته وتاريخه وموقعه الاستراتيجي في المنطقة ويدرك تماماً انه قادر على النهوض من جديد، مشيراً الى ان المجتمع الدولي سيقوم بدور المساعد للعراق ليعود الى مكانه الطبيعي في المنطقة.
وأشار الخالد الى انه وكما كان للعراق ودول التحالف دور في تحقيق الانتصار العظيم على داعش فإنه يجب ان يكون دعمنا أقوى عند الانتصار وبذل الجهد الأكبر لمساعدة العراق على اعادة تعمير مناطقه المحررة وكذلك طرح فرص الاستثمار للشركات في بلاده.
وأوضح الخالد ان المؤتمر حقق النجاح قبل ان ينطلق وذلك من خلال الكم الهائل من طلبات المشاركة في فعالياته وخاصة من الشركات ورجال الأعمال الذين اصروا على قبول طلباتهم وفسح المجال لهم لأن يكون لهم دور في الاستثمار بالعراق.
ورد الخالد على سؤال حول مدى وجود حساسية من الكويت تجاه مشاركة ايران في المؤتمر والاسهام في اعادة اعمار العراق قائلا: اطلاقا.. فإيران بلد مهم في المنطقة ولها مصالحها مع دول الجوار فمن الطبيعي ان تشارك في المؤتمر وفسح المجال لها للاسهام في اعادة اعمار العراق. وعما اذا كانت مسألة الديون الكويتية على العراق ستكون مطروحة في المؤتمر قال: هذا امر ثنائي بين الكويت والعراق وهناك لجنة مشتركة يترأسها وزيرا الخارجية تدرس جميع المسائل العالقة بين البلدين ولا محل لها في المؤتمر الحالي. وأكد الخالد ان مستوى تمثيل دول مجلس التعاون في المؤتمر سيكون على أعلى مستوى، وستضم جميع الدول الأعضاء.
وحول ما اذا كانت الكويت قدمت ضمانات للشركات الاستثمارية قال: حكومة العراق عملت طويلا مع البنك الدولي وهيأت الخطة الاستثمارية لطرحها على الشركات المجتمعة في الكويت، وانا ارى ان الشركات لديها الرغبة الكبيرة في الاستثمار بالعراق وهذا في حد ذاته نجاح للمؤتمر وضمان كبير لنجاح استثماراتهم.
وقال الخالد: آن الاوان للمجتمع الدولي ان يساعد العراق في استعادة مكانته في المنطقة والتي نرى ان في تحقيقها سيكون دعامة من دعامات الامن والاستقرار للمنطقة باكملها. وحول ما اذا كانت الكويت تعاملت مع حكومة اقليم كردستان للترتيب للمؤتمر قال الخالد: الكويت تتعامل مع الحكومة العراقية وهي التي تمثل العراق بجميع اطيافه ونحن ندرك تماما ان الحكومة العراقية ستشمل بخطتها الاستثمارية جميع الاراضي العراقية دون تمييز.
وكشف الخالد ان الكويت واجهت خلال اليومين الماضيين ضغطا كبيرا من الشركات الراغبة في التسجيل بالمؤتمر خصوصا بعد ان عرفت حجم المشاريع الاستثمارية التي حضرتها الحكومة العراقية لطرحها على المستثمرين في مؤتمر الكويت.
وحول ما اذا كان الكويت ستقدم تمويلا للعراق خلال المؤتمر قال الخالد: ستكون هناك كلمة سامية لسمو الامير يوم الاربعاء حول المؤتمر.
وكشف رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق د. سامي الاعرجي ان الخارطة الاستثمارية للعراق تضم مشاريع يتجاوز عددها 900 مشروع وتزيد قيمتها على 100 مليار دولار، داعياً المستثمرين الكويتيين الى اقتناص الفرصة المتاحة حالياً في مختلف القطاعات الاقتصادية. ولفت الاعرجي في تصريحات صحافية خلال مشاركته في لقاء الشركات الكويتية، امس تمهيدا لمؤتمر استثمر في العراق ان الفرصة الحالية التي يحظى بها العراق تعد نادرة نظرا لوجود تعاطف عالمي لاعادة اعمار العراق، خصوصا وان هناك فرصاً سابقة ضاعت بسبب سوء الادارة والاجندات الداخلية والخارجية.