الخالصي: العملية السياسية كبلت العراق وافسدت جميع محاولات الاصلاح

    أكد المرجع الديني الشيخ محمد مهدي الخالصي، اليوم الجمعة، بأن القيادة السياسية لو امتلكت الارادة للتحرر من القيود الاجنبية لتمكنت من اعادة اعمار البلاد دون الحاجة للدول المانحة، فيما اعتبر ازمة في البلاد سببها تدمير “الاحتلال” للبنى التحتية واخفاق السلطة في وضع خطط سليمة.
    وقال الخالصي خلال خطبة الجمعة، ان “المشروع الوطني في العراق لو امتلك الإرادة السياسية بالتحرر من قيود الاجنبي لتمكن من بناء وطنه دون الحاجة لأي امداد من المانحين”.
    واضاف ان “من حق شعبنا ان يعرف طبيعة وجود القوات الاجنبية في البلاد ومدى تدخلهم في شؤوننا وتأثيرهم على سيادة الوطن واستقلال قراره السياسي”.
    وتابع “من حقنا بل من واجبنا المطالبة بإنهاء هذا الوجود بجميع الوسائل مع حق المطالبة بالتعويض الكامل عن الدمار الشامل الذي تعرض له العراق بسبب الغزو العدواني بلا أي مبرر قانوني أو تخويل دولي، وبأفتك الاسلحة واقذر الوسائل الوحشية من قتل الابرياء وتدمير البنى التحتية إلى حرق المكتبات ونهب المتاحف، وممارسة الارهاب والتعذيب في معتقلات ابي غريب، ومجازر العامرية والفلوجة وغيرها”.
    واعتبر الخالصي ان “هذه المطالب تندرج ضمن الكفاح المشروع ضد الظلم والعدوان، وضمن الواجب الشرعي الذي اذن الله تعالى به، فجعل الذين يتولونهم ولو بالسكوت عن وجودهم الظالم بأنهم هم الظالمون، بعد ان ثبت ان كل ما يعاني منه العراق انما هو نتيجة هذه الحرب الظالمة، وبسبب العملية السياسية الغادرة التي فرضها الاحتلال لتحقيق أهدافه غير المشروعة”.
    واردف بالقول “هذه العملية السياسية كبلت العراق وافسدت جميع محاولات الاصلاح، بما فيها الانتخابات في ادوارها المتعاقبة من أي مصداقية لتمثيل ارادة الشعب وتحقيق مصالحه، مما افقد الأمة من أي أمل في جدواها، ودفع بها باتجاه اختيار المقاطعة لكل ما يمت للأجنبي ومؤسساته بصلة من أنماط المقاومة السلبية لتحرير الوطن وإرادة الشعب من هذا التدخل الاجنبي واحتلاله الذي لا نهاية له على ما يظهر من سياسة ترامب وحزبه”.
    من جانب اخر، اشار الخالصي الى ان “ظاهرة الجفاف التي تهدد البلاد لم تكن لتصل لهذه الدرجة من الخطورة لولا تدمير البنى التحتية، بسبب الحرب واخفاق السلطة من وضع خطط سليمة للاستفادة من مياه الانهار والامطار والمياه الجوفية للخزين والتصريف لأوقات الجفاف بسبب العملية السياسية، وما افرزت من الفساد المالي والإداري والمشاغلة بعصابات الإرهاب التي جاءت مع الاحتلال وتسلطت على الوطن”.
    ومضى قائلا “ومن ناحية أخرى فإن ظاهرة الآثام المنتـشرة في مختلف مناحي الحياة هي من الأسباب التي اشار إليها مكرراً القرآن الكريم بأنها تؤذن بانقطاع المطر وحصول الجفاف وجعل علاج ذلك اصلاح المفاسد وترك المعاصي بالاستغفار من الذنوب”.
    ودعا إلى “الاعتبار بما جرى على الامم السابقة فأهلكتهم بسبب الآثام والذنوب، ومن أكثر الآثام التي تمنع البركات ونزول الرحمات، الكفر بنعمة الله وسوء التدبير بالتبذير، والاعتزاز بغير الله”.
    وقال الخالصي “لو أن المشروع الوطني امتلك الإرادة السياسية بالتحرر من قيود الاجنبي لتمكن من بناء وطنه بما اغدق الله عليه من الثروات، ولأنتزع كامل حقه في التعويض من الغزاة وحلفائهم الذين دمروا بلده، دون الحاجة إلى توقع أي امداد من المانحين الذين نادراً ما يوفون بما يتعهدون به”.
    واشار الى ان “من الآثام التي تمنع قطر السماء وتنذر بالقحط والبلاء ترك الأمر بالمعروف وعدم تحقيق العدالة، وترك الفاسدين المتجاوزين على ثروات الأمة من غير محاسبة وانزال العقوبة بالذين يأمرون بالقسط من الناس ويتصدون لكشف الفاسدين وتعريتهم، كما هو مسموع مما يجري في بعض محافظات الجنوب، حيث حكم على كاشف المفسدة بالعقوبة وترك السراق بلا تعقيب، مما اثار الغضب الشعبي، وخرجت العشائر جزاهم الله خيراً في مظاهرات غاضبة يطالبون بإحقاق الحق وانزال العقوبة بالمفسدين”.
    وختم الخالصي بالقول “وأخيراً وليس آخراً فإن من الآثام التي تنذر باللعنة والعذاب والبلاء إذا قصّر العلماء والمراجع في بيان ما عليهم بيانه من الحق، وكتموا ما انزل الله خوفاً أو طمعاً”.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة