القاضي عماد عبد الله
بالإضافة إلى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية هناك سلطة رابعة تأخذ صداها من خلال دورها الإعلامي المؤثر في المجتمع وهي الإعلام.
يعرف الإعلام بأنه أي وسيلة او تقنية او مؤسسة خاصة او عامة رسمية او غير رسمية مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، حيث للاعلام دور كبير في نقل الافكار والأنباء الى اذهان المتلقي من الجمهور.
ويعتبر الهدف السامي للإعلام هو إظهار ما يدور في المجتمع من حال جيد والإشادة به او الحال السيئ والتركيز عليه بغية معالجته، حيث يلعب الاعلام دورا اساسيا في مكافحة الفساد والتصدي لهذه الظاهرة التي باتت منتشرة في المجتمع. أن الإعلام من خلال تسليطه الضوء على بؤر الفساد يساعد الحكومة على التصدي للفاسدين ويشير الفساد الى حالات انتهاك مبدأ النزاهة وتختلف جرائم الفساد فمنها ماهو صغير يرتكبه صغار الموظفين مثل جرائم الرشى البسيطة ومنها ما هو كبير يصل إلى كبار الموظفين ليشكل جرائم تتعلق بمبالغ طائلة.
إن مسؤولية النخب المثقفة والإعلام البنّاء هو غرس ثقافة النزاهة في المجتمع والتي تقف بوجه ثقافة الفساد حيث ان النزاهة هي مسألة أخلاقية وحماية مال الفرد والمال العام هي واجب وطني لإشاعة الأمن والاستقرار في المجتمع. وهنا تكتسب التوعية الإعلامية بمضار الفساد اهميتها من خلال إشاعة ثقافة النزاهة لدى موظفي القطاع العام بهدف التخلي عن السلوك المرتبط بالفساد ولابد من الاشارة الى ان هناك جهودا دولية اعلامية لمكافحة الفساد من خلال التوعية الى وجود تعاون دولي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
ولابد من توظيف الاعلام توظيفا سليما بحيث يكون إعلاماً ينقل الحقيقة ويعبر عن ضمير الشعب، ويلعب الإعلام دوره في مكافحة الفساد من خلال تنظيم حملات توعية للرأي العام لدعم الجهود الحكومية لمكافحة الفساد ولابد من ان يتحلى الإعلامي بالمصداقية في نقل الخبر وان يعرف بأنه إعلامي مهمته نقل الخبر وتأشير مواطن الخلل وان يترك مهمة التحقيق والمحاسبة الى الجهات المختصة.
لقد أصبح الإعلام اليوم مهمة خطرة بفعل التكنولوجيا الحديثة التي بات المواطن من خلالها على اتصال مباشر بالإعلام من خلال التلفاز او مواقع التواصل الاجتماعي وبذلك يؤثر بشكل مباشر على آراء الناس ويفضح مواطن الفساد لذلك نجد انه من الضروري ان يركز الاعلام على اشاعة روح المواطنة في المجتمع وان يوصل الفكرة الصحيحة الى المتلقي بان هذا الوطن هو بيت الجميع وان اي خلل يهدد هذا البيت يضعف المجتمع بأسره ويؤدي الى ضياع الحقوق واشاعة الفوضى. ويأتي دور الاعلام النزيه مكملا لعمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي تأخذ دورها في مكافحة الفساد من خلال ملاحقة الفاسدين قضائيا واجراء المحاكمات العادلة بحقهم عبر أحكام قضائية عقابية بحق المدانين ورادعة بحق غيرهم من أصحاب النفوس الضعيفة.