أعلنت منظمة الهجرة الدولية ان 2.5 مليون نازح عراقي مازالوا يعيشون في الخيام او في مساكن حرجة غير مؤهلة للسكن موضحة ان ربع مليون نازح قد عادوا الى مناطقهم الشهر الماضي وحده حيث ارتفع عدد العائدين بنهاية الشهر الى 3.3 مليون نازح داعية الى الاسراع بإعادة بناء البنى التحتية للمناطق المتضررة بفعل الحرب ضد الارهاب لتمكين الجميع من العودة الى مناطقهم.
واشارت المنظمة في تقرير لها اليوم السبت تسلمته “إيلاف” الى انه في الوقت الذي يواصل آلاف النازحين في العراق العودة إلى مناطقهم منذ مطلع العام الحالي حيث تتركز حركة العودة في المحافظات الشمالية والغربية الاربع وهي نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار فأن أكثر من 3.3 ملايين عراقي عادوا إلى مناطقهم الأصلية في حين لا يزال هناك 2.5 مليون نازح . وأشارت الى انه خلال الشهر الماضي وحده عاد 125 ألف نازح إلى المحافظات الأربع.
واضافت منظمة الهجرة انه منذ بداية الأزمة في البلاد أوائل عام 2014 بعد أن سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من العراق ولحقها الصراع لاستعادة هذه المناطق نزح حوالي ستة ملايين عراقي حيث عانت مجتمعاتهم من دمار وأضرار واسعة النطاق. ونوهت الى ان محافظة الأنبار تلقت خلال الاشهر الاخيرة أكبر عدد من العائدين وذلك بفضل تحسن الوضع الأمني وإعادة تأهيل الخدمات وإعادة بناء الهياكل الأساسية.
واوضحت المنظمة انه من بين بقية النازحين في العراق والبالغ عددهم 2.47 مليون نازح لا يقطن سوى نصفهم (51 في المائة) في أماكن خاصة غير مؤهلة للسكن في حين لا يزال أكثر من ربعهم (26 في المائة) يعيشون في المخيمات. وأشارت إلى أنه ليس جميع العائدين إلى مدينة الموصل مستمرين في بقائهم فيها حيث انه نه بسبب انعدام الأمن والخدمات وفرص سبل كسب العيش في غرب الموصل عادت حوالي 600 أسرة إلى مخيم الحاج علي خلال الشهر الماضي .
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جيرارد وايت “مع دخول العراق مرحلة الانتعاش بعد ثلاث سنوات من الصراع، يجب ان نتذكر بأن إعادة البناء الرئيسي للبلاد لن تقوم فقط على إعادة بناء البنية التحتية”. واضاف “هناك حاجة أيضا إلى توفير الدعم المتخصص لكل من نجوا من النزاع إلى جانب اعادة بناء البنية التحتية “.
وتتركز مساعدات المنظمة الدولية للهجرة في العراق بالشراكة مع الحكومة العراقية على انتعاش مناطق العودة. وتشمل هذه المساعدات المراكز المجتمعية المتنقلة للمعلومات، مشاريع البنية التحتية السطحية، إعادة تأهيل المساكن، تعزيز المرافق الصحية، توزيع مجموعات الإغاثة ودعم سبل كسب العيش.
تمكين النازحين من المشاركة في الانتخابات
وكانت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قد شددت خلال زيارتها إلى مخيمٍ مؤقتٍ للنازحين في كركوك شمال شرق بغداد على أن العراقيين الذين اضطرّوا للنزوح جرّاء النزاع الأخير لهم حقٌ في التصويت غيرُ قابلٍ للتصرّف، وينبغي تمكينهم من المشاركة في الاقتراع المقبل المقرر في 12 مايو المقبل وأن يكون لهم صوتٌ في رسم مستقبل بلادهم.
وهدفت زيارةُ نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والانتخابية أليس وولبول للنازحين في مخيم ليلان -١ في كركوك إلى إبراز أهمية مشاركة النازحين في الانتخابات وتشجيعهم على ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في البرلمان حيث التقت بالأسر النازحة، واغتنمت الفرصة للاطلاع على استعداداتهم للتصويت.
وقالت وولبول التي كانت قد زارت مؤخراً مخيماتٍ أخرى للنازحين في أطراف بغداد للدعوة إلى شمولهم وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفاً في عمليةِ انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ موضحة “ما زلتُ أشدّد على الأهمية المركزية لمشاركة النازحين في الانتخابات المقبلة.” وأكدت على الحاجة إلى اتخاذ تدابيرَ خاصةٍ لضمان تمكين الناخبين الشباب الذين صار يحقّ لهم التصويت للمرة الاولى والفئاتِ الأكثر ضعفاً من التسجيل والتصويت في الانتخابات المقرّر إجراؤها في 12 أيار مايو 2018.
وشددت وولبول على الحق الدستوري لجميع العراقيين في المشاركة في الانتخابات، وشجعت الناخبين على بذل جهدهم للتوجه للإدلاء بأصواتهم وقالت “سأواصل الدعوة إلى تمكين النازحين من التصويت من أجل مستقبل العراق. وفي الواقع، أنا أشجع بقوّةٍ جميع الناخبين على إظهار التزامهم بمستقبل بلادهم من خلال التوجه للتصويت بأعدادٍ كبيرةٍ في يوم الانتخابات.”