وصف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم العلاقات بين بلاده والسعودية بأنها «ممتازة»، مؤكدا أن العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان عادت طبيعية، مشيراً الى وجود «حوار هادئ وغير معلن» بين الجانبين.
وانتقد الصراعات السياسية في العراق، لافتاً الى انعكاساتها، ومنبهاً الى أن تراشق بعض الأطراف واتهامات بالسرقة يشجع العزوف عن الاستثمار في البلد.
ونبه معصوم في مقابلة نشرتها صحيفة “الحياة” اللندنية الى أن «هناك تشريعات ضرورية وأخرى تعتبر العمود الفقري لتسيير شؤون الدولة، لا سيما تلك التي أشار إليها الدستور، لم تقر حتى الآن». وأوضح أنه «في حال غياب هذه القوانين التي تمس حياة المواطن، نلجأ إلى القوانين السابقة، وغالباً ما تكون في تطبيقها مخالفة دستورية».
ولفت إلى أن «هناك قوانين أخرى، مثل قانون مجلس الاتحاد، الذي يعد الغرفة التشريعية الثانية ومن صلاحياته إعادة مشاريع القوانين المقرة إلى البرلمان في حال مخالفتها الدستور، لم يتفق عليها بعد وتأجيلها من دورة إلى أخرى، مثل قانون النفط والغاز، الذي يعدّ مشكلة كبيرة».
وكشف أن «المسودة المقترحة أن يكون بين الأعضاء اثنان من علماء الشريعة واثنان مختصان بالدراسات الديموقراطية، على أن يكونوا أصلاء لهم حق الاعتراض على القرارات ونقضها، فيما يرى آخرون أن يكونوا بصفة خبراء، وما زال الأمر موضع تجاذبات».
وأشار معصوم: الى أن هناك «دولاً عديدة قدمت مساعدات إلى العراق لإعادة الاستقرار، بخاصة إلى النازحين، ولا بد لهؤلاء أن يعودوا إلى مناطقهم. وزاد: «تلقينا مساعدات إنسانية دولية لكنها ليست بالكم والنوع اللذين يحلان المشكلة، 20 مليون دولار هنا و15 مليوناً هناك». وشدد على ضرورة أن «تكون هناك تسهيلات لجذب الاستثمارات من الخارج».
وذكر الرئيس العراقي أسباباً تقف وراء عزوف المستثمرين عن دخول السوق العراقية، منها: «بعض السجالات والصراعات السياسية، مثل الاتهامات المتبادلة بالسرقات وكثير منها بلا دليل، لكن المستثمر عندما يقرأ هذه التصريحات في الصحف ووسائل الإعلام، لا سيما عندما تَصدر من عضو في مجلس النواب أو عضو مجلس محافظة أو حتى سياسي، سيتساءل: لماذا أورّط نفسي؟».
وأكد أن علاقات الأكراد مع الحكومة الاتحادية، «عادت طبيعية وهناك حوار هادئ وغير معلن. وفود تذهب إلى هناك وأخرى تأتي إلى هنا. كل من الطرفين بحاجة إلى الآخر، فلا الإقليم (كردستان) يستغني عن الحكومة الاتحادية ولا هي تستغني عن الإقليم، كلاهما في دولة واحدة وكل المصالح مترابط».
وأضاف: «بغداد أرسلت مبالغ إلى الإقليم لدفع رواتب موظفي الصحة والتعليم، وهذه خطوة جيدة».
ورداً على سؤال عن تهديدات تركيا باجتياح بلدة سنجار العراقية القريبة من الحدود السورية بذريعة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، أجاب: «بعد خروج عناصر الحزب لا يمكن أن تأتي قوات أجنبية وتغزو جزءاً من العراق». ولم يخفِ قلقه من تكرار سيناريو عفرين، معرباً عن أمله بأن «لا يقدموا على مثل هذه الخطوة»