في غضون أقل من 24 ساعة، سجّلت ثلاث مدن عراقية مختلفة عودة أكثر من 500 أسرة إلى مدنها، بعد حكاية نزوح دامت لأكثر من ثلاث سنوات إثر اجتياح تنظيم “داعش” الإرهابي لمساحات شاسعة من شمال وغرب العراق، وسط اتهامات بأن ذلك يتم استغلاله لغايات انتخابية ورغم عدم جهوزية المدن المحررة لاستقبال سكانها.
ووفقا لمسؤولين في وزارة الهجرة فإن عمليات “تفويج” النازحين من مخيمات النزوح إلى مدنهم تتم بمعدل ألف أسرة أسبوعيا، وتحتل الأنبار ونينوى الصدارة، بينما لا تزال مليشيات وجماعات مسلحة تمنع عودة النازحين إلى شمال بابل وتعيق ذلك أيضا في مدن محددة بمحافظات صلاح الدين وديالى.
وبحسب بيانات السلطات العراقية الأخيرة، فإن نحو ثلاثة ملايين نازح عادوا إلى منازلهم من أصل خمسة ملايين ونصف مليون نازح تركوا منازلهم بعد منتصف عام 2014.
وأصدرت عدة جهات محلية في العراق، اليوم الخميس، بيانات متفرقة تضمنت أرقام العائدين فيها إلى منازلهم، وتجاوزت الخمسمائة عائلة عراقية تم نقلها من مخيمات في صحراء الأنبار وجنوب الموصل وكركوك وقرب تكريت.
وفي السياق، قال مستشار وزارة الهجرة العراقية، الدكتور محمد حسين، لـ”العربي الجديد”، إنه تمت إعادة 44 أسرة إلى حي سكني في الدجيل، قرب تكريت، بعد حل إشكالات مختلفة، بينها عشائرية، وكذلك إعادة 200 عائلة من مخيمات شرق الأنبار إلى منازلها في الخالدية، غرب الفلوجة، وإعادة 183 عائلة إلى منازلها في قرية البو جواري، قرب بيجي، غرب صلاح الدين، فضلا عن 150 عائلة عادت إلى بلدة القائم، أعالي فرات العراق، غرب الأنبار.
وبيّن أن العودة الطبيعية لتلك العائلات تتم بعد تأهيل مناطقها والتأكد من خلوها من الألغام والأجسام المتفجرة، ورفع جميع مخلفات داعش، ويتم أيضا تدقيق أسماء العائلات أمنيا، ليتم في ما بعد نقل أفرادها على حساب الدولة لمنازلهم، نافيا أن تكون هناك إعادة قسرية لهم.
وتقع مخيمات الذين تمت إعادتهم في صحراء الأنبار وجنوب الموصل وكركوك وقرب تكريت، إلا أن مسؤولين وأعضاء أحزاب يقولون إن المخيمات الموجودة داخل بغداد تتم إعادة من فيها وإغلاقها بشكل قسري.
ووفقا لمسؤول حكومي عراقي، فإنّ هناك خطة لإفراغ بغداد من المخيمات ومعسكرات النازحين قبل الانتخابات، وتم إغلاق 13 مخيما ومعسكرا، وبقي مخيمان فقط تم إخطار من فيهما بقرب إعادتهم إلى منازلهم رغم معارضة كثير منهم، ويقعان في منطقة الدورة والعامرية، جنوب وغرب بغداد