هل ستكون دمشق … هيروشيما العصر!؟

    #محمد-شفيق
    حشد الغرب الالآته العسكرية الجبارة تُجاه سوريا لردع حكومة دمشق عن أي استخدامٍ للسلام الكيماوي , بعد ان اتهمت باستخدامه في مدينة دوما وراح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح.

    الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا العظمى, والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, قلبوا الدنيا رأساً على عقب, في غضون ساعات على وسائل الإعلام, وتعهدت كل من واشنطن ولندن وباريس بتوجيه ضربة عسكرية قاصمة إلى دمشق, ثأراً “لدوما”, لكن هل السؤال المهم” هل ان العالم تذكر بعد ثمان سنوات من الحرب الداخلية ” ان الشعب السوري يقتل , هل تذكر الغرب في هذه الآونة ان هناك صداماً سورياً_ سورياً, بين الشعب والسلطة, ام ان الأمن القومي الإسرائيلي بات مُهدداً بالسلام الكيماوي كما يزعم العالم, أو ليست هذه المؤامرة نفسها التي تعرض لها العراق والمسماة “اسلحة الدمار الشامل”, وتم غزوه على يد قوات التحالف التي دمرت حضارة بلدٍ عمره اكثر من سبعة الاف سنة, او ليست هذه الخدعة نفسها التي استخدمت مع ليبيا لاسقاط حكم معمر القذافي بحجة حماية المدنيين, هل نسي العالم ان مثل ” اذا رآيت سمكتان تتشاجران في البحر” فإعلم ان اميركا وراءها, ام ان الشحن الطائفي, وهوية ” انا معارض وانت علوي”, نجحت في شق الصف السوري.

    يتخوف العالم من ضربة “الصدمة والترويع”, التي هوُجمت بها بغداد عام 2003, من قبل قوات التحالف, حينما أمطرت أميركا بغداد بصواريخ التوماهوك وكروز, وعلى الرغم من شدة القصف العشوائي إلا ان الدفاعات الأرضية تمكنت من إمتصاصها, لكن حجم الدمار كان هائلاً.

    وفي الوقت الذي تتجه مجموعة مكونة من اثنتي عشرة سفينة وقطعة حربية أميركية نحو سوريا استعداداً لضربة عسكرية محتملة، ضمن حملة أميركية، تعد الأكبر بعد غزو العراق في العام 2003, هُنا يتخوف العالم من ان تكون دمشق وغيرها هيروشيما وناكازاكي الثانية, وهو هجوم نووي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس عام خمسة واربعين وتسعمائة والف، حيثُ قامت بقصف مدينتي هيروشيما وناكازاكي باستخدام قنابل نووية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاماً كاملاً بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام. وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي الولد الصغير على مدينة هيروشيما (يوم الاثنين في السادس من أغسطس عام خمسة واربعين وتسع مائة والف).
    ثم تلاها إطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناكازاكي في التاسع من شهر أغسطس.
    وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت بإستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب, وراح ضحيتها نحو مئة وخمسين الف نسمة.

    أحداث سوريا المتشنجة آلقت بظلالها على المشهد العراقي خاصة والشرق المتوسط عامة, إذ ان اي استخدامٍ لسلاحٍ غير تقليدي من شأنه ان يلوث هواء الدول المجاورة, فضلاً عن حالة الإنفلات الأمني التي ستشهدها جميع دول جوار سوريا, وعلى الرغم من ان الحكومة الاتحادية العراقية قالت ان حدودها لا يمكن ان تخترق من داعش مرة اخرى, يرى محللون ان بغداد ستوجه نيران أسلحتها تجاه كل شخص يعبر من الحدود السورية نحو العراقية, باستثناء المدنيين.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة