هناك سببان وجيهان للسياسي الأمريكي لكتابة مذكراته، الأول أنه كان رئيسًا الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة، لا يهم ما يكتبه، فالقراء يريدون الاطلاع على كلماته ببساطة لأنه كان رئيسًا، أما السبب الثاني، فهو أن لدى السياسي ما يقوله، بعض التجارب البارزة أو الرؤية التي يمكنه أن ينقلها من وقته في المنصب.
جون كيري يتناسب بشكل كبير مع الفئة الثانية، ولديه الكثير ليكتب عنه، لكنه قد يرى نفسه أنه ينتمي إلى المجموعة الأولى، فقد خدم ما يقرب من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأربعة أعوام وزيرًا لخارجية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما خاض معركة رئاسية كمرشح للحزب الديمقراطي أمام جورج بوش الابن عام 2004.
وفي كتابه “كل يوم إضافة” (Every Day Is Extra)، الذي صدر قبل أيام رسميًا عن دار نشر “سايمون آند شوستر”، يعود كيري إلى جذوره وحاضره، ليروي أسرارًا عديدة، عن فترة توليه منصبه في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وتعاملاتها مع قادة الدول المحيطة بها بما في ذلك مفاوضات التوصل للاتفاق النووي مع إيران.
حين وقع كيري ضحية لكذب نتنياهو
في فصول الكتاب الأولى، يصف كيري العلاقة بينه وبين نتنياهو في السنوات الأربعة لوزارة الخارجية الأمريكية بأنها “معقدة”، ثم أصبحت علاقة فُقدت فيها الثقة الشخصية بعد حرب غزة “الجرف الصامد” عام 2014، الحرب التي بدأتها “إسرائيل” واستمرت لـ51 يومًا، راح ضحيتها أكثر من 1850 فلسطينيًّا، من بينهم 527 طفلاً و238 امرأةً.
ويكتب كيري عن سلوك نتنياهو خلال حرب 2014 مع حماس في غزة، ويقول: “كانت واحدة من المرات القليلة التي شاهدت فيها بنيامين نتنياهو أكثر ضعفًا مما رأيته من قبل”، ويؤكد أنه لم يرَ من قبل أي رئيس وزراء إسرائيلي تحت الحصار بهذا الشكل، ما دفعه للتعاطف معه، ومحاولة إخراجه من هذا الحصار.
وكانت المحاولة اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع حماس أو “هدنة إنسانية” كما وصفها كيري، ويكشف كيري كيف أفسد نتياهو علاقته مع أوباما بشكل نهائي، ففي منتصف المفاوضات انقلب الأمر على كيري وحكومته، وأدت بشكل غريب لتعكير العلاقات بين “إسرائيل” وواشنطن، وجلبت انتقادات لاذعة لكيري نفسه.
أدرك كيري صواب رأي أوباما الذي اعتبر عملية السلام منذ بدايتها إيماءة طيبة من الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” لكنها لن تثمر عن أي شيء
ويتذكر كيري محادثة غاضبة بينه وبين نيتنياهو عن تسريب مقترح “الهدنة الانسانية”، موضحًا أنه قال له: “كنا في منتصف المفاوضات على أساس أطروحاتك، الآن أرى التسريبات في الصحافة، هذا أمر مشين، وقف إطلاق النار الإنساني هو فكرتك، والآن تسرب هذه الوثيقة لتجعلني أظهر وكأنني أحاول تعزيز موقف حماس”.
المكيدة هنا أن من اقترح الهدنة كان نتنياهو، ومن سرّبها لوسائل الإعلام هو نتنياهو، ومن أشعل نار الداخل الأمريكي مُظهرًا كيري كشخص يحاول تعزيز موقف حماس هو نتنياهو؛ لذا ينقل لنا كيري غضبه عبر محادثة دارات بينهما يخبر فيها نتنياهو بأن فعلته مشينة، ويخلص كيري إلى أن “عنصر الثقة الشخصية ضاع” بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد هذه النقطة.
فسر كيري حنقه بأن أوباما كان متشككًا منذ البداية في نية نتنياهو، لكن تصريحات نتنياهو عن استعداده لتقديم تنازلات قاسية لصنع السلام، وحتى المخاطرة بائتلافه الحكومي أقنعت كيري، ما دفع الأخير إلى إقناع أوباما “المتشكك” في نيات نيتنياهو، بأن عملية السلام تستحق الاستئناف.
كيري يتحدث عن كتابه خلال ندوة بمركز كارينغي للشرق الأوسط
يتذكر كيري محادثة أجراها مع نتنياهو – عقب خطاب ألقاه أوباما في “إسرائيل” عام 2013 – في فندق الملك داوود، أخبره فيها أن “الجميع في منطقة الشرق الأوسط يكذب”، لكن لم يخطر في بال كيري أن يكون هو ضحية الكذب القادمة، حتى إن تسيبي ليفني زعيمة المعارضة أقرّت أمام كيري باستعدادها لعمل أي شيء من أجل السلام مع الفلسطينيين.
لكن الوقائع التي اصطدم بها كيري لاحقًا أن الجانب الإسرائيلي لا يتوقف عن خلق العقبات التي تعيق تقدم المفاوضات، مثل رفض “إسرائيل” الشرط الفلسطيني الأهم وهو إطلاق سراح السجناء من “عرب 48” المُحتجزين قبل توقيع اتفاقية أوسلو 1993.
كما رفض نتنياهو الخطة الأمريكية التي أعدها الجنرال الأمريكي جون ألين، وتقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وحلول القوات الأمريكية مكانها، مع أحقية الجيش الإسرائيلي بالانتشار خلال ساعات إذا استشعر تهديدًا، لكن نيتنياهو أصر على أن “إسرائيل” بحاجة إلى الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في الضفة الغربية.
يقول كيري إن ما دفع أوباما لاستخدام حق النقض “الفيتو” ضد القرار كان تمرير “إسرائيل” لقانون يسمح بتقنين المستوطنات
عبر هذه العراقيل أدرك كيري صواب رأي أوباما الذي اعتبر عملية السلام منذ بدايتها إيماءة طيبة من الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” لكنها لن تثمر عن أي شيء، حتى لم تشفع تلك الإيماءة من رد “إسرائيل” على القرار 2334، ومنذ عام 1979 لم تُعط الولايات المتحدة ضوءًا أخضر لمشروع قرار يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية، لكن أوباما قرر فعلها في الأسابيع الأخيرة لحكمه بعدم استخدام حق النقض “الفيتو” ضد القرار 2334.
وفي رأي كيري، فإن استمرار “إسرائيل” في عنادها ليس من مصلحة الولايات المتحدة في المنطقة، ويقول كيري إن ما دفع أوباما لهذا القرار كان تمرير “إسرائيل” لقانون يسمح بتقنين المستوطنات، بجانب الرئيس المُنتخب آنذاك دونالد ترامب شديد المناصرة لـ”إسرائيل” الذي أعلن أنه سيعين ديفيد فريدمان المعارض اللدود لحل الدولتين، وعاشق بناء المستوطنات.
حين أظهر الأسد استعداده لتقديم تنازلات لـ”إسرائيل”
ليس بعيدًا عن “إسرائيل” أيضًا، وقبل اندلاع الصراع في سوريا، وفي عام 2010، أرسل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما مقترحًا سريًا يتضمن استئناف محادثات السلام مع “إسرائيل” لاستعادة مرتفعات الجولان السورية التي ضمتها “إسرائيل” خلال حرب الأيام الست عام 1967، بحسب ما جاء في مذكرات كيري.
ويكشف كيري في كتابه عن تفاصيل الرسالة، فخلال أول اجتماع مطول له مع الأسد عام 2009، عندما زار الأول دمشق في إطار جولة شرق أوسطية بصفة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، يقول: “سألني الأسد، ما المطلوب لبدء محادثات سلام جدية مع “إسرائيل”، لضمان عودة هضبة الجولان التي فقدتها سوريا عام 1967، وقلت له إن كان جادًا في ذلك فعليه تقديم مقترحاته، وطلب من معاونه كتابة رسالة إلى الرئيس أوباما”.
وذكر كيري أنه واجه الأسد خلال لقائهما الأول بملف محطة الطاقة النووية التي قصفتها “إسرائيل” عام 2007، متهمًا الرئيس السوري بالكذب في وجهه، بعدما “نظر إلى عينيه” مؤكدًا له أن المحطة لم تكن ذات طبيعة نووية.
وأضاف كيري أنه خلال حديثهما التالي، ضغط على الأسد بسبب دعمه لـ”حزب الله” اللبناني، فيما أجاب رئيس النظام بأن “كل شيء يمكن التفاوض عليه”، ملمحًا إلى أن هذه السياسة قد تتغير بعد المفاوضات مع “إسرائيل”، وأشار كيري إلى أنه رغم فشل المحاولات للتوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” وسوريا في عهد رؤساء وزراء “إسرائيل” السابقين، كان الأسد في ذلك الوقت لا يزال مهتمًا بنوع من التعامل مع “إسرائيل”.
“تفاجأ” نتنياهو من المقترح لأنه أظهر له أن الأسد مستعد لتقديم تنازلات أكثر بكثير مما كان يرغب في الذهاب إليه سابقًا
وبعد لقاء الأسد بوقت قصير، زار كيري “إسرائيل” وأطلع نيتنياهو على الرسالة، بحسب ما نقل مراسل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمير تيبون عن هذه المذكرات، “تفاجأ” نتنياهو من المقترح لأنه أظهر له أن الأسد مستعد لتقديم تنازلات أكثر بكثير مما كان يرغب في الذهاب إليه سابقًا.
وبعد هذه الرسالة، دخلت سوريا مع “إسرائيل”، بوساطة أمريكية، في مفاوضات استمرت حتى بدايات عام 2011، دون التوصل إلى أي اتفاق أو تفاهم مشترك، حيث أخبر نتنياهو إدارة أوباما أنه غير قادر على عقد اتفاقية مع سوريا في ضوء الظروف الراهنة.
وفي نهاية المطاف وحسب كيري، أخفق الأسد بالنهاية في الوفاء بوعوده، حيث حاولت إدارة أوباما اختبار مدى جديته من خلال مطالبة الرئيس السوري باتخاذ إجراءات لبناء الثقة تجاه كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، بما في ذلك وقف إمدادات الأسلحة إلى حزب الله.
ويتحدث كيري في مذكراته بتعابير سلبية عن الأسد ويقول: “رجل يمتلك القدرة على الكذب في وجهك وهو لا يبعد عنك أكثر من أربعة أقدام يمكنه ببساطة الكذب على العالم والقول إنه لم يقصف شعبه بالغازات السامة حتى الموت”.
وعن ردة فعل الإدارة الأمريكية على الهجوم الكيميائي على الغوطة عام 2013، ذكر كيري أنه، هو ومستشارين آخرين للأمن القومي، طالبوا بشن هجوم عسكري ضد الأسد لأن أوباما اعتبر أن الهجمات الكيميائية “خط أحمر”، ولكن الرئيس الأمريكي السابق تردد، خاصةً بعد أن تبين له أن هذه الخطوة لن تحظى بدعم واسع من الكونغرس.
وفي نهاية عهد أوباما، ومع تجهيز دونالد ترامب نفسه لدخول البيت الأبيض “كانت دبلوماسية إنقاذ سوريا قد ماتت، وبقيت جراح سوريا مفتوحة، أفكر كل يوم في كيف يمكن أن نغلق هذه الجراح وكيف يمكن للعالم أن يغلقها”.
نووي إيران يمر عبر عمان
في مذكّراته، كشف كيري أن شخصًا عمانيًا يدعى سالم الإسماعيلي اقترح عليه، بعد نجاح وساطته من أجل إطلاق سراح المتسلقين الأمريكيين في إيران، التعاون في قضايا أخرى، وبالفعل نقل كيري الذي كان في ذلك الوقت رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الرسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما داعيًا إياه إلى تفعيل الحوار مع إيران عبر الوساطة العمانية.
ويصف كيري ساعات طويلة من المفاوضات الدقيقة والمفصلة من دون نوم والتوترات التي ظهرت بشكل دوري خلال المحادثات التي دامت نحو العامين، خاصة معارضة هيلاري كلينتون للمفاوضات مع إيران، ومخاوف أوباما من حق إيران في التخصيب، فضلاً عن التوترات بين إيران وروسيا.
بالنسبة إلى كيري، فإن الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ من الإنجازات الأساسية له ولإدارة أوباما
ويتذكر أن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وفي واحدة من تلك المواجهات نظر إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بسبب تردده في إنهاء الصفقة قائلاً له: “جواد، هل تملك السلطة للتوصل إلى اتفاق؟ إذا كان الأمر كذلك فالرجاء إخبارنا، أنت تضيع وقتنا”.
وفي نهاية المطاف تم التوصل للصفقة النووية رغم الضغوط الهائلة من حكومة نتنياهو، وهي ضغوط عززت الفجوة بين إدارة أوباما و”إسرائيل”، ووصلت إلى نقطة اللاعودة مع خطاب نننياهو أمام الكونغرس الأمريكي الذي اعتبرته إدارة أوباما “ضربة تحت الحزام”.
ويوضح كيري أن قرار نتنياهو المثير للجدل بالتحدث أمام الكونغرس عام 2015 ضد رغبات البيت الأبيض، ومعارضته الحادة للاتفاق النووي الإيراني أصابه بخيبة أمل كبيرة “ظننت أننا نستحق أفضل من ذلك”.
ومع مرور الصيف، أصبح الوضع أكثر هشاشة، خاصة بعد تهديدات “إسرائيل” بأن إيران تخطّت الخطوط الحمر والجيش الإسرائيلي مستعد لتوجيه ضربة عسكرية لها، وانتظر قادة الأمن القومي حدوث ذلك لكن “إسرائيل” تراجعت فيما بعد، في ذلك الوقت توقفت قناة أوباما السرية عن التفاوض إلا أنها عاودت ذلك بعد أشهر من التوقف.
وبالنسبة إلى كيري، فإن الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ من الإنجازات الأساسية له ولإدارة أوباما؛ لذلك اشتبك كيري والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة مرارًا على خلفية الملف الإيراني، وذلك بعدما اتهم الرئيس الأمريكي كيري بالانخراط في “دبلوماسية ظل” غير قانونية لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وذلك في إشارة إلى الاتصالات الهاتفية التي أجراها كيري مع عدد من وزراء الخارجية الدوليين أملاً في انقاذ الاتفاق النووي رغم انسحاب أمريكا منه.
ترامب الذي أفسد كل شيء
هناك حنين لا شك فيه يظهر في الكتاب لحياة سياسية أمريكية كانت أفضل كثيراً مما هي عليه اليوم، فهو يتحدث عن تغييرات جوهرية “للأسوأ” في المشهد السياسي الأمريكي من حيث الشخصيات والسياسات تجعل الماضي يبدو أفضل، عندما كان نواب الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس ينحون الخلافات الحزبية جانبًا من أجل مصالح وطنية أكبر من مصالح الحزبين.
ينتقد كيري الرئيس ترامب بصورة غير مباشرة عبر توضيح أن بول مانافورت، أبرز أعضاء حملة ترامب يُحاكم حاليًّا بتهم الفساد، وقد كان من جماعات الضغط التي تدافع عن الرئيس الفلبيني الأسبق فيرديناند ماركوس
اختار كيري – مثل معظم أعضاء إدارة أوباما السابقين الذين سجلوا تجربتهم في كتب – التركيز على سنوات عمله وتجربته الشخصية، بدلاً من انتقاد إدارة ترامب أو الرد عليها بشكل مباشر، ولكن بالنظر إلى التناقضات الصارخة في الشخصيات والسياسات، وبالنظر إلى مقدار الإصرار الذي أظهره ترامب لتفكيك كل شيء عمل كيري وأوباما من أجله، لا يمكنك إلا أن تجد بين سطور الكتاب إشارات ضمنية إلى ترامب وإدارته في كل صفحة.
فحين ساوى كيري بين الاتفاق النووي واتفاقية باريس للمناخ، فإن في ذلك ما يمكن اعتباره إشارةً ضمنيةً لقيام ترامب بإفساد كل شيء سعى له أوباما، فلقد عرض الاتفاق النووي للخطر وانسحب فعلًا من اتفاقية باريس للمناخ، هذا التعريض يعتبر انتقادًا مهذبًا من كيري لطريقة عمل ترامب وإدارته، حتى لم يذكره بنفس تركيزه على تفاصيل شهاداته الشخصية وسرده للأحداث إبان توليه وزارة الخارجية.
في موضعٍ آخر ينتقد كيري الرئيس ترامب بصورة غير مباشرة عبر توضيح أن بول مانافورت، أبرز أعضاء حملة ترامب ويُحاكم حاليًا بتهم الفساد، كان من جماعات الضغط التي تدافع عن الرئيس الفلبيني الأسبق فيرديناند ماركوس في أثناء مواجهته لتهم تتعلق بحقوق الإنسان.
في سيرته الذاتية، لدى كيري الكثير ليكون فخورًا به، لكن سيرته لا تخلو من الندم، وفي الكتاب يوضح بصراحة ندمه على اختيار جون إدواردز ليكون نائبًا له في الانتخابات الرئاسية 2004، كما يشعر بالندم لعدم قدرته على إقناع أوباما باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا ضد بشار الأسد لاستخدامه للأسلحة الكيميائية في سوريا، كما أنه يأسف لتصويته عام 2002 على دعم غزو العراق، وهي الحرب التي رآها لاحقًا خطأ فادحًا.
المواضيع: