هشام الهاشمي
1-التفنن في حرب الجماعات والفصائل المسلحة التي لم تبايعها:
قادت داعش نفسها إلى صناعة عدو في كل منطقة تتواجد فيها ووضعت نفسها أمام أكبر أربعة مناهج مقاومة كبيرة؛ القاعدة وفروعها والاخوان المسلمون وفصائل المقاومة الشيعية والفصائل الكردية، بالإضافة الى القوات النظامية المحلية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوربي وإيران وتركيا ودول الجامعة العربية.
في مقابل هذا كان لديها حلف ضعيف متمثل بعقد بيعات لشيوخ عشائر تحت إكراه السلاح والخوف. وبالنظر إلى الموارد البشرية فإن تعداد داعش كقوات مسلحة لم يتجاوز ال36 الفا وهذا لا يكفي لتطلعات الحرب الشاملة وبالتالي كانت عملية التفنن في تكثير الأعداء عديمة الجدوى.
2-استعجالها إعلان كسر الحدود وأرض التمكين:
كان لدى داعش تجربة وعبرة من إمارة طالبان التي أعلنت ارض التمكين 1994-2001، ولكنها استعجلت في وضع نفسها في حدود جغرافية واضحة يسهل حصارها وعزلها والقضاء عليها، بالرغم من امتلاك البغدادي مجلس شورى ولجنة مفوضة فيها شخصيات خبيرة ومختصة من ضباط النظام السابق، ولكن البغدادي على عكس الظواهري وفريق مستشاريه لم يكن مخططاً أو مفكرا استراتيجياً، فخطؤه الإستراتيجي الأكبر كان أنه أعلن كسر الحدود وأرض التمكين، فتحول من مهاجم خفي الى مدافع معلن بدون دفاع جوي او سلاح جو. فالخسائر كانت باهظة ومكلفة فى الهجوم الجوي. وبعد ذلك كانت عمليات التحرير البري تلعب دورا مهما في ثلاث خطوات، عزل ثم اقتحام ثم مطاردة الفلول، والتي نجحت لتحرر مدن لها معان تأريخية وجهادية عند جنود داعش، الفلوجة وبيجي والموصل القديمة وتلعفر والقائم والرقة والحسكة وتدمر .
3-إعلان الحرب على كردستان العراق:
كان إعلان الحرب على اربيل حماقة غير ضرورية، فالحرب على كردستان كانت غير ضرورية بالمرة للتوسع الداعشي في العراق وسوريا لا سيما وان معارك قوات المقاومة الشيعية بدأت بعمليات التحرير في تموز/يوليو 2014 وبدأت تقاتل تنظيم داعش بطريقة قتال الجبهات المفتوحة والمتعددة، فعدم تقدير داعش لقوة حلفاء كردستان جعلها أمام تحد كبير وهو اعلان تحالف دولي من 74 دولة بقيادة الولايات المتحدة وتحالف عسكري واقتصادي وسياسي أدى لأن تفتح داعش جبهة جديدة وهي التي تنشغل بالتصدي لتقدم قوات المقاومة الشيعيّة، جبهة مستنزفة جديدة مع التحالف الدولي.. قد تكون عملية احتلال مدن وقرى جنوب اقليم كردستان وحتى حزام بغداد لها أسبابها وأهدافها الإستراتيجية وضرورتها الجبرية ولكن إعلان الحرب على كردستان كان اختيارا خاطئاً بالنسبة لأوباما وقادة الغرب.
4-سوء التقدير لقوة جهاز مكافحة الاٍرهاب وقوات المقاومة الشيعية والبيشمركة:
سوء التقدير للقوات المسلحة العراقية بناء على أداء القوات العراقية التي انكسرت في محافظتي نينوى وصلاح الدين في حزيران/يونيو 2014 واتخذات هذا الامر دليلا على ضعف الأداء القتالي لجميع القوات المسلحة العراقية، فكانت الصدمة ان بدأت قوات المقاومة الشيعية بفك الحصار عن سامراء وآمرلي وإبعاد كتائب داعش عن الخالص وبلد والدجيل وتحرير جرف الصخر وذراع دجلة، قوة مختلفة تماماً عما كانت تتوقعه وتراهن عليه. فقد فشلت داعش فى تعلم حقيقة بسيطة نجحت القاعدة فى تعلمها بسبب خبراتها لسنين في ارتكاب الأخطاء وتحسينها خاصة مع الصحوات العشائرية 2006-2011.
5-لم يبق لداعش بديل للتمويل المالي لإدامة إدارة المدن الحضرية المكتضة بالسكان ولا تمتلك موردا مسيطرا عليه للطاقة والغذاء والأودية. ولم يبق لدى داعش القدرة على إدامة التمويل ولا الوقود الكافي لرعاية تعدد الجبهات والعمليات العسكرية المفتوحة بعدة اتجاهات.
6-فشل الرهان على استمرار تدفق المقاتلين الأجانب، وايضاً فشل الرهان على عمليات الذئاب المنفردة في الضغط على برلمانات دول التحالف لسحب مشاركتها في الحرب على داعش، وفشل رهانها على نجاح غوايتها الإعلامية في التجنيد والتمويل والتعاطف المجتمعي.
7-هلاك معظم القيادات المؤسسة وقيادات النواة الصلبة وجميع قيادات الصف الأول، واعتماد القيادات الوسطى غالبهم من المجاهيل وحديثي عهد بالتنظيمات الجهادية التكفيرية فكانوا من الجهاديين المتخادمين او الوظيفين وهم اقل ولاء واسرع في خلع البيعة والانقلاب على الفكر الداعشي.