تفاهمات الصدر ــــ العامري تُغضب «الحكمة»والخلافات تتفاقم بين أطراف الإصلاح

     

    ازداد الحديث أخيراً عن تنامي الخلاف بين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، في ظلّ تقارب الأخير مع هادي العامري. وعلى رغم التوقعات بإمكانية تصدّع أركان تحالف «الإصلاح»، إلا أن مصادر من داخل «التحالف» توصّف ما يدور إلى الآن بأنه «تباين طبيعي» داخل البيت الواحد

    بغداد | ما بين زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، وزعيم «تحالف الفتح» هادي العامري، تفاهمات على مستويات عديدة، بلغت بحسب بعض المعلومات حدّ الاتفاق على مرشح وزارة الداخلية، على رغم تحفّظ مصادر الجانبين إلى الآن على إعلان «صيغة التفاهم النهائية». 

    تفاهمات لا يبدو أنها تروق حلفاء الصدر داخل تحالف «الإصلاح»، وتحديداً «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم. 

    ما يثير حفيظة الأخير، ومعه بقية قادة «الإصلاح» (إياد علاوي، حيدر العبادي، أسامة النجيفي)، هو «تجاوزهم في العمل على حلّ العقد السياسية»، بتعبير مصدر نيابي في «الإصلاح» يكشف في حديثه إلى «الأخبار» أن «الحكيم، وفي أكثر من حديث داخلي، يقول إن مساعيه في مأسسة الإصلاح اصطدمت بتحركات الصدر، واتفاقاته التي يجريها مع القيادات الأخرى». ويضيف: «على سبيل المثال، عندما طرح اسم عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء، لم يكن الإصلاح على علم بهذه الخطوة».

    هذا الخلاف، الذي تصفه مصادر «الحكمة» و«التيار الصدري» بـ«الطبيعي»، انعقدت خلال اليومين الماضيين اجتماعات مكثفة لـ«تطويقه، ووضع قطار تحالف الإصلاح على السكة»، بتعبير مصدر نيابي حضر الاجتماعات التي شدد فيها الجانبان على «تجنب الخلافات وتوحيد الصف»، داعيَين إلى «اتخاذ مواقف موحّدة في البرلمان، تعبّر عن آراء الجميع، خاصة بعد المواقف الأخيرة للصدر والعامري إزاء الانسحاب الأميركي من العراق». وأضاف البرلماني، الذي رفض الكشف عن اسمه في حديثه إلى «الأخبار»، أن «الحكمة كان لديه تحفّظ حول الموقف الأخير لسائرون والفتح من الوجود الأجنبي في البلاد، إذ يرى أن المسألة يجب أن تُحسم من قِبل الأجهزة الأمنية المتمثلة في وزارتَي الداخلية والدفاع»، في حين أن اجتماع «سائرون ـــــ الفتح مثّل ضربة قاسية للحكمة، بعد إعلانهما موقفاً موحداً تجاه الانتشار الأميركي من دون حضور الحكمة».

    رفض «سائرون» تعيين قيادي في «الحكمة» أميناً لمحافظة بغداد

    كذلك، يبدو أن ما وراء تفاقم خلاف الصدر ــــ الحكيم أسباباً متصلة بآلية اختيار عدد من المحافظين. وفي هذا الإطار، يأتي رفض «سائرون» تعيين القيادي في «الحكمة»، عبد الحسين عبطان، في منصب أمين لمحافظة بغداد. وعلى رغم أن عبطان تم تعيينه في منصب «ممثل رئيس الوزراء للشؤون الخدماتية»، إلا أن «سائرون» لم يُبدِ حماسة كبيرة للرجل في منصبه الجديد أيضاً. وفي هذا السياق، تساءل النائب عن «سائرون»، صباح طلوبي العكيلي: «هل عبطان سيكون مستشاراً لرئيس الحكومة؟ هذا الإجراء غير دستوري وغير قانوني».

    وفيما تشدد أوساط «الحكمة» على أن «التحالف مع الصدر استراتيجي، وما يحكى عن إمكانية تفكّكه إشاعات»، ترى مصادر سياسية في ما يدور بين «الحليفَين» دليلاً على «تململ صدري من الحكمة، الذي كان يسعى إلى تحقيق الكثير من المآرب عبر التيار الصدري»، فضلاً عن أن «لغة الحكمة هي لغة استعلائية، ترى في التيار الصدري نمطاً شعبوياً يميل إلى الارتجالية والعفوية في اتخاذ القرارات، ورفض أساليب الإدارة الحديثة في الدولة». وفي سياق قريب، سرت أنباء خلال الساعات الماضية عن «تعرّض الحكمة لهزة عنيفة تمثلت في تقديم 28 عضواً استقالاتهم بشكل جماعي إلى قيادة التيار، وسط محاولات منذ يومين للتكتّم على هذه الاستقالات وتجاوزها»، وهو أمرٌ تنفيه مصادر «الحكمة»، واصفةً إياه بـ«العاري من الصحة».

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة