يتبع العالم في غرة نيسان من كل عام، تقليدا شائعا يعرف باسم “كذبة نيسان”، يقوم فيه الجميع بابتكار أكاذيب وحيل لخداع من حولهم، في إطار المزح والمرح، وعلى الرغم من أن الجميع يحتفل بهذا التقليد في كافة أنحاء العالم، إلا أن الغالبية لا تعرف متى بدأ الاحتفال بيوم كذبة نيسان.
ما هو يوم كذبة نيسان؟، يُعرف يوم كذبة نيسان حاليا بأنه اليوم الأول لدخول شهر نيسان من كل عام، وجرت العادة أن يقوم الناس في ذلك اليوم ببعض الحيل أو النكات الكاذبة على الآخرين بدافع المزاح، وتنص التقاليد في بعض الدول على أن تستمر الكذبة حتى منتصف النهار فقط، بعدها يتم الاعتراف بها.
متى بدأ يوم كذبة نيسان؟، على الرغم من الاحتفال بيوم كذبة نيسان لعدة قرون، إلا أن أصله الدقيق ما يزال لغزا، حيث أنه لا يوجد اتفاق بين الجميع حول تلك الأصول، وفقا لأندريا ليفسي، المؤرخة من جامعة بريستول.
وقالت ليفسي: “لقد جادل البعض بأن هذا اليوم يعود إلى قصة رواها الشاعر الإنجليزي، جيفري تشوسر، في القرن الرابع عشر، حيث قام الثعلب بمزحة مع الديك”، ورغم أن الشاعر لا يشير إلى يوم 1 نيسان، إلا أنه أشار لمدة 32 يوما من بداية أذار، وهو ما يعني 1 نيسان، وأشارت ليفسي إلى أن البعض يعيد تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور الرومانية، عندما كان الناس يحتفلون في الأول من نيسان بما يُسمى يوم التجديد، حيث تنقلب الأمور رأسا على عقب، وذلك بسيطرة العبيد على أسيادهم أو سيطرة الأطفال على آبائهم.
كيف يتم الاحتفال بيوم كذبة نيسان في جميع أنحاء العالم؟، تختلف دول العالم في التقاليد المتبعة في الاحتفال بهذا اليوم وفي التسميات أيضا، ففي البرازيل، يسمى يوم كذبة أبريل “Dia Da Mentira” أو “يوم الأكاذيب”، أما في بلجيكا وإيطاليا وفرنسا، فيُطلق على هذا اليوم اسم “Poisson d’Avril” ما معناه “يوم الأسماك في أبريل” باللغة الفرنسية، أو “pesce d’aprile” باللغة الإيطالية، حيث يضع الأطفال أسماكا ورقية على ظهور بعضهم البعض.
وفي بولندا، يحمل يوم كذبة نيسان اسم “Prima Aprilis, uważaj, bo się pomylisz” ومعناها: “يمكن كذبة نيسان، كن حذرا، يمكنك أن تكون مخطئا!”.
وفي اسكتلندا، يعرف هذا اليوم باسم “Hunt the Gowk Day” (يوم اصطياد الأغبياء)، ويتم الاحتفال به في أول يومين من شهر نيسان. حيث يقضي الناس اليوم الأول في المزاح والخداع، بينما يضعون في اليوم الثاني ذيولا على ظهورهم، ولدى بعض الدول تقاليد مماثلة تحدث في أوقات أخرى من السنة، حيث يحتفل الناس في إسبانيا، على سبيل المثال، في 28 كانون الاول بيوم الأبرياء المقدس، وهو اليوم الذي يُسمح فيه للجميع، بما في ذلك وسائل الإعلام بالكذب.
لماذا يكذبون في الأول من أبريل؟، يعلم غالبية الناس أن يوم 1 أبريل/نيسان هو موعد التقليد العالمي الذي يسمى “كذبة نيسان” لكن جلهم لا يعلم مصدر نشأة هذا التقليد السنوي، ففي كل عام يقوم الناس باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم وألوانهم باختلاق أكاذيب وإشاعات في اليوم الأول من أبريل/نيسان، فتكون المواقف طريفة أحيانا أو محزنة لـ”ضحية كذبة أبريل”، ولكن ممارسي هذا التقليد في شتى أنحاء العالم يجهلون سبب نشأته باعتبار وجود قصص مختلفة عن منبع “كذبة أبريل”، ويذهب الغالبية إلى ترجيح مفاده أن الأمر بدأ في فرنسا عندما تبنت البلاد التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس/آذار وينتهي في الأول من أبريل/ نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وظل الناس يحتفلون بعيد رأس السنة في الأول من أبريل/نيسان إلى أن أطلق عليهم “ضحايا أبريل” وأصبحت بعد ذلك عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى بقية بلدان العالم.
ويظن البعض الآخر أن لـ”كذبة أبريل” علاقة بعيد “هولي” المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بأشياء كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء يوم 1 أبريل/نيسان.
ويرى آخرون أن أصول الكذبة تعود إلى القرون الوسطى حيث كان شهر أبريل/نيسان في هذه الفترة وقت الشفاعة للمجانين فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم “عيد جميع المجانين” أسوة بالعيد المشهور باسم “عيد جميع القديسين”، وفيما تتضارب الآراء حول أصول هذا التقليد أصبحت أكاذيب أول شهر أبريل/نيسان أمرا مباحا يبعث جوا من المرح بين الجميع.
تزامناً مع #كذبة_إبريل.. كيف تتأكد من صحة ما ينشر على الانترنت؟
وتزامناً مع #كذبة_إبريل التي تشهد نشر مواد غير حقيقية، إليك أدوات وتوصيات تساعدك على التحقق من صحة الأخبار والصور والفيديوهات: قد لا توجد خدمة أو تطبيق مختص بالتعرف على صحة الأخبار، لكن هناك أموراً يمكنك التعرف بها على حقيقة ومصداقية الموقع الناشر للخبر، أو التحقق من الخبر نفسه:
1- انظر إلى رابط الموقع، بعض المواقع المغمورة والتي تقوم بفبركة الأخبار، تكون نهاية الرابط الخاص بها، منتهية بـ .com.co أو .com.com.، لذا إذا كان الرابط يبدو غريباً، فالخبر على الأغلب غير حقيقي، ابحث عن مصدر آخر، إذا كان الخبر يبدو غريباً وغير منطقي، قم فوراً بالبحث عنه في جوجل، فإذا لم تجده على مصادر أخرى موثوقة، فعلى الأغلب الخبر غير حقيقي.
مواقع تستعين بأسامي مصادر موثوقة، بعض المواقع المشبوهة قد تستعين بأسامي مواقع شهيرة، أو أن يقوم شخص بإنشاء مدونة وتسميتها باسم جريدة أو صحيفة مشهورة، الأمر الذي ينخدع به البعض، ومن ثمة يقوم بمشاركة الأخبار الزائفة منه على الشبكات الاجتماعية، مثل ما حدث مؤخراً مع هذا الخبر.
من نحن؟، قد تتحكم توجهات أو أهواء القائمين على الموقع في صحة الأخبار، لذا قبل أن تعتمد موقعاً معيناً كمصدر يومي أو أساسي للأخبار أو المعلومات، اعرف توجه الموقع وحقيقته من خلال الكبس على خانة (من نحن؟) أو ما يشبهها والموجودة في معظم المواقع الإخبارية وغيرها. بحسب هافينغتون بوست عربي.
المواقع الساخرة، انتشرت مؤخراً مواقع ساخرة، تقوم بالسخرية من الواقع والأحداث الجارية من خلال فبركة أخبار كوميدية، البعض ينخدع بهذه الأخبار ويقوم بمشاركتها على الشبكات الاجتماعية على أنها حقيقة، لذا يجب معرفة قائمة المواقع الساخرة في دولتك على الأقل لتفادي مشاركة أخبار زائفة.
سوني تصطاد الأشباح: كذبة أبريل
لطالما كان أبريل موعدا للكذب والمزاح ويبدو أن عشاق “جوست باسترز” نالوا نصيبهم هذا العام عندما قالت شركة سوني إنها “نجحت في تصنيع البروتون باك وهو منتج مصمم لاصطياد مخلوقات من أبعاد أخرى”.
وفي بيان صدر في الأول من أبريل نيسان قالت سوني إنها عملت على تصنيع آلة اصطياد الأشباح -التي عرفها الجمهور من خلال الفيلم الكوميدي الشهير الذي عرض عام 1984- لأكثر من 30 عاما وإنها “مضادة للماء واللعاب”، ويأتي بيان كذبة أبريل قبل عرض الجزء الجديد من الفيلم في فصل الصيف.
وفيلم “جوست باسترز” يطرد ثلاثة علماء من جامعة كولومبيا بعد انتهاء مدة المنحة الخاصة بهم، فيقومون بتأجير متجر لتقديم خدمة طرد الأشباح من المنازل، فيذيع صيتهم ويتم طلبهم لإنقاذ مدينة نيويورك من كارثة محتمة، واستيقظ العالم الأربعاء في العام السابق على كذبة اخرى، كطقوس احتفالية بالأول من أبريل/نيسان من كل عام، في تقليد يعود إلى مئات السنين، واعتاد الناس في أنحاء مختلفة من العالم في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على إطلاق الشائعات وخداع بعضهم البعض، وهو ما يترتب عليه مواقف طريفة أحيانا، ومحرجة ومزعجة في أحيان أخرى.
وبجرد للمعطى التاريخي في علاقته بهذه “الكذبة البيضاء”، فإن البعض يرجع بداية إطلاق الكذبات في الفاتح من ايريل/نيسان على نطاق شعبي إلى عصور ما قبل الميلاد احتفالا بأعياد الربيع التي تبدأ في 21 مارس/آذار، وتنتهي في 1 أبريل/نيسان.
في حين يربط البعض بين ذلك اليوم وشائعات قديمة تقول إن الصيد في بعض البلاد يكون مستحيلا في الأول من ابريل، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك، لترتبط تلك الكذبة باليوم الذي اطلقت فيه وهو الاول من أبريل، وتشير رواية أخرى إلى وجود علاقة قوية بين كذب أبريل/نيسان، وبين “عيد هولي”، الذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس/آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء الأول من أبريل.
ويذهب آخرون الى اعتبار أن “كذبة أبريل” تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلقون على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”، ويقول علماء الاجتماع إنه “لا يوجد تأصيل واضح يمكن البناء عليه لرصد أصل هذا اليوم”.
ويرى هؤلاء المختصون بعلم الاجتماع البشري أن”كذبة أبريل، كانت جزءا من تراثنا الاجتماعي والثقافي، إلا أنها بدأت في الاضمحلال والخفوت، نظرا لانشغال الناس بأمور أخرى”، وتناقلت الأجيال على مر العصور، عددا من المواقف الطريفة التي ترتبت باليوم الأول من أبريل/نيسان من كل عام، كان أشهرها أن ملكة فرنسا ماريا مديتشي، كذبت على زوجها الملك هنري الرابع (1553-1610) بأن أرسلت له رسالة من مزعومة، تحدد له موعدا، وعندما ذهب الملك الى الموعد، وجد زوجته الملكة بانتظاره ومعها الحاشية.
وفي عام 1988، أذاعت محطة “بي بي سي” البريطانية خبرا كاذبا مفاده أنه وبتأثير من كوكب جوبتر (المشترى) ستخف جاذبية الأرض في تمام الساعة 9:45، بحيث من يقفز في مكانه في تلك الدقيقة سيجد نفسه طائرا في الهواء لعدة ثواني.
وبخلاف هذه المواقف الطريفة، تناقلت روايات بريطانية أن سكان مدينة لندن، لم يصدقوا استغاثة سيدة اشتعلت النيران في مطبخها، وطلبت للنجدة، ولم يحضر لها احدا واعتقد الجميع انها تمازحهم، باعتبار أن الحادثة وقعت في 1 أبريل/نيسان.
في أوّل نيسان… إكتشفي الكاذب من لغة جسده
الأوّل من نيسان هو يوم الكذب. ينبّه الناسُ أحبّاءَهم من هذا اليوم كي لا يتعرّضوا “لكذبة بيضاء”، فيما يَعمد آخرون فيه على التخطيط لخداع مَن حولهم. ففي هذا اليوم الكذبُ والخداع اللذان يُعتبَران آفةً اجتماعية، مسموحان، والكلّ يمكن أن يستفيد لإطلاق النكات والضحك. ولكنْ تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأشخاص حول العالم يعيشون أوّل نيسان كلَّ يوم في حياتهم كخادعين أو مخدوعين، ومنهم مَن يُكذَب عليه ولا يدرك، ومنهم من يَكشف الحقيقة أحياناً، وآخَرون يدّعون تصديقَ الأكاذيب تلافياً للمشاكل. فمن يكذب أكثر؟ وكيف نكشف الكاذب من حركة جسده؟، “الكذب ملح الرجال”، عبارة منتشرة بكثافة في المجتمع تتّهم فيها النساء الرجالَ بالكذب عليهنّ دائماً، فيما يَعتبر عدد كبير من الرجال أنّ المرأة تكذب أكثر و”أنّ الصِيت للرَجل أمّا الفعل فلها”.
هل المرأة تكذب أكثر؟، الباحث الإنكليزي جون شيمل الذي اهتمّ باكتشاف أصول الكذب ودوافعه ومسبّباته، يؤكّد فكرةَ عدد كبير من الرجال الذين يصوّرون أنفسَهم دائماً ضحايا كذب حوّاء ومكرِها: “إذا كان الكذب صفةً يتميّز بها البشر عن سائر المخلوقات، فإنّ كلّ الأدلّة تثبت أنّ المرأة أكثر استخداماً للكذب من الرجل”، ويوضح شيمل سببَين لكذب المرأة، أوّلهما أنّها “أكثر عاطفية من الرَجل، ولأنّ الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من العقلاني، تكون المرأة أكثرَ كذباً من الرجل”، أمّا العامل الثاني الذي يَجعلها أكثرَ كذباً بحسب شيمل فهو أنّ “الكذب بصفة عامّة سِمة المستضعَفين، وغالباً ما يلجَأ إليه الإنسان لإحساسه بالضعف والمعاناة وللهروب من واقع أليم يعيشه، ولأنّ المرأة خُلِقت أضعفَ من الرجل وعاشت على مرّ العصور وفي مختلف المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر، فكان لا بدّ أن تلجأ إلى الكذب”.
نَعم، الكذب ملح الرجال، تأتي دراسة بريطانيّة أجرتها “20th Century Fox” لتحسمَ النتيجة بالأرقام، وتؤكّد بعد إجراء استطلاع رأي على أكثر من 2000 شخص أنّ الرَجل يكذب مرّتين أكثر من المرأة، وذلك على شريكته أو مدرائه في العمل أو زملائه أو أصدقائه.
ويوضح الاستفتاء أنّ الرَجل يكذب بمعدّل ستّ مرّات عن قصد في اليوم الواحد، أي ما يعادل الـ 42 كذبة في الأسبوع و 2184 كذبة في السنة، بينما لا تكذب المرأة سوى ثلاث مرّات يومياً.
أكثر الأكاذيب تواتراً، “لا مشاكل، وكلّ شيء على ما يرام”، هي الكذبة الأكثر شيوعاً بالنسبة للرجال والنساء على حدّ سواء. أمّا الكذبة الثانية التي يطلِقها الرجال فهي “هذا آخِر كأس بيرة أحتسيه”، والثالثة الأكثر انتشاراً: “كلّا مؤخّرتكِ لا تبدو كبيرة في هذه الملابس”. أضِف إلى أنّ الرجال غالباً ما يؤكّدون أنّ “إرسالَ الهاتف لم يكن جيّداً”، و”البطارية استُهلِكت”، وأنّهم علقوا بزحمة سير خانقة.
كيف تكذب المرأة؟، أمّا بالنسبة للنساء، فتحدّد الدراسة البريطانية أنّ أكثر الأكاذيب شيوعاً بعد كذبة “كل شيء على ما يرام”، هي: “هذا الغرض ليس جديداً كان عندي منذ زمن”، و”ليس غالي الثمن”. وتَختلق النساء أيضاً أكاذيب بسيطة مثل: “كنت أشتري ثياباً لأستفيد من التنزيلات”، “لا أعرف أين هو هذا الغرض فأنا لم ألمسه”، و”رأسي يؤلمني”.
الكذب يؤدّي إلى الطلاق، يؤكّد نصف المستطلعين أنّ شريكهم سبقَ وكشفَهم يكذبون، كما تنقل الدراسة البريطانية أنّ 7 في المئة من الأزواج وصلوا إلى الطلاق بسبب كذبة، إلى ذلك يؤكّد 83 في المئة من الذين شَملهم الاستطلاع قدرتَهم على كشفِ كذب شريكهم، بينما يرى خبير لغة الجسد ريشار نيومان العكس، ويشير إلى أنّ غالبية الناس لا يدركون قراءة إشارات الكذب، ويعتقدون فقط أنّ الكاذب يتجنّب النظر إلى عينَي محادثه. ويَلفت إلى أحيانٍ كثيرة يكون فيها العكس صحيحاً حيث يسعى الكاذب إلى مراقبة عينَي محادثه ليرصد ردّة فِعله ومدى اقتناعه بالأكاذيب.
التركيز على الحركة والصوت، تتحدّث خبيرة لغة الجسد ومدرّبة المهارات البشرية رغدة السعيد لـ”الجمهورية” عن أهمّية ملاحظة لغة الجسد لكشفِ الكذب، لأنّها أكثر صدقاً من الكلام، “فلغةُ الجسد توصِل الرسالة بنسبة 93 في المئة، منهم 55 في المئة بواسطة حركات الجسد وتعبيراته و 38 في المئة من خلال نبرة الصوت. أمّا محتوى الكلام فيمثّل فقط 7 في المئة من الرسالة”. وتشدّد على أنّ “العين لا تكذب لأنّها مرآة الروح”، وتكشف السعيد أنّ “الرأة أكثر احترافية من الرجل في قراءة لغة الجسد، لأنّها لغة تَعامُلها مع طفلها خلال أوّل سنتين من عمره عندما يكون عاجزاً عن الكلام”.
كيف نكتشف الكاذب؟
لا تنفي السعيد وجود “كاذب محترف لا يمكن كشفُه بسهولة، أمّا غير المحترف فكشفُه سهل عن طريق حركاته”، التي تلخّصها لـ”الجمهورية” بالتالي:
– حكّ الأنف، وهي الحركة الأشهر التي يلجَأ إليها الكاذب، وتسمّى “Pinocchio effect” أسوةً ببينوكيو الذي كان أنفه يَطول كلّما كذبَ. وسبب هذا الحكّ عند الكاذب هو ارتفاع الحرارة في محيط الأنف وعضلةِ الزاوية الداخلية للعين. وتَجدر الإشارة إلى أنّ التعرّض للقَلق يرفع من حرارة الوجه.
– زَوغان بؤبؤ العين، وعدم مواصلة الاتصال المباشر بالعينين مع المتحدّث.
– وضعُ اليد أمام الفم، ويُعتبر محاولةً لإخفاء مكان أو مصدر الكذب.
– التمويه في الحديث ومحاولة عدم ذِكر كلمة أنا.
– يَنظر الكاذب مباشرةً إلى عينَي من يستمع إليه، وذلك بعد نهاية الحديث، ليتأكّد ويَطمئن من أنّ الآخر مقتنع بكلامه ويصدّقه.
من أين أتت أصول كذبة أبريل؟
هل تعلم ما هي أصول كذبة أبريل؟ الأول من أبريل/نيسان مرتبط بتساوي الليل والنهار وبداية الربيع.. في العصور القديمة كان الاحتفال بالعام الجديد يتم في الأول من أبريل .. ولكن في عام 1582 تم تغيير رأس السنة الميلادية إلى الأول من يناير .. ولكن لم يعلم الجميع بذلك .. فمن استمر بالاحتفال في الأول من أبريل كان يعرف باسم “كاذب أبريل”.
وبريطانيا لم تطبق التقويم الجديد إلا في عام 1752 .. ولكنهم كانوا يحتفلون بكذبة أبريل قبل ذلك بكثير .. الأول من أبريل مرتبط بتساوي الليل والنهار وبداية الربيع .. وهو أيضا اليوم الذي احتفل فيه الرومان بمهرجان الهلاريا .. ويحتفل الهندوس بمهرجان الهولي.. واليهود بعيد المساخر.. ولعل أبرز كذبات أبريل هي تلك المرتبطة بالشركات الكبرى ووسائل الإعلام ففي عام 1940.. أعلن تقرير صادر عن معهد فرانكلين أن نهاية العالم ستكون في اليوم التالي ..وكان هدفهم الترويج لمحاضرة ينظمونها، في عام 1957.. بثت bbc تقريرا عن أشجار السباغيتي في سويسرا.
وفي عام 1998.. أعلن برغر كينغ عن إطلاق برغر اليد اليسرى والمصممة خصيصا لـ32 مليون أمريكي يستخدمون أيديهم اليسرى ومن بينهم أنا والأهم من ذلك.. برنامج أورسون ويلس والذي كان يثير الذعر في أوساط مستمعي الإذاعة وخصوصا حينما تحدث عن الكائنات المريخية التي تغزو الأرض.. بث في الأول من أبريل.
كذبة أبريل تعود لأكتوبر 1938 .. وهذا العام برز وسم “كذبه ابريل” على مواقع التواصل الاجتماعي، ليثير جدلا بين المغردين بين مؤيد ومعارض في حين غلب طابع الفكاهه على البعض الآخر.