اكد معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي , ضرورة الالتزام بضوابط ومعايير دينية واخلاقية باستخدام منظومات النشر الالكتروني و مواقع التواصل الاجتماعي .
وقال الكربلائي في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف:” ان تلك الضوابط اذا ما التزمنا بها سيكون استعمالها حسنا ونافعا ,ومتى ما تجاوزنا هذه الضوابط فاننا سنقع في الاستعمال الخاطئ الذي يضر بامن المجتمع الثقافي والاخلاقي والاجتماعي “.
واضاف :” ان هذه الوسائل بدأت تسود وتعلو على بقية الوسائل التقليدية . ومن الطبيعي ان يترافق معها الكثير من المشاكل والمخاطر الاجتماعية والثقافية والنفسية ، وربما سرعان ما تتحول هذه النعمة الى نقمة ، اذا لم تكن مؤطرة بضوابط ومعايير دينية واخلاقية يمكن من خلالها ان نحسن استعمال هذه المنظومة “.
واوضح الكربلائي :” ان اول هذه المعايير هو فكر وتدبر عاقبة ما تريد نشره من خلال هذه الوسائل ولا تتعجل , ولا تتسرع بنشر كل ما يجول في خاطرك او ما تراه من افكار واراء ومواقف ومعلومات او تطلع عليه في هذه المنظومة وتستحسنه لنفسك او تعجب به . واعلم ان ضغطة زر من ازرار هذه الوسائل الحديثة تنتشر عبر الفضاء الالكتروني لتصل الى المئات بل الى الاف وربما الى الملايين من الناس ، لذلك فكر وتدبر في عاقبة ما تريد نشره وقد يكون هذا الذي تنشره ضارا في مجالات حساسة وخطيرة في حياة الانسان ولا يسعك ان تعيده وترجعه “.
وبين :” ان القلم وما نكتبه وننشره هو لسان ثان والنشر الالكتروني كالرصاصة الطائشة او القنبلة التي اخطأت الهدف ، وربما تقتل الصديق وتقتل الاخ وتقتل المحب وتقتل العشيرة وتقتل الاهل ، وربما تقتل امة لذلك يجب ان نتانى ونفكر بما نريد نشره “.
وتابع :” ان من الضوابط المهمة التاكد والتبين من المعلومة قبل نشرها والتروي والتاني عند الاطلاع على اية معلومة يراد اعادة نشرها “، مضيفا :” ان مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها ، خاصة في هذه الفترة ، مليئة بالاراء والمقالات والتحليلات والاخبار التي ربما تكون مجهولة المصدر او مصدرها وهمي او ذات نوايا سيئة “.
وافاد الكربلائي :” ان الضابطة الثالثة ، وهي مهمة جدا ، ان لا يؤدي النشر للاضرار بالاخرين . فان البعض من جملة همومه ان يتبع عورات وزلات الاخرين ويقوم بنشرها , وينشر اسرارهم الخاصة او كان فيه غيبة ونقص , وعندما نتحدث عن ضرورة التجنب عن الغيبة في مواقع التواصل الاجتماعي فانما نقصد به الغيبة المحرمة “.
واشار الى :” ان النقطة الاخيرة التي وقعت فيها العديد من العوائل في الضرر الاجتماعي ، التي نبينها ونحذر منها من خلال الاستخدام السلبي لمواقع النشر الالكتروني ، ما يسمى ظاهرة الابتزاز الالكتروني . اذ ان البعض وتحت ستار الحرية وحق الاستخدام للفضاء الالكتروني يوظف ذلك لاشباع نزعاته الشريرة واهوائه الشيطانية وشهواته وغرائزه المحرمة ، ومن ذلك اختراق مواقع الاخرين والقرصنة لما ينشر فيها او استهداف خصوصيات الاخرين ، خصوصا بما يتعلق باعراض الناس وخصوصياتهم الاجتماعية ويستخدمها للابتزاز ونشرها لغرض تسقيط اولئك الاشخاص او ابتزازهم ماليا او اخلاقيا “.
وشدد على :” ان على الفرد الواعي والاسر الكريمة الحذر الشديد لعدم اتاحة الفرصة للسيئين واصحاب الاغراض الشيطانية للنيل منهم وتهديم الاستقرار النفسي والاجتماعي “.