بعد الحرب التجارية الأميركية الصينية، بدأت ملامح حرب تجارية جديدة تلوح في الأفق، وهذه المرة عبر المحيط الأطلسي، أي بين أوروبا والولايات المتحدة.
فقد كشف الاتحاد الأوروبي عن قائمة واسعة من المنتجات الأميركية، التي قد تخضع للرسوم ردا على الدعم المالي الذي تتلقاه شركة “بوينغ” للطائرات.
وتتضمن القائمة مجموعة كبيرة وواسعة من المنتجات الأميركية، بدءا من “الكاتشاب” وانتهاء بقطع السيارات، وفقا لوكالة فرانس برس.
وقالت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، في بيان، إنه “يجب أن يكون بمقدور الشركات الأوروبية أن تنافس بشروط منصفة ومتساوية.. علينا مواصلة الدفاع عن التكافؤ في صناعتنا”.
وتقدر قيمة التدابير التي قد يلجأ إليها الاتحاد الاوروبي بحوالي 12 مليار دولار ضد بوينغ.
ويأتي التحرك الأوروبي هذا في أعقاب مطلب أميركي مشابه بفرض رسوم جمركية على بضائع أوروبية بقيمة 11 مليار دولار، كتعويض على الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لشركة “إيرباص”للطائرات .
غير أن هذه المبالغ من الطرفين، ستخضع لتقييم منظمة التجارة العالمية، وهي المسؤولة عن تحديد القيمة النهائية للرسوم التي سيكون بإمكان الطرفين فرضها.
ومن المتوقع أن يكون المبلغ الذي تقرره المنظمة أقل بكثير من تلك التي يطالب بها الجانبان.
ويعد النزاع الأميركي الأوروبي حول بوينغ وإيرباص من بين أطول النزاعات التجارية أمام منظمة التجارة العالمية، إذ يتواصل منذ نحو 14 عاما.
وشركة بوينغ هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات لصناعة الطائرات، يقع مقرها في مدينة شيكاغو، بينما توجد مصانعها بالقرب من مدينة سياتل. تأسست الشركة في 15 يوليو 1916 على يد وليام بوينغ. تعد شركة بوينغ في الوقت الحاضر من أكبر الشركات العملاقة في العالم خصوصاً بعد اندماجها مع شركة تصنيع الطائرات ماكدونال دوغلاس عام 1997.
ويتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كل منهما الآخر أمام المنظمة الدولية بتقديم مساعدات مالية غير قانونية منذ التسعينات إلى أكبر شركتين عالميتين لصناعة الطائرات.
وتفاعلت الأزمة مؤخرا، عندما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقت سابق الشهر الجاري بفرض رسوم ردا على الدعم المالي الذي تتلقاه إيرباص.
ففي التاسع من أبريل الجاري، كتب ترامب في تغريدة على حسابه بتويتر قائلا إن “الاتحاد الأوروبي استغل الولايات المتحدة في مجال التجارة لسنوات.. سيتوقف ذلك قريبا”.
يشار إلى أن ترامب كان قد أطلق موجة حمائية ضد أوروبا والصين، بالإضافة إلى أن واشنطن ما زالت تهدد بفرض رسوم على واردات السيارات، الأمر الذي أدى إلى توتر في العلاقات بين الطرفين.
والاثنين الماضي، وفي محاولة لتجنب حرب تجارية عبر الأطلسي، وافق الاتحاد الأوروبي على البدء بمفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري محدود مع واشنطن.
وكانت بوادر الحرب التجارية بين بروكسل وواشنطن بدأت في يوليو الماضي عندما فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات الحديد الصلب والألمنيوم، وهي ما زالت مطبقة حتى الآن.