انطلقت في محافظة الديوانية، فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان الأمان الثقافي السنوي وتحت شعار (القائمُ من الميعاد والله لا يُخلف الميعاد) وذلك على القاعة الرياضية المغلقة في الديوانيّة، والمقام برعاية هيأة الإمام الصادق الثقافية وبالتعاون مع العتبات المقدسة (العلوية والحسينية والكاظمية والعسكرية والعباسية)، وبحضور ومشاركة ضيوف ووفود دينية وثقافية وأكاديمية من 12 دولة وجمعٍ كبير من أهالي المدينة، وذلك إحياءاً لذكرى ولادة منقذ البشرية وسلطان العصر والزمان الإمام المهدي وتستمر فعالياته لمدة أربعة أيام.
ومدينة الديوانية، هي إحدى مدن جنوب العراق ومنطقة الفرات الأوسط وهي المركز الإداري والاقتصادي والسياسي لمحافظة الديوانية حيث توجد فيها جميع المؤسسات الإدارية والحكومية، ويمر بها فرع من نهر الفرات يعرف بشط الديوانية وتبعد عن بغداد حوالي 180 كيلومتراً.
وشارك في حفل افتتاح المهرجان وفود من تركيا والسعودية ولبنان وتنزانيا وكشمير وباكستان ومداغشقر وغانا وكينيا وبروندي والسنغال ونيجيريا.
والقيت كلمة ترحيبية للجهة الراعية للمهرجان ألقاها الشيخ عقيل الزبيدي، ورحّب فيها بالحضور الكريم مبيناً: “نرحب بكل من قدم الينا من داخل العراق وخارجه، حاضرين في رحاب مهرجان الأمان الثقافي السنوي العاشر الذي تقيمه هيأة الإمام الصادق بالتعاون مع العتبات المقدسة، وبتضافر جهود أبناء المدينة يُقام هذا المهرجان بذكرى ولادة منقذ البشرية وللعام العاشر، ونحن إذ نقدم هذا القربان لساحته المقدسة نسأل الله تعالى أن يتصل يومنا منه بعدة فنحظى ونرد منهاله الروي فنروى، ونتقنع من عذب مائه فقد طال الصدى ونغاديه ونراوحه فنقر عيناً، ونسأله تعالى أن يعيد هذا اليوم وجميع بلاد المسلمين وبلدنا العراق ترفل بالعزة والكرامة والسلامة”.
وبعدها جاءت كلمة العتبة العباسية المقدسة والتي ألقاها متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي، قائلاً “شكر الله جميع المساعي الخيرة التي تستفيد من مناسبتنا العزيزة، مذكّرين إيّانا بها وموفّرين أيضاً هذا التجمّع الذي يسعى دائماً لنيل علمٍ أو ثقافةٍ تمتدّ الى أصولها الحقيقيّة الى مدرسة أهل البيت”.
واضاف السيد الصافي “كتب الله تعالى لهذا المهرجان أن يمضي عليه عقدٌ من الزمان، سائلين الله أن يمتدّ الى أن تكتحل أعينُ الجميع بتلك الطلعة البهيّة لصاحب المناسبة وليّ الله الأعظم الإمام المهدي”.
وأوضح السيّد الصافي “علاقتنا بالإمام المهدي تختلف من شخصٍ الى آخر، ونحن في الواقع ندعو الإخوة الأعزّة أن يبقوا دائماً في أجواء ما أرشدتهم إليه تعاليمُ أهل البيت، فنحن نعلم أنّه في زمن الإمام المهديّ سيظهر الكثيرُ من مدّعي الرؤية”.
وأكّد الصافي على أمرٍ مهم وهو “أنه كلما زاد الوعي في قضية الإمام المهدي قل الدجالون، لو لم يجد هؤلاء الدجالون آذاناً صاغية لما تمكنوا أن يفعلوا ذلك، لكن عندما يقلّ الوعي نلجأ الى الأحلام والأطياف والتشبّث بدعاوى فارغة، وقطعاً يجد هؤلاء سوقاً رائجةً”.
والقى الضيف مهدي عشقي من تركيا كلمة الوفود المشاركة، وأكد فيها “أن إقامة أي فعالية تحيي ذكر الإمام المهدي تدل على عمق ارتباط المجتمع به”.
وأكد عشقي “إن إقامة مثل هذه الفعاليات الثقافية وبهذه الاستمرارية تدل على الشعور العالي بالمسؤولية عند علماء هذه المدينة وجهودهم الكبيرة في خدمة الدين الحنيف، وتدل أيضاً على الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل العتبات المقدسة على امتداد خارطة العراق، لدعم أي جهد يُقدّم خدمةً للإنسانية وتدل من جهة أخرى على عمق ارتباط المجتمع بالإمام المهدي الذي أدى الى توجيه ضربات متعددة من قبل الأعداء لفك هذا الارتباط”.
وتخلل حفل الافتتاح إلقاء قصيدة للشاعر مهدي النهيري وموشح للرادود حيدر البياتي، بعدها توجه الحضور لافتتاح معرض الكتاب الثقافي للعتبات المقدسة والتي شمل اكثر من خمسة الآف كتاب ومعرض الرسائل المهدوية للأطفال والتي عرض اكثر من 500 رسالة، بالإضافة الى معرض الصور الفوتوغرافية التوثيقية للمهرجان لسنواته كافة والتي عرض اكثر من 300 صورة.
ومن المؤمل أن تشهد فعاليات المهرجان عقد عدد من الجلسات البحثية لباحثين من داخل وخارج العراق ضمن محاور تخص القضية المهدوية./انتهى.