بومبيو في بغداد ماذا سيفعل الساسة العراقيون امام حرب وشيكة؟ !..

    تاتي زيارة بومبيو لبغداد تجسيدا لرغبة امريكية بتحييد المسالة العراقية على هامش التوتر العالي في الازمة مع طهران..

    الوزير الامريكي حدد اربعة نقاط اساسية في تلك الزيارة عبر لقائه المسؤولين العراقيين والنقاط هي اولا.. ان ينأى العراق بنفسه عن الازمة مع رغبة امريكية برؤية العراق مستقرا وان يكون دوره محايدا لمصلحته ومصلحة شعبه. ثانيا.. ان الحكومة العراقية عليها حماية المصالح الامريكية لان الوجود الامريكي هو من اجل حماية العراقيين ولهذا كان على الحكومة العراقية دور مفصلي في حماية امن المصالح الامريكية..

    ثالثا.. ان اي اعتداء يصل من ايران او من الاطراف المرتبطة بايران سواء كانت في لبنان او في العراق او اي منطقة يعني  اعتداءا قادما من ايران وسيكون الرد على ايران مباشرة..

    القضية الرابعة.. ان الوزير الامريكي كان مغتبطا بالاتفاق الذي حصل مع الشركة العملاقة الامريكية “اكسن موبيل” التي ستوفر الغاز والنفط وحاجات العراق الاخرى كما ناقش بومبيو  ملف اعفاء العراق من العقوبات حيث  يستطيع العراق استيراد الغاز والكهرباء من طهران. 

    بقي سؤال محوري على هامش زيارة الوزير الامريكي:

     ما هو دور العراق في الازمة الامريكية الايرانية.. هل سيقوم العراق بتوجيه النصح لطهران بالعودة الى طاولة المفاوضات او ينصح الامريكان ان الحصار المفروض على طهران هو حصار للشعب الايراني وليس حصار الانظمة والحكومات وبالتالي سيكون له اثر جانبي كبير على الشعب العراقي.. ام ينصح بعدم الحرب وتجنيبهما حربا طويلة الامد لكون الحرب ليست حربا تقليدية ومؤثراتها و ردود فعلها كبيرة جدا ومؤثرة لانها حرب متشعبة.. حرب غير محدودة بين دولتين وانما ستشترك بها دول اخرى وستؤثر على كل الاقليم؟.. هذه الاسئلة تحتاج الى اجابات وافية. 

    السؤال الذي يرد من الجميع سواءا مراقبين او من اطراف الازمة:

     من الذي سيبدأ الحرب او لصالح من ستكون؟.

     الوضع الايراني شاء ام ابى محاصر ويواجه حربا اقتصادية وحرب الخنق والتجويع وبالتالي فان مضاعفات تلك الحرب تزداد بقوة مضافا اليها القرارات القاسية التي يصدرها الرئيس ترامب على مدى الاشهر القادمة وهي اشهر الانتخابات التي ستستمر الى سنة ونصف تقريبا.. اما المفاوضات الثنائية بين واشنطن وطهران فان الايرانيين لا يدخلون اية مفاوضات اعتقادا منهم انها تتضمن شروطا قسرية وبالتالي فان الايرانيين يجدون ان الحرب او التحرش او قطع مضيق هرمز او البدء بالمشاكسة قد يكون افضل لهم كسرا للاختناق الامريكي.

    اليوم المصالح الامريكية كما هي المصالح الايرانية تطوق المنطقة وبالذات امن اسرائيل وقواعد واشنطن في المنطقة وكذلك شركاتها النافذة في العراق و الخليج لذا سيجدون انفسهم امام خيار كسر هذا الخناق عنهم وقد يكون ناتجها توجيه ضربة صادمة ثمنها قد يكون باهضا ولكنها قد تكون جزءا مهما من الحل الذي يجبر الادارة الامريكية الجلوس بشروط تفاوض معقولة وليس شروط اذعان وترامب الان يحاول ان يستدر عواطف الشرق الاوسط والعالم عندما يدعو الايرانيين الى الحوار ولكنه يدعوهم بالتأكيد الى شروط اذعان لهذا الحوار وهذا ليس بصالح طهران!.  

    من جهة اخرى الامريكيون لديهم معلومات دقيقة مثلما اوضح بومبيو ان الايرانيين يحشدون وسيبدأون الحرب ولديهم معلومات تقنية ودقيقة بذلك وقد اوصلوا رسالة لطهران مباشرة وكذلك عن طريق العراق بصورة غير مباشرة بأن الحرب اذا بدات سيكون الرد الامريكي جديا حيث استقدمت الولايات المتحدة القاذفات العملاقةB52وحاملة الطائرات ابراهام لنكولن.

    اما ايران فالولايات المتحدة تعتقد جازمة على ضوء معلوماتها انها متهيأة للحرب ومستعدة لها على ضوء تحشيداتها العسكرية والنفسية والمعنوية. 

     في تقديري ان امريكا لا تريد ان تدخل حربا طويلة الامد بهذا النمط من الاسلحة التي هي غير اسلحة قبل 91 او 2003.

     الحرب ستكون عاصفة ومدمرة وستتسع لتشمل بلدانا اخرى.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة