وجهت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف رسالة الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة لفتوى الجهاد الكفائي .
والقى خطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي نص الرسالة التي جاء فيها :” في مثل يوم امس من العام 2014 اي قبل 5 اعوام ، انطلق من هذا المكان المقدس نداء المرجعية الدينة العليا وفتواها الشهيرة بوجوب الدفاع الكفائي ودعت العراقيين القادرين على حمل السلاح للدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته ضد الارهابيين الدواعش بعد ان اجتاحوا مساحات شاسعة من عدد من المحافظات وباتوا يهددون بغداد ومحافظات اخرى ” .
واضاف : ” ان العراقيين هبوا شيبا وشبابا ، واندفعوا الى ساحات القتال بهمة لاتوصف وخاضوا خلال 3 اعوام عشرات المعارك الضارية تجلت فيها البطولة باسمى معانيها ، وقدموا في هذا الطريق عشرات الالاف من الشهداء واضعاف ذلك من الجرحى والمصابين فداء للوطن والمحرمات والمقدسات حتى من الله عليهم بالنصر المؤزر وتحرير الاراضي المغتصبة والقضاء على دولتهم المزعومة ” .
واوضح الصافي :” ان هذا الانجاز لم يكن ليتحقق لولا تكاتف العراقيين وتوحيد جهودهم وتجاوز الكتل السياسية خلافاتها من اجل مصلحة الوطن وتعاون الدول الشقيقة والصديقة ومساهمتها في دحر الارهاب الداعشي “.
وتابع انه :” بعد ان وضعت الحرب اوزارها وتحقق الانتصار المبين وتم تطهير المناطق من دنس الارهاببين ، دب الخلاف مجددا خفيا تارة وعلنا تارة ، وتفاقم الصراع بين قوى تريد الابقاء على مناصبها واخرى خرجت بعد داعش للحصول على مكتسبات معينة ، ولازال التكالب على المناصب ومنها الدفاع والداخلية والمحاصصة المقيتة ، يمنع اكمال الكابينة ومازال الفساد في مؤسسات الدولة لم يقابل بخطوات فاعلة لمحاسبة مرتكبيه ، ولازال نقص فرص العمل والخدمات يؤثر بالسلب على المواطنين وحياتهم ، ولاتزال القوانين التي منحت امتيازات معينة لفئات على حساب الاخرين سائدة في ظل اوضاع بالغة الخطورة بمنطقتنا الحساسة ، وتصاعد التوتر بعد هدوء نسبي لانشغال الجميع بمحاربة داعش .
واكد الصافي :” ان استمرار الصراع على المكاسب ونشر الصراعات الطائفية والقومية وغيرها هنا وهناك وعدم معالجة المناطق المتضررة ، تمنح فلول داعش فرصة مناسبة للقيام بعمليات ويمكن ان تجد ملاذات لها عند بعض المتضررين “.
وشدد على :” ان توفير الامن وتطبيع الاوضاع على اسس مهنية وطنية ، يمنع التعدي على حقوق المواطن القانونية ، ويعد ضرورة قصوى ، وبخلافه قد تعود البلاد لمآس اخرى ” .
وطالبت المرجعية في رسالتها الجهات المعنية بان تكون حذرة وعليها التعامل بمهنية كاملة بهذا الملف المهم ، وان تعنى عناية خاصة للجهد الاستخباري وتوفر مراقبة دقيقة للمناطق التي يمكن ان تكون محطة لتحركات الارهاب وان لاتسمح باي اهمال بهذا المجال .