أمير دولة الكويت يزور العراق غدا الاربعاء وسط ترحيب رسمي وشعبي

    يزور العراق غدا الاربعاء أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسط ترحيب رسمي وشعبي .

    وتعد الزيارة التي يقوم بها أمير الكويت إلى العاصمة العراقية بغداد هي الثانية خلال توليه مقاليد الحكم، إذ ترأس في 29 اذار 2012 وفد الكويت إلى اجتماعات القمة العربية التي عقدت في بغداد آنذاك.

    وتأتي هذه الزيارة التي من المنتظر ان يبحث امير الكويت خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين، وأبرز القضايا والمستجدات على الساحة الإقليمية .. في ظل التوترات والتطورات المتسارعة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، ولاسيما الأعمال التي استهدفت سلامة الإمدادات النفطية، عبر تخريب وضرب السفن النفطية والتجارية المدنية في المياه الإقليمية للإمارات وخليج عمان ولعل ثقل العراق والكويت وما يمكن ان يمارساه من دور ايجابي لتخفيف حدة التوتر في المنطقة هي التي تجعل من لقاء قادة البلدين الشقيقين اهمية كبرى بهذا الاتجاه “.

    كما تأتي هذه الزيارة في فترة مشحونة بالتوترات وبنُذر الحرب جرّاء التصعيد بين إيران والولايات المتّحدة وعدد من حلفائها الإقليميين والدوليين، الأمر الذي يثير قلقا بالغا لدى الكويت سبق أن عبّر عنه أمير البلاد ذاته وبالتأكيد فان أزمة واشنطن وطهران ستكون حاضرة في الملفات التي سيناقشها” امير الكويت مع المسؤولين العراقيين.

    وكانت الكويت وضمن نهجها الايجابي بالمساهمة الفاعلة في اعادة اعمار العراق وان تكون هي صاحبة الفعل المتميز بهذا الاتجاه احتضنت في الثاني عشر من شباط عام 2018 أعمال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة ‏إعمار العراق، بعد شهرين من إعلان بغداد انتهاء الحرب على تنظيم داعش الارهابي بينما لا يزال المدنيون في مناطق مختلفة من البلاد يعانون من تبعات هذه ‏الحرب.‏

    وافتتحت أعمال المؤتمر باجتماع الخبراء الرفيعين بمشاركة المدير العام للصندوق ‏الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والأمين العام لمجلس الوزراء العراقي ورئيس ‏صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية في العراق والمدير ‏العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.‏

    ونظر هذا الاجتماع في خطط التعافي وإعادة إعمار المناطق المتضررة في العراق، ‏والاحتياجات التمويلية وتقدير الخسائر، إلى جانب البعد الاجتماعي لإعادة الإعمار ‏وإعادة التأهيل الاجتماعي في تلك المناطق.‏

    واستضافت العاصمة الكويتية هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من ‏سبعين جهة ما بين دول ومنظمات دولية وإقليمية. ‏

    ووصلت تعهدات الدول المانحة في اليوم الثالث والختامي لمؤتمر إعادة إعمار العراق ‏المنعقد في الكويت، إلى نحو 30 مليار دولار، بينما يأمل العراق في أن يحصل على ‏تعهدات بنحو 88 مليار دولار في نهاية اليوم.‏

    وفي تصريح صحفي، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الذي ‏تستضيف بلاده المؤتمر، إن “التزام المجموعة الدولية حيال العراق كان واضحا خلال ‏المؤتمر”مع مبلغ إجمالي قيمته 30 مليار دولار.‏

    وأضاف أن “هذا المبلغ نتج عن زخم واسع من مشاركة 76 دولة ومنظمة إقليمية ‏ودولية51 من الصناديق التنموية ومؤسسات مالية إقليمية ودولية و107 منظمات ‏محلية وإقليمية ودولية من المنظمات غير الحكومية و1850 جهة مختصة من ممثلي ‏القطاع الخاص”.‏

    وأوضح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن إعادة الإعمار “عمل لن ‏يتمكن العراق من التصدي له وحده”، داعيا المجتمع الدولي إلى “المشاركة في هذا ‏العمل وتحمل تبعاته”.‏

    وستكون هذه المساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات للمساهمة ‏في إعادة إعمار هذا البلد الخارج من حرب مدمرة مع تنظيم داعش استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.‏

    وأعلنت تركيا أنها ستخصص خمسة مليارات دولار للعراق على شكل قروض ‏واستثمارات، بينما قالت بريطانيا، التي قادت مع الولايات المتحدة اجتياح العام ‏‏2003، أنها ستمنح العراق تسهيلات ائتمانية في مجال الصادرات تصل إلى مليار ‏دولار سنويا ولمدة عشرة أعوام.‏

    أما الكويت، فقد قررت تخصيص ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات، ‏بينما تعهدت السعودية بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 ‏مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية.‏

    وقبل انعقاد المؤتمر وخلاله كان وفد صحفي رفيع المستوى برئاسة نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب في الكويت يتنقل بين هذا المسؤول وذاك من الكويتيين وسط ترحيب رسمي وشعبي بانعقاد المؤتمر وبالوفد الصحفي لفتح مجالات اوسع بين البلدين الشقيقين بعد فترة من الركود بسب ما خلفه الغزو من اثار سلبية في نفوس شعبي البلدين وكانت باكورة زيارة الوفد الصحفي لقاء سمو امير الكويت الذي اكد عمق الاخوة بين البلدين واستعداد الكويت الدائم للوقوف مع العراق في كل الظروف والاحوال .

    من جهته أكد النائب زياد الجنابي رغبة العراق الجادة في الانفتاح على أشقائه العرب ‏وتوثيق علاقته مع الجميع وخاصة دولة الكويت، لافتا إلى أن البرلمان عمل جاهدا ‏على تحقيق الاستقرار من خلال إقراره التشريعات والقوانين الداعمة لخدمة المواطن ‏العراقي ودون استثناء.‏

    وقال الجنابي : ان الجغرافيا السياسية لعبت دورا مهما في طبيعية ‏العلاقات السياسة والاقتصادية والاجتماعية بين دولة الكويت والعراق بحكم الجوار ‏بينهما والروابط القوية بين دولة الكويت مع الجمهورية العراقية”، مبينا انه “إلى جانب ‏صلات القربى والنسب والجوار والدين والقومية واللغة المشتركة هناك الصلات ‏التاريخية الوثيقة”.‏

    واضاف : بات من الضروري طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة خاصة ‏وانه في مرحلة ما بعد سقوط النظام الغاشم كانت الكويت من أوائل الدول التي قدمت ‏الدعم والمعونة للشعب العراقي”، مشيرا الى ان “هذا النهج الكويتي الداعم للعراق ‏الجديد كان له أثره البالغ في تلطيف العلاقات بين الجانبين وترميم ما خلفته الحقبة ‏السابقة من دمار فيها إذ بدأت تذوب يوما بعد يوم حتى اصبحت سلسلة من التوافقات ‏واللقاءات الحارة بين وفود من الطرفين”.‏

    واكد ان “العلاقة بين العراق والكويت شهدت تحسنا ملحوظا نتيجة تبادل الزيارات بين ‏المسؤولين للتوصل إلى اتفاق لحسم الملفات العالقة بين البلدين”، موضحا ان “الكويت ‏بالنسبة للعراق تعد الدولة الأكثر تقاربا وتفاعلا مع الحدث العراقي لاسيما أن العلاقات ‏الكويتية العراقية مميزة وهناك رؤية واضحة وواحدة لمواجهة تحديات المنطقة”‏

    وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد زار الكويت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، وقال خلال زيارته إن حكومته تعمل على تصفير المشاكل بين العراق والكويت في ظل توجهات العراق وانفتاحه واستقراره وما يشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة