الكريستال.. قصص عصابات في الكرخ من التعاطي حتى المتاجرة بغداد

    تعرض “القضاء” اعترافات متهمين رئيسيين في عصابات متاجرة بالمخدرات ألقي القبض ‏عليهم في جانب الكرخ ببغداد، ومعظمهم من منتسبي القوات الأمنية.‏
    وتحدث قاضي محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب عن “تصديق أقوال عصابة ‏مكونة من ثلاثة متهمين بعد القبض عليهم عبر كمين نصب لهم في جانب الرصافة من ‏بغداد”، لافتا إلى أن “هؤلاء يحوزون كيلوغراما من مادة الكريستال المخدرة، وكانوا يرومون ‏توزيعها على مجموعة من الشباب ممن يعملون مروجين ويشكلون حلقة الوصل بينهم وبين ‏المتعاطين”.‏
    وأوضح قاضي التحقيق في حديث إلى “القضاء” أن “أحد المتهمين منتسب في القوات الأمنية ‏اعترف خلال التحقيق بالمشاركة مع متهم آخر بالقيام بأكثر من عملية متاجرة بالمواد ‏المخدرة”، لافتا إلى أنهم “مختصون بالمتاجرة بمادة الكريستال، إحدى أخطر وأغلى المواد ‏المخدرة، وهذه العملية هي الرابعة في هذا المجال”.‏
    وتفيد الأوراق التحقيقية التي اطلعت عليها “القضاء” بأن “رئيس المجموعة المتهم (أحمد) ‏وهو من مواليد ١٩٨٢ أوضح انه كان يعمل منتسبا في قيادة الشرطة الاتحادية وانه من خلال ‏عمله كمنتسب في الشرطة تعرف على شخص يدعى (عرفان) وهو منتسب آخر، وأن الأخير ‏كان من متعاطي المواد المخدرة”.‏
    وأكد احمد من خلال اعترافاته في سير التحقيق “أصبحت تربطني به علاقة صداقة وثيقة ‏وأثناء ما كان يتردد على داره كان يقوم بتعاطي مادة الكريستال المخدرة وقام بإقناعي على ‏تعاطي هذه المادة المخدرة، واخبرني بأن هذه المادة ليس لها أي تأثيرات جانبية وبالفعل بعدها ‏أقنعني بتعاطي معه وكان يقوم بتزويدي بهذه المادة بصورة مجانية واستمررت بالتعاطي حتى ‏أدمنت عليها”.‏
    وأضاف احمد أنه طلب منه أن يقوم بشراء مادة الكرستال لتعاطيها معه كونها تكلفه مبالغ ‏مالية كبيرة، وكان عرفان “يقوم ببيعها لي بزنة واحد غرام مقابل مبلغ قدره خمسون الف دينار ‏واستمررت بشراء هذه المادة لعدة مرات لغرض تعاطيها وبعد ذلك قامت القوات الأمنية بإلقاء ‏القبض على عرفان”.‏
    واسترسل احمد “لكوني أدمنت على تعاطي الكرستال فقد قمت بالبحث عن أشخاص آخرين ‏يعملون ببيع هذه المادة، وبعد ذلك بفترة التقيت بأحد الأشخاص وهو منتسب أيضا في القوات ‏الأمنية ومن خلال حديثي معه تبين انه من متعاطي مادة الكريستال فطلبت منه أن يعرفني ‏على أشخاص يعملون ببيع هذه المادة وبالفعل زودني برقم هاتف المدعو يوسف الذي يقوم ‏ببيع المواد المخدرة”.‏
    وأكمل المتهم “بعد فترة اتصلت بالمدعو يوسف وأخبرته بأن لدي رغبة بشراء مادة الكريستال ‏الا انه طلب مني أن يقوم الوسيط بيننا بالاتصال به لغرض التأكد من هويتي وبعد اتصاله ‏وافق على بيعي مادة الكريستال وطلب مني اللقاء في إحدى المناطق والتقينا وقمت بشراء ‏المادة منه بزنة اثنين غرام مقابل مبلغ مائة ألف دينار واستمررت بشراء المادة منه لعدة ‏مرات كوني كنت أتعاطى هذه المادة بين فترة وأخرى”.‏
    وأوضح المتهم أيضا انه أثناء تردده على احد الفنادق في بغداد تعرف على فتاة تدعى (رنا) ‏وهي شابة في مقتبل العمر وأصبحت تربطه بها علاقة صداقة ومن خلال حديثه معها تبين ‏انها من متعاطي مادة الكريستال.‏
    يقول احمد “قمت بتزويدها بهذه المادة عدة مرات بصورة مجانية كونها كانت لا تملك الأموال ‏لشرائها وانه من خلال لقاءاتي المستمرة مع رنا عرفتني على المدعو (اكرم) وهو من معارفها ‏الذي يعمل ببيع وشراء مادة الكريستال المخدرة، وطلب مني أن أقوم بتزويده بتلك المادة بزنة ‏واحد كيلوغرام فأخبرته بأني سأقوم بالاتصال بمعارفي بخصوص ذلك الأمر”.‏
    وواصل احمد قائلا انه بعد الاتفاق مع يوسف زوده بمادة الكرستال وطلب منه أن يقوم ‏بتسليمها إلى المدعو أكرم في منطقة تم تحديدها من قبله بعد أن تم الاتفاق بينهم على مبلغ ‏واحد وعشرين الف دولار وبالفعل تم اللقاء وتم فحص مادة الكريستال للتأكد منها بعدها طلب ‏المدعو أكرم أن يذهب ويحضر المبلغ من منطقة أخرى.‏
    وأوضح أن “الكثير من الاتصالات قد أجريت لغرض التغيير في أماكن التسليم والتغيير مابين ‏سيارة الى دراجة حتى نكون بمأمن من القوات الأمنية إلا أننا كنا تحت المراقبة من دون أن ‏نشعر، الى ان وصلت لحظة تسليم المواد والمبلغ حتى تم القاء القبض علينا من قبل القوات ‏الأمنية”.‏
    وفي الكرخ أيضا، لكن في محكمة التحقيق المتخصصة بقضايا المخدرات كشف القاضي ‏المكلف بنظر دعاواها “القبض على عصابة مكونة من مجموعة متهمين ضمنهم منتسبون في ‏صفوف القوات الأمنية تتعاطى وتتاجر بالمواد المخدرة بمختلف أنواعها (الكرستال، حبوب ‏الصفر واحد، الحشيش) في بغداد بعد أن يتم جلبها من محافظة المثنى”.‏

    وتروي اعترافات احد المتهمين ويعمل منتسبا في وزارة الدفاع انه تعرف على احد الأشخاص ‏من سكنة محافظة المثنى عن طريق صديق مقرب واتضح أنه يعمل في تجارة المخدرات ‏بجميع أنواعها.‏
    ‏ وأكد أن “العلاقة تطورت إلى أن أغراني بالمال كون هذه التجارة مربحة وجعلني أكون ‏وسيطا بينه وبين أشخاص في بغداد وهنا تكوّنت لديّ علاقات بهذا المجال إذ أصبح بعض ‏الأشخاص يعرفوني على غيرهم ويتصلون بي لتزويدهم بمادة الكريستال”.‏
    وأضاف المتهم في سياق التحقيق أن “أحد التجار الكبار في بغداد اتصل بي وطلب مني 4 ‏كيلوغرامات من مادة الكريستال، وهذه تعد من الكميات الكبيرة، اتصلت بمحمود واتفقنا على ‏مبلغ 12 مليون دينار للكيلوغرام الواحد وحصتي هي مليون دينار لكل كيلوغرام”.‏
    وأوضح أن “خالد جاء إلى بغداد وبحوزته كيلوغرام واحد وعند السؤال عن باقي الكمية قال ‏يجب أن نأمن من المراقبة أولاً”، لافتا إلى أن “اللقاء كان في داري الواقعة بجانب الكرخ ‏ببغداد وذهبت لكي اجلب المشتري من مكان قريب على الدار حتى تمت محاصرة السيارة ‏وإلقاء القبض علينا جميعا”.‏

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة