إيجابيات وملاحظات حول تعديلات قانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية ‏غير المنتظمة بإقليم رقم(13)لسنة 2019م

    اعتدنا قبل أي حدث انتخابي تعديل وتغيير ببعض فقرات القانون الانتخابي وغالبا ما يكون التعديل ‏سابقا على طريقة توزيع المقاعد او قائمة مغلقة الى مفتوحة وبعض المواد الأخرى اما ما تم اقراره ‏والتصويت عليه في 22 تموز 2019م ففيه بعض الاختلاف عن كل التعديلات السابقة وساعرج هنا الى :-‏

    الإيجابيات:-‏

     ‏- عمر المرشح 28 سنة بدل من 30 سابقا وهذا جيد. ولكن هل من المعقول سن رئيس الحزب ‏اصغر من عمر المرشح ففي قانون الأحزاب سمح لمن عمره 25 سنة بتأسيس حزب ولكن هذا ‏القانون حرم هذه الشريحة من الترشيح كعضو في مجلس محافظة.‏

     ‏- الزام الوزارات والمؤسسات الرسمية بتسجيل كل منتسبيها وفق البطاقة طويلة الأمد.‏

     ‏- تصويت العسكريين وكل القوى الأمنية وفق البطاقة البايومترية حصرا. ويكون التصويت خارج ‏الوحدات العسكرية.‏

     ‏- وجود جدول حدد فيه اعداد أعضاء مجلس كل محافظة.‏

     ‏- السماح لحملة شهادة الدبلوم والاعدادية بنسبة 20%. ‏

    الملاحظات:- ‏

                  كتبت بموضوع سابق عن التعديل حول سانت ليغو الجديدة وكذلك عن تقليص مقاعد ‏مجلس كل محافظة. لذا سوف لن اتطرق هنا على هاتين الفقرتين فقط اعرج على التعديلا الأخرى واجز ‏ذلك  بالاتي:-‏

     لا يزال القانون مختصر ولا يلبي مستوى الطموح للقوانين الانتخابية في الدول ‏الديمقراطية وحيث تصل صفحاتها الى المئات. وهذا التعديل لم يتطرق (( لإجراءات العد والفرز / ‏إجراءات الشكاوى والطعون الانتخابية / تسريع اعلان النتائج / موضوع الانتخابات التكميلية ‏للمحطاة الملغاة / الدعاية الانتخابية وطرق التمويل / موضوع مهم وهو نشر سجل الناخبين على ‏موقع المفوضية وان وجد فما هي طريقة التحديث من خلال الموقع وما هو الحل ان لم يتجاوم ‏نسبة المسجلين 75% بايومتريا ولم تكن لكثير منهم بطاقة قصيرة الأمد / اعلان النتائج على ‏مستوى المحطة في موقع المفوضية او في حال عدم استلام وكلاء الأحزاب للنتائج / إشكالات ‏النازحين لا تحسم بالسماح لهم بالتسجيل بايومتريا فقط فهناك ما يقارب 40% في كثير محافظات ‏لم يسجلوا لحد الان سواءا نازحين او غيرهم في بعض المحافظات / إعطاء محاكم المحافظات ‏صلاحية للبت في الشكاوى والطعون الانتخابية / لم يتطرق لاعلان النتائج على مستوى المراكز ‏ولا على مستوى دائرة انتخابية/ لم يتطرق بالضبط عن عدد وأنواع التصويت والعد والفرز/ يعطي ‏مهل للإجابة عن كتب المفوضية للوزارات والجهات المعنية ولم يحدد القانون ما الاجراء التالي ‏ان لم تتجب الإجابة او ان تمت الإجابة بعد الفترة المحددة … الخ)) أمور كثير لا يتسع المجال ‏لذكرها هنا.‏

    تنويه :- سادون ادناه نص التعديل باللون الأسود واعلق علية باللون الأحمر.‏

     النص المعدل: (مسجلا في سجل الناخبين وفقا لاحكام هذا القانون ويمتلك بطاقة انتخابية ‏محدثة بايومترياً طويلة الأمد وفي حال عدم وصول نسبة توزيع البطاقات البايوميترية الى  75% ‏في أي من الدوائر الانتخابية يتم اعتماد البطاقة الالكترونية طويلة او قصيرة الأمد مع ابراز ‏مستمسكات رسمية عدد اثنين على ان يكون احدهم بطاقة انتخابية او هوية الأحوال المدنية).‏

        ان هذا التعديل فيه إقرار بأن هناك نسبة عالية غير مسجلين بايومتريا وقد تتجاوز الربع من الناخبين ‏واكثر في كثير من الدوائر الانتخابية عندما نطلَّع على جدول التحديث البايومتري. وهذا سيعدد طرق ‏إجراءات التصويت مما يجعل تثقيف الناخب فيه صعوبة وكذلك الأحزاب والمرشحين ومؤيديهم. وهنا لا ‏اعرف كم مليون سيحرم من التصويت وخصوصا في المحافظات والمدن التي احتلها داعش الاجرامي لان ‏حتى مع النسبة ال 25% يستوجب جلب بطاقة ناخب طويلة الأمد ام قصيرة وهناك الكثير لا يملك ايّ منها ‏وهنا لا نعرف كم عدد الناخبين الذين سيحرمون من التصويت الذي كفله الدستور لهم. ‏

     ترسل المفوضيه قوائم بأسماء المرشحين الى {وزارات ( التعليم العالي و البحث العلمي , ‏التربية , الدفاع , الداخليه , البيشمركه ) والهيئة الوطنيه العليا المساءله و العداله و هيئة الحشد ‏الشعبي }. كل حسب اختصاصه للبت فيها خلال ( خمسة عشر يوماً) من تاريخ استلامها.‏

        ماذا يحصل ان لم تجيب هذه الوزارات والجهات المعنية خلال الفترة المحددة وخصوصاً عندما تأتي بعد ‏اعلان مفوضية الانتخابات المصادقة على قوائم المرشحين وهذه الكتب رأيناها في الانتخابات السابقة تاتي ‏حتى بعد فوز الناخب وإعلان نتائج لماذا لا يحسم الموضوع ويقال بأن المفوضية لا تستلم كتب بتاريخ ‏وبمدة كذا حتى يحسم امر المرشحين وتعرف الأحزاب اعداد مرشيها المصادق عليهم كي يبدأوا بالدعاية ‏الانتخابية لكل حزب ومرشح.‏

     تجري عمليه العد و الفرز في مراكز الانتخابات بعد انتهاء عمليه الاقتراع مباشرة ‏بأستخدام اجهزه العد و الفرز الالكترونية ( اجهزه تسريع النتائج ) وعلى المفوضية تزويد وكلاء ‏الأ حزاب السياسيه او الفرد المرشح بقائمة منفردة المشاركة في الانتخابات بنسخة مصدقة من ‏نتائج العد والفرز عن كل محطة اقتراع.‏

     شيء جيد رغم ان الكثير من الأحزاب ومراقبيها تشتكي بان موظفي المفوضية منعوهم من الحصول ‏على النتائج سابقا ولحل هذه المشكلة ارى ان تعلن هذه النتائج في موقع المفوضية على مستوى محطة ‏وتعتبر نائج أولية ممكن الطعن بها وفق نظام الشكاوى والطعون الانتخابية. حتى يتسنى للجميع الاطلاع ‏على النتائج ولا نبرر لمن لم يحصل على النتائج الطعن في نزاهة الانتخابات اوالتشكيك بموظفي الاقتراع.‏

     تخصص مراكز انتخابية او محطات محددة للمهجريين والنازحين في مناطق وجودهم داخل ‏او خارج المحافظة لغرض الادلاء بأصواتهم لمرشحيهم في المناطق التي هجروا او نزحوا  اليها ‏بأستخدام بطاقات الناخبين الالكترونية البايوميترية  ( طويله الأمد ) وعدم فتح مراكز للحركة ‏السكانية داخل المحافظات او خارجها.‏

          شيء جيد ان نفكر بمن هجر ونعطيهم حق التصويت ولا نحرمهم من هذا الحق الذي كفله الدستور. ‏لكن ( كم اعدادهم مائة الف او مليون او اكثر او اقل / من اين تأتي باعدادهم هل من وزارة الهجرة ‏والمهجرين ام من مجلس المحافظة ام من منظمات دولية كالامم المتحدة ام وزارة التخطيط ام تفتح ‏المفوضية مراكز لتسجيل أسماؤهم .. الخ). لماذا لا تُفَصَّل هذه الأمور ولا نجعلها غامضة او مفتوحة ‏للتفسير والتأويل ومبهمة الإجراءات التي تتبع تسجيلهم وما هي الحالة ان لم يكون كثير منهم مسجل ‏ببطاقة بايومترية أولية .. الخ. تساؤلات تحتاج الى شروحات وتفاصيل كثيرة.  فكل ثغرة لم تحل تعزز ‏الشكوك وتزيد من حالة الارباك التي وجدناها في الانتخابات للعام الماضي. 

     تتم عمليه تطابق البصمات لجميع الناخبين (عام وخاص) بعد عملية الاقتراع بعشره أيام ‏ويتم إحالة المخالفين للمحاكم المختصة على ان يتم تغذية جهاز التحقق في محطات الناخبين ‏للمسجلين بايوميترية وعلى ان يتم فحص اجهز تحقق قبل عملية الاقتراع. ‏

        هذه الفقرة تعطي انطباع وإقرار بأن هناك عدم دقة في سجل الناخبين وتسجيلهم بايومتريا وهذه ‏معضلة كبيرة ان لم نثق بهذا الاجراء المعمول به منذ سنين في مراكز تحديث سجل الناخبين والمفروض ‏ان يتم اخبار المفوضية بهذه الفقرة وابداء رأيها وإعطاء حلول قبل تشريع وتعديل هذه المادة.‏

        والمشكلة الأخرى ان هذا الاجراء ان اكتشف ان هناك عدم تطابق هل تحذف الأصوات وكم نسبة حذف ‏مقبولة بإعلان النتائج وان كانت نسبة عدم التطابق عالية هل تعاد الانتخابات في كل الدائرة الانتخابية ‏وجد عدم تطابق فيها  وما هي طريقة التعديل بعد وجود عدم مطابقة .. الخ. تساؤلات تحتاج مناقشة بين ‏السلطة التشريعية والجهة المنفذة لهذا القانون وتعديل هذه الفقرة المهمة حتى تعطي اطمأنان لكل شركاء ‏العملية السياسية التي ترد منهم تساؤلات شتى. ‏

    انتخابات كركوك:- ‏

                            قد تكون اكبر مشكلة من السابق لانه حدد موعد اجراء الانتخابات في كركوك ولم يحدد ‏اعداد الناخبين الذي هو أساس مشكلة تأجيل الانتخابات لاكثر من 14 عام. وإقرار التعديل الخاص بفقرة ‏كركوك دون ان يكون السجل واضح ومقبول من كل الأطراف وطريقة التصويت موحدة وكذلك طريقة العد ‏والفرز .. الخ. هذه إشكالات يجب حلها وبعد وتَقَبُل المقترحات الأخرى لمعالجتها ومن كل الشركاء ‏والمختصين وحتى المنظمات الدولية والجهات ذات الشأن في محافظة كركوك.‏

    الخلاصة:- ‏

    ‏نحتاج مراجعة شاملة من قبل مجلس النواب وخصوصا اللجنة القانونية وان تعد لورشة ‏خاصة بين مجلس النواب ومفوضية الانتخابات وتدعوا كل المعنيين والمختصين ومن لدية اية ملاحظات ‏وبحظور كل شركاء العملية السياسية فهناك إشكالات وتساؤلات أخرى وكثيرة نسمعها ولا اريد ذكرها لان ‏ليس لدي صلاحية الاجابة عن أي تساؤل واعتقد هذا اللقاء وتكراره سيعزز الثقة ويزيد من استكمال ‏التعديلات بطريقة مهنية خصوصا بحظور كل الشركاء والمختصين. ‏

     أخيرا إن اقرت كل هذه التعدلات ولم تعالج هي والنقاط االمثارة الأخرى سنجد إشكالات اكثر تعقيد مما ‏حصل في الانتخابات البرلمانية الماضية 2018م. لذا أتمنى الإسراع بأعادة النظر واخذ الامر بكل جدية ‏ليتعاون الجميع لردء الصدع الذي حدث في العملية الانتخابية وإعطاء فرصة لكل الشركاء بان يدلون ‏بدلوهم لاجل إقرار قانون انتخابي يلبي نسبة عالية من طموح العراقيين عموماً ونخبهم خصوصاً.‏

    ‏املين ان تؤخذ بعين الاعتبار كل ملاحظات ومقترحات التي تصل من كل الجميع لاجل استمرار العملية ‏السياسية التي عمودها وجود انتخابات حرة نزيهة بقانون انتخابي رصين. سائلين المولى عز وجل ان ‏يوفقنا جميعا لمافيه خيري الوطن والمواطن.

     

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة