في ظل استمرار امريكا توقيع صفقات بقيمة ميليارات الدولارات لبيع الاسلحة للسعودية والإماراتية لقصف الشعب اليمني المظلوم اعلن مسؤول أمريكي عن محادثات مع أنصارالله فيما نفت الاخيرة أن تكون هناك أي مباحثات سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أنهم لا يعملون في الخفاء.
وزعم مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر خلال زيارة للسعودية الخميس أن واشنطن تجري محادثات مع حركة أنصارالله بهدف إيجاد حل “مقبول من الطرفين” للازمة اليمنية بحسب تعبيره.
وفي تصريح للصحافيين في مدينة الخرج جنوب الرياض قال شيكنر: “تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن ونحن نجري محادثات مع أنصارالله لمحاولة إيجاد حل للنزاع متفاوض عليه يكون مقبولا من الطرفين”.
هذا ونفت حركة انصار الله اليمنية التي تتصدى للعدوان السعودي على اليمن المدعوم بأسلحة أميركية منذ حوالي خمس سنوات إجراء محادثات مع الجانب الأمريكي حيث قال عضو المكتب السياسي للحركة محمد البخيتي في تصريح لقناة العالم إن ما نشر على وسائل الإعلام، من وجود محادثات بيننا الجانب الأمريكي عار عن الصحة وغير صحيح.
كما نفى عبد القدوس الشهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية لـ “أنصار الله”، أن تكون هناك أي مباحثات سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب، مؤكدا عدم صحة تلك الأخبار وأنهم لا يعملون في الخفاء”.
وقال الشهاري في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك” اليوم الخميس: “سمعنا عن تلك الأخبار عن طريق الإعلام وجميعها منسوب لمصدر واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية، عندما روجت لخبر يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول أن تحل المشكلة اليمنية، وستحاول الجمع بين الأطراف الثلاثة، السعودية والإمارات واليمن وهذا من جانب واشنطن”.
وأشار إلى أن “اليمنيين ينتظرون الحل لإيقاف العدوان عليهم”، مؤكدا أن الحل “يأتي من الدولة المعتدية وليس ممن يضربون بالطيران منذ سنوات”.
ومن السذاجة الاعتقاد ولو لبرهة من الزمن أن الولايات المتحدة تسعى للحوار والسلام أو تحث عليه، فلابد من التساؤل عن الأهداف والمصالح والغايات التي تدفع أمريكا للتلميح بذلك. والأكيد أن أمريكا ليست معنية بإنهاء العدوان السعودي وإنقاذ الشعب اليمني بقدر ما تعنيها مصالحها.
وفي هذا الخصوص قالت المحللة السورية هبا علي أحمد ان الأولوية الراهنة لأمريكا تجميع الحلفاء في جبهة واحدة لمحاربة إيران الخصم الأكبر لها، بدلا من تشتتهم في عدة جبهات وبدلا من تنافرهم، فالعدوان على اليمن أظهر رائحة الخلافات والتنافر بين أطرافه وهو ما حاولوا كثيرا التعتيم عليه، لكن الرائحة فاحت وانتقلت الحرب من الوكلاء إلى وكلاء الوكلاء، وباتت ظاهرة بطريقة يصعب إخفاؤها، وهذا ليس في المصلحة الأمريكية.
وتابعت: أضف لذلك أن العدوان لن يحقق أيا من أهدافه والضربات اليمنية الموجعة سياسيا واقتصاديا وعسكريا التي يتلقاها العدوان على أراضيه وعلى الأراضي اليمنية تدفع إلى محاولة لإنقاذ النظام السعودي وضرورة إنزاله عن الشجرة، مع ضرورة وضع حد لها بعدما أظهرت فشل المنظومات الأمريكية في التصدي لها، ولكن هذا لا يعني إيقافا نهائيا للعدوان فالحديث عن ذلك لايزال مبكرا وليست تلك المساعي الأمريكية إلا مناورات.
كما اعتبر موقع راي اليوم ان هناك أسباب تقف خلف هذا التحول الاستراتيجي من قبل الإدارة الأمريكية في الحرب اليمنية نوجزها في النقاط التالية أولا: انهيار التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض الحرب في اليمن، وتفاقم الخلافات بين ضلعيه، ثانيا: الضربات العسكرية المتتالية لحركة أنصار الله التي استهدفت منشآت نفطية في العمق السعودي، ثالثا: الضغوط الكبيرة التي مارسها الكونغرس الأمريكي على إدارة ترامب لوقف دعمها للتحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن، رابعا: إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية طائرتين أمريكيتين مسيرتين بصواريخ ذكية في الأجواء اليمنية وفي غضون شهرين ، خامسا: تراجع شعبية الحكومة المستقيلة بقيادة عبد ربه منصور هادي، خاصة بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على معظم المراكز العسكرية في عدن، سادسا: فتور ردود فعل الأطراف اليمنية، لتلبية الدعوة التي وجهتها القيادة السعودية إليها للمشاركة في مؤتمر للحوار.
وبحسب المراقبين ما يمكن الجزم به أن حركة انصار الله وحلفاءها باتوا الرقم الأصعب في اليمن، واستطاعوا فرض نفسهم على الخريطة السياسية ليس اليمنية وإنما الإقليمية أيضا، وبات من المستحيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة بدونهم، والاعتراف بثقلهم بالتالي.