تقرير_عدوية الهلالي.. تتحمل المرأة في اغلب دول العالم مسؤولية مضاعفة لحماية اسرتها من الوباء العالمي ، وتحاول ان تدير الأزمات الناتجة عن الحجر الصحي سواء الاقتصادية منها او الاجتماعية برباطة جأش ، اذ جندت اغلب النساء انفسهن في مختلف الدول بقوة وحزم لحماية اوطانهن وعائلاتهن على حساب راحتهم وصحتهن ، على الرغم من نقص تمثيلهن في منصات صنع القرار وغياب القوانين التي تحميهن من العنف ، فالمرأة خلال هذا الظرف الصعب ، تعد المصدر الأساسي لحفظ توازن العائلة ومساعدتها على مواجهة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن تفشي هذا المرض ..كيف تواجه المرأة العراقية أزمة انتشار جائحة كورونا وماهي المسؤوليات الملقاة على عاتقها ؟
تؤكد الباحثة الاجتماعية والأكاديمية الدكتورة ندى العابدي على دور المرأة عبر العصور في التصدي للأزمات على مختلف انواعها لأنها تلعب الدور المحوري في الأسرة فهي التي تربي الجيل الجديد وتشرف على كل تفاصيل العائلة وبالتالي فهي على مساس مباشر مع الأزمات مااكسبها خبرة متوراثة في هذا المجال فهي التي تحل محل الرجل في حالة غيابه وتراعي الاسرة من جميع النواحي ، ويعود هذا ربما الى طبيعة فسلجة المرأة التي تعتبر أكثر صبرا من الرجل فضلا على قدرتها على التفكير في عدة امور في آن واحد واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة لذا يمكنها مواجهة الازمة سواء في المنزل او من خلال التطوع في الحروب او الحملات الصحية وحملات مساعدة الفقراء ، كما ان الجانب العاطفي فيها يجعلها أكثر اندفاعا لشعورها بالمسؤولية وانتمائها للمجتمع الذي تشعر بأنها جزء مهم منه ..
اما البرلمانية والاعلامية انسجام الغراوي فترى ان المرأة هي من تتولى ادارة الازمات في المنزل مشيرة الى تجربتها الشخصية في رعاية شقيقتها المصابة بالوباء وقيامها بمراعاة الحذر الشديد لخطورة الموقف وتوجيهها افراد الاسرة بتناول الفيتامينات اللازمة وتحذيرهم من الخروج من المنزل ..وتؤكد الغراوي على دور المراة العاملة في مواجهة الازمات اذ يقع عليها العبء الكبر في حماية نفسها وحماية زملائها مشددة على دور الكادر الطبي من النساء اللواتي اثبتن بطولتهن لكل من يبخس حق المراة او يقلل من شانها ولايؤمن بعملها فالساحة الطبية تتحدث عن بطولاتها ومثلها الاعلامية التي تنقل لنا الصورة والصحفية التي تنقل الاحداث ..
من جهتها ، ترى الدكتورة اسماء القيسي / الاعلامية والناشطة في حقوق الانسان /ان التصدي للجائحة هو واجب الجميع ولكن للمراة دورها الاكبر لأنها مسؤولة عن ادارة المنزل وتنبيه افراده بشان شروط السلامة واتباع الارشادات الصحية وعدم الخروج من المنزل مع التاكيد على التعقيم المستمر للبيت ومراقبة الوضع الصحي للاسرة وعزل أي شخص مصاب بأي مرض حتى لو لم يكن مصابا بالوباء ، فضلا عن دورها الارشادي للمحيطين بها في العمل ومنطقة السكن ومن مسؤولياتها الأخرى المشاركة في حملات توعية المجتمع وتعريفهم بشروط الوقاية من هذا الوباء ..
أما المهندسة والناشطة شيماء بهزاد فترى ان المراة تشارك بصنع القرار داخل الأسرة وبما ان الاسرة هي جزء من المجتمع ، لذا فهي تساهم في عبور الازمات بحكمتها وصبرها وقدرتها على توجيه اسرتها والحفاظ على افرادها ، وهو الدور الأهم الذي واجهها خلال ازمة كورونا فضلا عن دورها في دعم الآخرين معنويا بعد ان خسر العديد اعمالهم وفرصة الاستمتاع بالحياة خارج المنزل ، اذ يبدو ان هذا الوباء أثر على كل شيء الا عزيمة المرأة وقوتها وحنانها ..
وترى الدكتورة سهام فيوري استاذة علم النفس الرياضي ان من اهم مسؤوليات المرأة الاهتمام بالنظافة والتعقيم وارشاد افراد الاسرة للألتزام بالتعليمات الصحية ، فضلا عن الاهتمام بالطعام والتركيز على النافع منه ، مع اشاعة جو من المرح لأن الانشغال بالامور المفرحة يزيد المناعة بينما يقللها الملل والاحباط ، ومن واجبها ايضا حث الكبار على ممارسة الرياضة ، وتوفير وسائل الترفيه للصغار ، مع نشر الوعي الصحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وتولي مهمة التعامل مع المصابين المحجورين في المنزل بحب وحذر وتوفير كل مايحتاجونه لمواجهة المرض ..
من جانبها ، ترى الاعلامية الدكتورة راوية هاشم ان أزمة جائحة كورونا هي من أشد الأزمات التي واجهها العالم اذ انتشرت بسرعة مخيفة واثرت على حياة البشر في جميع المجالات الاقتصادية والصحية والاجتماعية ، وبما ان المراة هي القائد والمربي في الاسرة فلابد ان تحرص على عدم اصابتهم بالمرض وان تتحلى بالقوة لتبث الطمانينة في نفوس الاخرين وان تواجه الحجر الصحي برباطة جأش لتخلق لأسرتها اجواءا مريحة وتساعدهم على استغلال اوقات فراغهم بأشياء نافعة وابداعية ، مع الحرص على نظافة المنزل وتعقيمه واتباع التغذية الصحية لتقوية مناعة اسرتها ..
اما الاعلامية والناشطة وسفيرة السلام في الاتحاد العربي والاوروبي رباب الزيادي فترى ان المراة العراقية واجهت تحديات كبيرة لأن ازمة كورونا جاءت مفاجئة وشديدة ولم نكن على استعداد لها ، لكن المرأة العراقية التي واجهت العديد من الأزمات تمكنت من مواجهة الجائحة والانتصار عليها ن مشيرة الى انها مارست دورها كاعلامية في التوعية والتثقيف ، وكناشطة في المساهمة في العديد من الحملات منها حملة التعفير ثم توزيع السلات الغذائية والمستلزمات الصحية على العوائل المتعففة فضلا عن العلاج للمصابين ، وكربة منزل في رعاية الاسرة والمحافظة عليها ، وتؤكد الزيادي انها واجهت تحديات كثيرة كونها امراة في مجتمع عشائري وملتزم لذا كانت تحركاتها تواجه انتقادات عديدة من البعض الذين يبخسون دور المراة ومواجهتها للأزمات مشيرة الى ان بعض الانتقادات تسبب لها شعورا سلبيا لكنها لاتقلل من عزمها على مواصلة البقاء في الساحة كونها كانت اول المتطوعات للتصدي لهذا المرض بمرافقة الكوادر الطبية خاصة وان هذه الزمة اظهرت الجانب الانساني لدى العديد من الناس الذين لم يكونوا يعرفون اهمية الاعمال الخيرية في دعم الآخرين ماديا ومعنويا.