محمد كاظم خضير
كاتب ومحلل سياسي
من يتابع هذه الأيام الصحافتين العراقية وتركية، وبرامج الحوارات السياسية على محطات التلفزة في الجانبين، يخرج بانطباع راسخ بأن, تركيا سوف تقتحم سنجار وان الحرب بين تركية و”وفصأئل المقاومة ” باتت وشيكة، وان معظم المؤشرات والتحليلات لكبار المحللين العسكريين، وهم جنرالات، تصب في هذا الاتجاه.
ومما زاد من سخونة هذه التوقعات اقدام “المقاومة الاسلامية ” على قصف مواقع عسكرية تركية. بالصواريخ ، في سابقة غير معهودة، ظهر خلالها عناصر المقاومة بكامل أسلحتهم في سنجار ، ، في رسالة واضحة تقول مفرداتها ان “المقاومه الاسلامية ” يأخذ التهديدات التركيه بالحرب بجدية مطلقة.
الخبراء العسكريون الأتراك يؤكدون ان لدى المقاومة اكثر من عشرات الصواريخ من مختلف الاحجام والابعاد، وانه في حال حدوث حرب، فإن المقاومة ستطلق عشرات الصواريخ يوميا تستهدف القوات المسلحة التركية.
القيادة التركيه تعتبر “المقاومة الاسلامية في سنجار ” اكثر خطرا منpkk من أي وقت مضى بعد تعاظم قوته وخبرته القتالية، وازدحام ترسانته بالصواريخ الاحدث، مما لا يستبعد اقدامها على ضربة استباقية تقلص خسائرها .
نظرية الصقور الذين يقرعون طبول الحرب، تقول ان هذه الضربة الاستباقية ضرورية قبل امتلاك المقاومة الاسلاميه قدرات هجومية اكبر، وبسبب انشغاله حاليا في الحرب السورية، مضافا الى ذلك ان خسائر التركيه الآن .
اكثر ما يقلق القادة في الأتراك حاليا ان “يتمدد” المقاومة وقوات الحرس الثوري الإيراني في شمال ألعراق، وفتح جبهة سنجار ، فهناك حوالي عشرات الالف من المقاومه يتواجدون حاليا في سنجار لتأمين طريق طهران _بغداد _دمشق _بيروت، ويمكن ان يتحول هؤلاء الى اذرع قتالية لمقاومة في جبهة الجولان، وهذا ما يفسر اغتيال الشهيدين المهندس وسليماني ، اللذين كانا يخططان مع خبراء في الحرس الثوري الإيراني للحفاظ هذه الطريق .
تهديد الشيخ أكرم الكعبي وهادي العامري في اكثر من خطاب القاه أخيرا لقوات المسلحة التركيه، ، لا يأتي في اطار الحرب النفسية، وانما أيضا انعكاسا لحالة الثقة المتزايدة لقائد المقاومة، ولبث الرعب في قلوب الأتراك .
***
المسرح على الجبهة سنجار بات مهيئا للحرب، وحالة الهدوء الحالية ربما لن تطول، خصوصا ان الحرب المقبلة في حال اشتعالها لن تكون ضد حزبpkk وانما مقدمة لحرب ضد ايران ومحورها الذي يمتد حزامه العسكري والايديولوجي. .
كل التجهيزات في العالم لن تستطيع التصدي لصورايخ المقاومة تهطل كالمطر على القوات التركية ، وربما يكون الموقف اكثر خطورة، لو انضمت حركة “العصائب″اهل الحق وباقي الفصائل المقاتلة الأخرى الى هذه الحرب، واطلقت العنان لترسانة صواريخها لضرب اهداف التركيه من سنجار ، لان هذه الحرب في حال اشتعالها ستكون ام الحروب وابوها، ، وانتصار الجانب المقاومة الاسلامية مرجح اكثر من أي وقت مضى، لسبب بسيط لان من تمثل الحق فيها ليست الجيوش التقليدية “المتكرشة”، وانما فصائل المقاومة المؤمنة التي تتطلع للشهادة.
انها حرب قد توحد العراقيين ، وتنهي حالة الانقسام، والمحاولات الدؤوبة لتحويل تركيه من عدو الى صديق من قبل ساساة الصدف ، فليس هناك قضية توحد ولا تفرق غير القضية
تراب الوطن تواحدنا.