يستعد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لزيارة واشنطن خلال الفترة المقبلة، على رأس وفد وزاري ليكمل التفاوضات التي مضت عليها حكومة سلفه مصطفى الكاظمي في الجوانب العسكرية والاقتصادية وحتى السياسية. الزيارة كشف عنها وزير الخارجية فؤاد حسين، الذي اكد في تصريح اول امس الاثنين (23 كانون الثاني 2023)، عن زيارة وشيكة لرئيس الوزراء الى واشنطن خلال الفترة المقبلة، لإكمال التفاوض في الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وبشأن إضافة ملف ارتفاع الدولار الى جدول الزيارة، قال حسين ان “الحكومة العراقية مهتمة برفع قيمة العملة العراقية أمام الدولار الأميركي”، مضيفا ان “السوداني على تواصل مع الولايات المتحدة من أجل إعادة رفع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، وسنزور واشنطن قريباً لهذا الشأن”. ماكغورك وقاآني.. زيارة متزامنة في مساء يوم الاثنين (16 كانون الثاني 2023)، التقى السوداني منسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، الذي وصل بزيارة خاطفة الى بغداد دون الإعلان عنها مسبقا. الزيارة التي جرت خلالها مناقشة العلاقات المتبادلة بين بغداد وواشنطن، أعلن ماكغورك خلالها عن زيارة قريبة لوزير الخارجية فؤاد حسين الى واشنطن لاستكمال مباحثات الحوار الاستراتيجي لكنه لم يكشف عن زيارة السوداني لذات الامر. واكد المنسق الأمريكي “ترحيب بلاده بمخرجات مؤتمر بغداد 2، وجهود تنمية مشاريع البنى التحتية المشتركة بين العراق ومحيطه، وترحيبها بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين”. واعتبر مراقبون ان زيارة ماكغورك التي تزامنت معها زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني لبغداد توضح مدى ارتباط تلك الزيارتين بالعلاقات الامريكية الإيرانية كما انها تحمل رسائل متبادلة بين الطرفين. ملفات الزيارة وبينما لم تحدد موعد الزيارة رسميا، تتحدث مصادر سياسية من داخل الإطار التنسيقي عن اهم الملفات التي سيناقشها السوداني مع الإدارة الامريكية ولن يغيب موضوع ارتفاع الدولار عنها. وقالت المصادر لـ “المطلع”، ان “السوداني سيناقش ملف القوات الامريكية القتالية في العراق وتقليص اعدادها في حال لم توافق واشنطن على انهاء وجودها العسكري”. وأضافت المصادر ان “هناك شبه إجماع من قوى الإطار التنسيقي لخروج القوات الأميركية، ولكن تلك القوى خولت السوداني للتفاوض مع الجانب الأميركي؛ بشأن خروج تلك القوات”، مبينة ان “المعطيات الحالية تشير الى ان هناك صعوبة بالغة بخروج تلك القوات، لذلك قد يتطلب بقاء جزء من تلك القوات مع تفهم لهذا الواقع من قبل قوى الإطار”. وسبق ان اثار تصريح السوداني حفيظة بعض أطراف الاطار التنسيقي بعد ان قال في مقابلة مع صحيفة الوال ستريت جورنال الامريكية ان “العراق ما يزال بحاجة الى وجود القوات الأجنبية”، لكنه عاد ليؤكد في مؤتمر صحفي خلال زيارته الى المانيا، عدم حاجة العراق الى قوات اجنبية لمحاربة تنظيم داعش لقدرة القوات العراقية على ذلك. الدولار على خط التفاوض ويشهد العراق ازمة اقتصادية كبيرة بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار الذي أدى الى موجة غلاء في أسعار السوق، هذا الامر كان محل تهم بعض القوى السياسية تجاه واشنطن التي تحاول ضرب الروافد التي تستخدمها ايران للحصول على العملة الصعبة عن طريق العراق، بحسب ما يراه مراقبون. ولكون زيارة السوداني المرتقبة تتزامن مع تلك الازمة، لم يستبعد المراقبون ان يكون موضوع ارتفاع سعر صرف الدولار ضمن المحاور الأساسية للتفاوض بين السوداني والإدارة الامريكية. يشار الى ان ازمة ارتفاع سعر الدولار تفاقمت بعد فرض وزارة الخزانة الامريكية والبنك الفيدرالي عقوبات على أربعة مصارف عراقية اتهمتها واشنطن بتهريب الدولار الى ايران ما أدى الى انخفاض مبيعات الدولار من البنك المركزي العراقي وزيادة الطلب عليه في السوق. زيارة متأخرة ويعتبر المحلل السياسي حيدر سلمان، زيارة السوداني المرتقبة الى واشنطن “متأخرة”، حيث يؤكد ان تلك الزيارة كان من المفترض ان تكون من الأولويات، فيما يتوقع انتهاء ازمة الدولار بعد تلك الزيارة. ويقول سلمان في حديثه لـ “المطلع”، ان “زيارة السوداني الى واشنطن في الفترة المقبلة متأخرة جدا وكان من المفترض ان تكون من أولويات الحكومة بعد تشكيلها”. وأضاف ان “تأخر زيارة السوداني للولايات المتحدة يعمق الشق والهوة بين الادارتين العراقية والأمريكية”، مشيرا الى ان “زيارة السوداني الى واشنطن قد تخرج بمنافع منها تقليل الاحتقان في المنطقة وديمومة التواصل بين بغداد وواشنطن”. وأوضح ان “زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة تأتي للفصل بين اعتبار كل عملية تجارية تجري في العراق هي تهريب عملة لإيران وسوريا ولبنان وبين التجارة الشرعية”. ولفت الى ان “الزيارة ان حصلت ستكون ذات أهمية وستفتح أبواب التهدئة في المنطقة وستنعكس على العراق أولا”، مردفا ان “سعر صرف الدولار مقابل الدينار سيتغير بعد تلك الزيارة لو تم استثمارها بالشكل الصحيح”. معرقلات قد تلغي الزيارة يشير الباحث السياسي احمد المياحي إلى وجود معرقلات قد تلغي زيارة السوداني لواشنطن ومنها اعتراض الفصائل المسلحة التي تدعم حكومته.