كتب: حيدر الشاهين

ضاعفت عملاق التكنلوجيا الصينية هواوي، حجم تعاونها العلمي مع الجامعات العراقية بهدف تأهيل وتدريب المزيد من الطلبة الموهبين وزجهم في المسابقات التي تقيمها سنويا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والتي تسعى من خلالها ايضا الى ردم الفجوة بين هواوي والجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية والقطاع التقني والطلاب في مختلف دول العام، فضلا عن تلبية متطلبات المؤسسات من المواهب التقنية وتعزيز المنافسة والتعلم والتنمية.

وتفوق العراق على المئات من الجامعات العالمية، حيث حقق المراتب الاولى في الاعوام الثلاث الماضية في مسابقة هواوي، والتي كانت اخرها حصوله على المركز الثاني في مسابقة هواوي الإقليمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2022 بنسختها السادسة التي اختتمت في العاصمة العمانية مسقط، والتي شهدت مشاركة 11 دول من منطقة الشرق الأوسط وآسيا، هي: المملكة العربية السعودية، باكستان، والعراق، الأردن ولبنان والإمارات والبحرين والكويت وقطر وكازاخستان.

وقال ويليام يانغ، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي العراق: “يسعدنا تنظيم مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات للمساهمة في تعزيز الابتكارات التقنية والقدرات الإبداعية. وفي ظل التحول الرقمي المتسارع، نهدف إلى دعم المجتمعات التي نعمل فيها من خلال توفير الفرص والمنصات اللازمة لتطوير التقنيات الأساسية التي تسهم في تغيير حياتنا”.

واشار يانغ، الى ان “هواوي كان لها حضور قوي وحافل بدعم الجهات المختلفة لتطوير مهارات تقنية المعلومات والاتصالات بين موظفيها، إذ تقدم أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، بالشراكة مع الجامعات، تدريبات لطلبة الجامعات المتفوقين على أحدث التقنيات والمهارات العملية، ومنحهم خبرة عملية وكذلك فرصة العمل لدى هواوي، حيث يحصل الطلاب في نهاية دورات الأكاديمية على شهادات معترف بها من هواوي. وعلى المشهد الوطني، توجد مجموعة مواهب غنيّة تحتاج إلى دعم ورعاية. وبالفعل، حقق البرنامج إنجازات كبيرة ضمن العراق في الآونة الأخيرة، فقد حصد فريق عراقي المركز الثاني في النهائيات الإقليمية لمسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، والذي حصل عليه طلاب من جامعات نينوى وصلاح الدين والأنبار”.

وكرم وزير التعليم العالي في اقليم كردستان، الدكتور آرام محمد قادر، الطلبة الفائزين في مسابقة “ictخلال حفل اقيم مؤخرا في اربيل، وشهد حضور عدد من رؤساء جامعات الاقليم.

واعرب قادر عن سعادته بحصول الفريق العراقي على المرتبة الثانية، متمنيا مضاعفة الجهود لتكرار ذلك الانجاز مستقبلا، والسعي للحصول على اللقاب اكبر في المسابقات الدولية التي تقيمها هواوي، مثنيا في الوقت ذاته على الجهود التي بذلها منظمي المسابقة والاساتذة المدربين الذين بذلوا جهودا مضاعفة لاظهار القدرات العلمية للطلبة في مجال تكنلوجيا المعلومات والاتصال.

بدوره، ذكر المساعد العلمي لجامعة صلاح الدين في اربيل، الدكتور مصطفى العطار، ان “التعاون مع هواوي بدأ منذ العام 2018، وبعدها الدخول في المسابقات التي تقيمها الشركة سنويا، وفي عام 2020 تم توقيع اتفاقية لافتتاح سنتر هواوي، وفي العام 2021 حقق طلبة صلاح الدين مراتب متقدمة في المسابقة الدولية التي اقامتها الشركة، وفي عام 2022 شارك ستة طلاب وحصلوا على مراتب عليا ايضا، متفوقين على العشرات من اقرانهم في العديد من الجامعات العالمية، وكذلك حصل ابتكار لعدد من اساتذة الجامعة على المرتبة الاولى عالميا بعد دخولهم في منافسة واسعة مع جامعات عالمية كبيرة اخرى في منافسة تم تنظيمها في الصين.

ولفت العطار، الى ان سنتر هواوي في صلاح الدين يظم عددا من الطلبة في جامعة صلاح الدين وبقية الجامعات، سواء من داخل او خارج الاقليم، مثل جامعات الانبار والموصل وكركوك، مبينا في الوقت ذاته، ان هواوي شركة عالمية تستثمر في العقول، وبالتالي ينبغي صقل المواهب التي يزدهر بها العراق، مشيرا الى ان المراتب المتقدمة للطلبة العراقيين تؤكد ان الجانب العلمي والاكاديمي في البلاد جيد جدا، وما ينقص هذا المجال، هو مواكبة الاجهزة التقنية الحديثة والمواد العالمية التطبيقية، حيث قدمت شركة هواوي العديد من تلك الخبرات عبر تدريبها للطلبة في الاكاديميات التي تشرف عليها داخل العراق.

ويرى الدكتور مصطفى، اهمية التوسع بعمل “سناتر هواوي” لتصبح اكاديميات كبيرة تقوم بتخريج طلبة متخصصين في مجالات علمية دقيقة يحتاجها سوق العمل في العراق، مؤكدا ان ذلك التطور التقني مهم للعراق في دعم الاحتياجات العلمية لتخريج جيل طموح.

الدكتورة ماردين عبدالله أنور، مدير تكنلوجيا المعلومات والاحصاء في جامعة صلاح الدين باربيل، ومدير اكاديمية هواوي في ذات الجامعة، بينت اهمية تلك الاكاديميات من الناحية العملية، حيث اشارت الى دورها الكبير في فسح المجال للطلبة المتفوقين في المشاركة بمسابقات هواوي العالمية والحصول على شهادة معترف بها في مجالات تكنلوجية نادرة، فضلا عن القيمة المهمة للاكاديميات في اكتشاف الطلبة المتفوقين والذين يتمتعون بقابليات ذهنية عالية والذين يصعب اكتشافهم دون هكذا اكاديميات عملية بمقدورها تنمية قابليات المتفوقين علميا وعمليا.

ولفتت الدكتورة ماردين، الى القيمة العلمية للكورسات التعليمية التي تمنحها اكاديميات هواوي، والتي بضمنها كورسات “التكنلوجيا والنتورك والحوسبة والامن السيبراني” مبينة ان لكل حقل من تلك الاختصاصات وزن مهم في سوق العمل العراقي، مبينة ان التطور التكنلوجي يسير بسرعة فائقة، وان اكاديميات هواوي ساعدت على توفير تلك التكنلوجيا العلمية المتطورة وتعليمها بشكل ميسر للطلبة العراقيين.