يحار الكلام في تقديمها ولو قدمتها للمرة الألف ، تارة لأنها مهد الحضارات وتارة أخرى لأنها أرض الإبداع والجمال ، بابل أشهر مدن العالم القديمة وأكبرها مساحة ، وهي عاصمة الإمبراطورية البابلية آنذاك ، وعدت أسوارها وجنائنها المعلقة من عجائب الدنيا السبع المشهورة بلا منازع ، حيث اكتسبت شهرتها الواسعة وجمالها من جدرانها ومبانيها الرائعة المزخرفة ذات التصميم الفريد ، بالإضافة إلى مكانتها كقاعدة للتعلم والثقافة ، بابل التاريخ الذي لا ينسى أبداً والمدينة التي جمعت بين الروح والجمال أوبين الحياة والموت أو بين الجنة والأرض ، حيث حققت إنجازات ذات شأن كبير في الفلك والرياضيات والحساب والطب والموسيقى فهي مدينة زاهرة بفنونها وإبداعاتها ومعارفها وعلومها ، تعتبر بابل الان من أشهر مدن العالم التاريخية بمعالمها وبنائها وتراثها الجميل حيث يرتادها الألاف من السواح من شتى بقاع الأرض لرؤية تاريخها وجمالها وتصميمها الفريد ، حين تمشي في بابل تشعر بطبقات التاريخ المتراكمة في مبانيها وأرصفتها وشوارعها وجدرانها وآثارها التاريخية ، للأسف الشديد بابل الان تستغيث لحماية آثارها من السرقة والاعتداءات المتكررة أضف إلى ذلك هناك معضلة كبرى تواجة آثار العراق إلا وهي التجاوزات المستمرة من قبل الأهالي ، ومع ازدياد عمليات التخريب والإهمال لمدينة بابل الأثرية إلا أنها كانت سبباً رئيسياً في أدراج مدينة بابل ضمن لائحة مواقع التراث العالمي اليونسكو وجاء هذا الإدراج بعد الإهمال المستمر لمدينة بابل الأثرية طيلة السنوات الماضية ، لكن لابد من الإشارة هنا إلى أن عمليات التنقيب لمدينة بابل الأثرية ليست بالأمر السهل إطلاقاً ولكن ليس بالمستحيل في حال توافرت كل متطلبات عمليات التنقيب من رسم للمكان وتصويره ، إضافة إلى ذلك تحتاج عمليات التنقيب للآثار أموال طائلة يجب توفرها وإلى مختصين في مجال التنقيب وأيدي عاملة لها الخبرة الكافية بعمليات التنقيب ، وكل العمليات الان لمدينة بابل الأثرية هي عمليات صيانة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه للمدينة الأثرية ، فحتى في مسألة السياحة فيها يجد السواح صعوبة كبيرة يعود سببها إلى عدم توافر أبسط مقومات السياحة وخدماتها المختلفة منها عدم توفر الباصات التي تنقل السواح داخل المدينة وعدم السماح بدخول سياراتهم الخاصة مما يضطر السائح إلى السير مسافات كبيرة ، هذه الأمور التي توجب على الجهات المعنية الخاصة بالمدينة الأثرية ضرورة الاهتمام بصورة أكبر بالمدينة ، إلا أن هناك مطالبات كبيرة من قبل السواح في بابل ومن المدن الأخرى بضرورة الاهتمام بمدينة بابل الأثرية ووضع دلالات تعريفية لأماكنها وتوفير مرشد سياحي خاص للمدينة الأثرية حتى لا يجد السائح صعوبة في التنقل فيها ، إلا أن مشكلة نقص الأموال المرصودة التي تخصص لمجال السياحة والآثار أهم العقبات التي تواجه عملية تطوير وتنقيب المدن الأثرية في العراق .