أنهى زعيم التيار الصدريمقتدى الصدر صمته الإعلامي، إذ نشر مساء أمس السبت وثيقة بخط يده دعا فيها أتباعه إلى التعاون والانضباط وعدم التشتت، وسط توقعات بأنّ خطوته قد تكون تمهيداً لمرحلة جديدة للعودة إلى خلال المرحلة المقبلة.
وكان الصدر قد قرر في الـ 14 من الشهر الجاري تجميد التيار الصدري الذي يتزعمه وإيقاف أنشطته كافة، وأغلق حسابه الشخصي على “تويتر”، كذلك أُغلقَت الحسابات المرتبطة بـ”التيار الصدري” بمنصات التواصل الاجتماعي، رداً على ظهور جماعة جديدة مؤيدة له في مدينة النجف تُطلق على نفسها اسم “أصحاب القضية”، تعتبر أنّ الصدر هو “الإمام المنتظر آخر الزمان” وتطالب الناس بمبايعته.
وأعاد صالح محمد العراقي، المعروف باسم “وزير الصدر”، تفعيل حسابه على “تويتر”، ونشر وثيقة الصدر، وقال إنّ “هذه الوثيقة خطها الصدر وسيتم توزيعها من قبل لجنة مختصة من طريق المكتب الخاص، ثم التوقيع والبصمة عليها”، ودعا العراقي أتباع التيار الصدري إلى “التعاون والانضباط والمركزية وعدم التفرد والتشتت في توقيع الوثيقة، فهناك جهة خاصة ستجمعها لإيصالها إلى مقتدى الصدر بالمباشر”.
وتضمنت الوثيقة تعهداً تُكتَب أسماء أتباعه فيه وتوقيعه والبصم بالدم، وتضمن التعهد العديد من النقاط، أهمها التبرؤ من جماعة “أصحاب القضية” الذين ادعوا “مهدوية مقتدى الصدر”، فضلاً عن الابتعاد عن الطائفية وعدم الانتماء إلى غير العراق.
وتابع: “فانتظروا إني معكم من المنتظرين، وكفاكم أذى لقائدكم مع كل احترامي للمطيعين والمخلصين”.
وعقب ذلك، بدأ أتباع الصدر توقيع الوثيقة والبصمة عليها بالدم، فيما لم يصدر أي توضيح رسمي من قبل التيار إذا ما كانت الوثيقة خطوة نحو العودة للعمل السياسي.
وقال نائب سابق عن التيار لـ”العربي الجديد”، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ “الوثيقة هي لإعادة تنظيم عمل التيار وقطع الطريق أمام الجماعات التي تريد تشويه التيار، كجماعة ما تُسمى أهل القضية وغيرها”، مؤكداً أنّ “الصدر لديه ثقة كبيرة بالتزام أتباعه توجيهاته، وقد وقعنا بالدم على الوثيقة ونلتزم كل توجيهات الصدر”.
وأشار إلى أنّ “الصدر ما زال معتزلاً العمل السياسي وهو يمارس دوراً إصلاحياً وتنظيمياً داخل التيار فقط”، ورداً على ما إذا كانت العودة الإعلامية للصدر تمهيداً لإنهاء عزلته السياسية، أوضح النائب السابق أنّ “كل الاحتمالات مفتوحة، العودة للعمل السياسي غير مستبعدة لو رأى الصدر أنّ المصلحة العامة تقتضي ذلك”.
وقال الباحث بالشأن السياسي العراقي فراس إلياس، إنّ “قوى الإطار التنسيقي فشلت حتى الآن في إنتاج مقاربة سياسية للتعامل مع الصدر وتياره، فهي من جهة لا تريد الفراغ السياسي الذي تركه الصدر، ومن جهة أخرى ما زالت تخشى من عودة مفاجئة للصدر، رغم تمكنها من الدولة ومواردها، ما يفاقم مشكلتها في هشاشة ائتلاف إدارة الدولة”، معتبراً أنّ توقع تحركاته المقبلة “صعب”.
ويعزز القرار المفاجئ والجديد للصدر من الشكوك بشأن عودته للمشهد السياسي في العراق، بعد انسحابه منه كلياً في يونيو/ حزيران من العام الماضي، إضافة إلى أنه يطرح تساؤلات عن مشاركته في الانتخابات المحلية الخاصة بمجالس المحافظات العراقية في نهاية العام الحالي.