المكون الشيعي في ازمة ! حيدر الموسوي

     

    الطائفة الشيعية على الرغم من انها الاغلبية السكانية لكنها تعيش حالة من التوهان والشتات في داخل العراق
    كل ذلك جراء السياسات الخاطئة في ادارة الحكم
    الانقسام الشيعي داخل العراق لم يصل مرة ما في تاريخه القديم والحديث الى هذه الذروة التي وصل اليها الان
    الاستمرار بازمة الصراع والعناد السياسي بين قوى الاطار والتيار ارهقت البيئة الاجتماعية الشيعية كثيرا وزادت من وتيرة وحدة الخلافات على مستوى الميديا والسوشال ميديا التي تسهم هي الاخرى في اشتعال النار اكثر من ان تكون عامل تهدئة او تقريب وجهات النظر
    مرجعية النجف انكفأت على نفسها هي الاخرى لانها ترى ان ابتعادها كمصلحة بمكان افضل من الدخول في معترك الصراع الدائر بين القوى التقليدية من جهة والتيار الصدري
    والوجودات الجديدة التشرينية من جهة اخرى
    من جهتها تسعى وتحاول ايران باعتبار ان مصلحة امنها القومي يقتضي الاولوية تكمن في استقرار الداخل العراقي لاسباب جغرافية وجيوسياسية وعقائدية ايضا ،جل اهتمامها الاساسي هو الحفاظ على وحدة الشيعة تحت اي ظروف وتحديات وان تعددية الاقطاب وانشطار الحركات السياسية الشيعية وولادة وجودات جديدة زادت من تعقيد المشهد بعد ما كان التحالف الوطني الموحد هو الممثل الوحيد تقريبا
    على المستوى الاجتماعي وهنا الاخطر وتزامنا مع اجواء موسم محرم وصفر نرى هناك ظواهر جديدة طغت على شهري العزاء من خلال ممارسات لا تمت الى الشعائر بصلة وهدفها اعطاء رسالة ان هؤلاء هم الشيعة لكي يسخر منهم الاخرين وتقديمهم بصورة سيئة والهدف اضعاف رمزية التشيع وتوهين المذهب والمكون بشكل عام ، التركيز على الجرائم ذات الجنبة الاجتماعية والاسرية في جغرافية الوسط والجنوب في الميديا وتناقل تلك الحوادث بشكل شبه يومي هو رسالة اخرى ان هذه الجغرافية تتراجع في القيم ومنشغلة بطبخ القيمة
    تجهيل الاطفال واجبار المراهقين على العمل باعمار صغيرة عبر وظيفة سائق التكتك فقط في هذه البيئة وتزايد ظاهرة العشوائيات في تلك المدن دليل على ان هناك انحدار تدريجي على مستوى الحياة والعيش في هذه البيئة التي صدرها البعض ان اولادهم خلقوا فقط للحرب والقتال وليس للعلم ونيل الشهادات العالية وبراءة الاختراع
    استمرار الصراع واظهار حتى التوافه من الامور على السطح وجعلها ازمات اعلامية متداولة ترهق الواقع الشيعي وتجعله مستنزف في التبرير والدفاع وكانه خلق فقط
    لدور المعارضة والتبرير حين الاخفاق
    المطلوب هو الانتباه لخطورة التراجع في هذه البيئة
    وايقاف الحرب الاعلامية بين الاطار والتيار
    وتغليب لغة الحوار والذهاب بمصارحة حقيقية وتقديم مصلحة المكون على جميع المواقع والمناصب
    لانهاء شبح اي تخوف للصدام مستقبلا في ظل وجود السلاح في هذه البيئة فضلا عن ايلاء الملف الاجتماعي وهو القنبلة الموقوتة اهتمام كبير من لدن الحكومة والجهات المعنية

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة