د. عبد الصمد سعدون عبد الله – باحث
الملخص التنفيذي
العراق حالياً وبالرغم من امتلاكه المؤهلات المحفزة للانضمام إلى البريكس لكنه يواجه معوقات وتحديات في الترتيبات الاقتصادية والسياسية والتي لا يتوقع أن تكون جاذبة في دعوته على الأمد القصير والمتوسط للانضمام مالم يعمل على وضع خطة تستهدف الإعداد لخلق الفرص الجاذبة إلى تلك المجموعة.
سيمكن تحقيق التعاملات الاقتصادية والتبادل التجاري بين العراق ودول البريكس من تحقيق استقلالية مالية ونقدية تسهم في استقرار العملة المحلية، فهذه الدول تعمل على تحقيق تسوية مالية في علاقاتها الاقتصادية البينية بعيداً عن الدولار… ولكن هذا الأمر يعتمد على البعد السيادي في إمكانية العراق من تحقيق الاستقلال المالي لعائداته من النفط وترتيب تسويات نقدية على هذا الأساس.
يمكن للعراق أن يستفيد من مزايا ثقل الطاقة التي يمتلكها، وحاجته إلى اعمار البنى التحتية وخصوصاً في مجال الطاقة إلى جذب هذه المجموعة في فتح خطوط الاتصال.
الاستثمار في الموقع الجغرافي للعراق سيشكل واحدة من العناصر الأساسية في جذب هذه البلدان، فالعراق بحاجة إلى استعراض أكبر لخططه الاقتصادية كمعبر مهم في المنطقة وإلى الاستثمار في مزايا الموقع الجغرافي التي تمتلكها البلاد، خصوصاً بعد توجه الحكومة العراقية نحو مشروع «طريق التنمية» وربطه بمبادرات تلك الدول المشكلة لبريكس.
المزايا التي يمتلكها السوق المحلي في العراق في كونه مستهلك شره للبضائع المنتجة خارج حدوده، إلى جانب القدرة الشرائية المتوسطة للفرد العراقي، وحاجة العراق إلى اعادة الإعمار يمكن أن تمثل عناصر جذب إلى هذه المجموعة.
ستحجم الادوار السياسية للعراق ومنها هشاشة الأوضاع الداخلية بسبب طبيعة التفاعلات السياسية الداخلية والأدوار الثانوية كلاعب اقليمي من أن يكون محوراً ذا اهتمام إلى دول البريكس، فهذه الدول بدأت تنفتح على تركيا وإيران والسعودية ومصر واثيوبيا ولكنها تجاوزت العراق.
سيكون على العراق أن يعمل على تعزيز الأدوار وتكاملها مع الدول المرشحة في الدخول إلى مجموعة البريكس من دول الجوار الجغرافي للعراق، فالتكاملية في الأدوار ستعطي للعراق دور رائد من وجهة دول البريكس. وهذا النهج سيتطلب تحقيق جملة من الأمور من بينها الحفاظ على نمو اقتصادي مستقر، وتبني نهج تنموي مستدام وبناء، والحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية من الناحية الاجتماعية والسياسية.
بما أن دول البريكس لا تتقاسم بقواسم مشتركة في نواحي عدة، كما أن الخلافات بين العناصر القومية والاستراتيجية للدول المشكلة للبريكس يمكن أن تؤثر في مستقبل هذا التكتل خصوصاً إذا ما قرر الغرب ممارسة النفوذ على بعض اعضائه كالهند مثلاً أو جنوب أفريقيا، من جهة أخرى، فعلى العراق العمل على تحقيق التناغم مع تلك القواسم المختلفة بين دول البريكس والاستفادة من المزايا التمويلية التي يخلقها بنك التنمية الجديد «NDB» ومقره شنغهاي في الصين والذي يعمل على خلق فرص تمويلية فعلية في البلدان النامية والأسواق الناشئة، على أن يتم مراعاة عدم الإضرار بالمصالح السيادية للعراق.
سيكون من مصلحة العراق أن يناقش مع الأطراف في البريكس القضايا التي تتعلق بسياسات الطاقة والتصدير، والصناعات البتروكيمياوية المعدة للتصدير خارج أوبك، فهناك أعضاء مؤسسين في البريكس يعدون من الأطراف المؤثرة في سياسات الطاقة العالمية منها روسيا وجنوب أفريقيا. وهذه الأطراف قادرة على أن ترسم ملامح أسعار الطاقة العالمية وإيجاد قنوات وتعاملات إضافية لصادرات الطاقة من العراق.