سر السكوت الأمريكي على الدعم السعودي للإرهاب

    قد أضحى المجتمع الدولي اليوم رهينة للسياسة التي تتبعها السعودية بدعم الإرهاب والتحريض على ارتكاب المجازر التي تنفذها المجموعات الإرهابية المسلحة في المدن والبلدات السورية مؤكدة بذلك أنها غير معنية إطلاقا بحل الأزمة في سورية أو بحل الملف النووي الإيراني بل على العكس راح المسؤولون السعوديون يتباهون في تصريحاتهم العلنية بتقديم الدعم بالمال والسلاح لعناصر القاعدة وحلفائها وتدريبهم في بلدان مجاورة لسورية وإرسالهم عبر الحدود لتنفيذ أعمال ارهابية داخلها على غرار ما صرح به سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في القاهرة بأن بلاده تسلح المعارضة السورية دون أن يكترث للأعراف الإنسانية أو لرد فعل القانون الدولي.

     

    آل سعود يعتبرون القيادة السورية عدوا شخصيا لهم

    ويرى مراقبون أنه لم يعد سرا أن العائلات المالكة في السعودية وبعض مشيخات الخليج الأخرى تعتبر القيادة في سورية خصما شخصيا لها وترى في استمرارها بالحكم في سورية إهانة تمس كرامتها لذلك تبذل هذه العائلات “ذات العقلية البدوية” بعد أن فشلت في إبعاد القيادة السورية، كافة الجهود لتدمير سورية وقتل شعبها ولا تتورع في ذلك عن استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وقوى الإرهاب الدولي بشكل واضح وصريح وتقوم بتحريض الناس على الإرهاب وإرسال الإرهابيين إلى سورية بدعاوى “الجهاد” لارتكاب المذابح في سورية.

    ومن جهة أخرى تنتهج الولايات المتحدة وبعض الدول الأطلسية سياسة رياء تجاه واقع ومستقبل سورية إذ تعلن أنها مصممة على محاربة الإرهاب في العالم وعلى حل المسألة السورية دبلوماسيا ولكنها تقوم عمليا بعرقلة الحل بالتواطؤ مع السعودية وقطر وتركيا وتستمر بدعم ومساعدة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تضم عشرات الآلاف من المرتزقة الذين جاؤوا من بلدان عربية وإسلامية وأوروبية.

    ويشير خبراء إلى أن واشنطن تلعب دورا سلبيا في الأزمة السورية وهذا ما يُلاحظ على مدار السنوات الثلاث الأخيرة حيث حولت قوى الإرهاب الدولي وبعض البلدان الخليجية والأجنبية المدن والبلدات السورية إلى ميدان تجارب مؤهل لممارسة تأثير خطر جدا على المنطقة والعالم كله وهذا ما يشاهد اليوم في العراق ولبنان.

     

    واشنطن تغمض العين عن تمويل الإرهاب

    إن مصادر تمويل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق لا تختلف عن مصادر تمويله في سورية واليمن وليبيا وهي ليست بخافية على الإدارة الأمريكية بل يتم بعلمها وتحت أنظارها حيث تقوم السعودية بهذا الدور بالتنسيق مع واشنطن بغية زعزعة أمن المنطقة وإشاعة الفوضى فيها.

    ففي الوقت الذي أكدت فيه الإدارة الأمريكية دعمها للجيش العراقي وتسليحه للقضاء على التنظيمات الإرهابية في الأنبار وغيرها من مناطق العراق وادعاءها بأنها تواكب الجهود الدولية لأجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عبر عقد مؤتمر “جنيف2″ أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تدرس تقديم ما سمتها “مساعدات غير مميتة” إلى المعارضة السورية وقد أوضحت صحيفة نيويورك تايمز خفايا ادعاءات واشنطن وأن دعمها للارهابيين لا يقتصر على ما تسميه “مساعدات غير مميتة” وأكدت أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تدير برنامجا سريا لدعم وتدريب الإرهابيين في سورية بأموال سعودية وخليجية.

     

    سر السكوت الأمريكي …

    لقد أوجدت الخطط التي وضعتها الولايات المتحدة عام 1974 معيارا للمفاوضات مع الدول الغنية بالنفط وأوجدت سوابق جديدة في القانون الدولي، ولكن الدور الأشد تخريبا كان في السماح للسعودية بالقيام بتمويل الإرهاب الدولي بدءا من الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن العشرين حيث أسهمت السعودية بما قدره 3,5 مليار دولار للجهاديين غير أن شراكة الولايات المتحدة والسعودية ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير.

    ففي العام 2003 أجرت صحيفة “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” دراسة موسعة بعنوان “العلاقة السعودية” راجعت فيها آلاف الصفحات من سجلات المحاكم والتقارير الاستخباراتية الأمريكية والأجنبية وتوصلت إلى استنتاجات مفادها أن السعودية حليفة الولايات المتحدة والدولة الأغنى بالنفط في العالم أصبحت ومنذ زمن بعيد “مركزا” لتمويل الإرهاب في العالم.

    وأضافت الصحيفة أن اللجان الخيرية السعودية شبه الرسمية وبعد صدمتي الثورة الإيرانية والتقارب الأفغاني السوفييتي أصبحت المصدر الأول لتوميل حركات الجهاد التي راحت تنمو بسرعة فائقة وكان المال السعودي يُستخدم في حوالي 20 بلدا لتشغيل معسكرات تدريب ولشراء السلاح وتجنيد الأعضاء الجدد في هذه الحركات مشيرة إلى أن السخاء السعودي كان يشجع المسؤولين الأمريكيين على غض الطرف وأن مليارات الدولارات أنفقت على شكل عقود وهبات ورواتب دفعت لطيف عريض من سفراء ومدراء محطات تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية بل وحتى لأعضاء في الحكومة الأمريكية تعاملوا مع السعوديين وأن تسجيلات إلكترونية التقطت تؤكد تورط أعضاء في الأسرة المالكة لا يدعمون القاعدة وحدها، بل ومجموعات إرهابية أخرى.

    والدليل الأكبر على العلاقة الخفية بين السعوديين والمسؤولين الأمريكيين ظهر بعد الاعتداء على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في أيلول 2001، حيث كشفت مجلة “فانيتي فير” الأمريكية في تشرين الأول عام 2003 عن العلاقة بين آل بوش وآل سعود وآل ابن لدن والتي تعود إلى عهد خطط العام 1974 وقالت المجلة إن “روابط شخصية وتجارية وسياسية وطيدة تربط منذ أكثر من عشرين عاما بين آل بوش وآل سعود و…”.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أليست هذه العلاقة الطويلة هي التي ساعدت على إخراج بعض الأثرياء السعوديين ومن بينهم أعضاء في أسرة ابن لدن على وجه السرعة في التاسع من أيلول2001 من الولايات المتحدة على متن طائرة خاصة

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة