العراق بعد الانتخابات المحلية… ماجد الشويلي

     

    مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

    1- كانت الولايات المتحدة قد راهنت كثيرا على فشل التجربة الديمقراطية في العراق بما هي عليه الآن من سطوة وحظوة للقوى الاسلامية التقليدية القريبة من ايران وتبنيها للمقاومة (ايدلوجيا )على أقل التقادير .
    الا أن هذه الانتخابات رغم أنها انتخابات للحكومات المحلية الا أنها تشكل عنصرا هاما لترسيخ دعامات العملية السياسية في الواقع الاجتماعي بشكل كبير.

    2- أيا كانت نتائج هذه الانتخابات ومهما حصل فيها من تباينات وتفاوت في عدد المقاعد لهذا المكون او ذاك في العاصمة بغداد خاصة والمحافظات المختلطة
    فإن المستخلص الأهم على الاطلاق هو
    تمتين وتثبيت دعامات النظام الديمقراطي وليس الممارسة الديمقراطية فحسب .

    3- حتى في حال تراجعت اصوات ومقاعد القوى التقليدية في الانتخابات المحلية فيمكن النظر لها من زاوية اخرى على انه مكسب ديمقراطي وحكومي للعراقيين جميعا في آن واحد
    فهو مؤشر صائب على حرص هذه القوى
    لخلق بيئة صحية للتنافس الديمقراطي قبالة ما سعت اليه الولايات المتحدة من وصم القوى التقليدية بالفشل في ادارة الدولة ومحاولة الاستئثار بالبلد

    4- الديمقراطية تترسخ بتعاقب الممارسة ومراكمة التجارب وفي ظل هذا المفهوم حصد العراق طوراً مهما
    من التجارب بوقت قياسي
    فقد خاض الشعب غمار العملية الانتخابية تحت وابل من القذائف وعصف العجلات المفخخة التي تحصد بارواح الابرياء وخاضها في ظل أعنف الاحتكاكات والاحتقانات السياسية والدعوات الى المقاطعة،
    ممارسات أضحت ضمانة لاعتماد الديمقراطية كخيار حصري لتداول السلطة في العراق .

    5- من المعلوم أن العراق هو الدولة الوحيدة في اطار المنظومة العربية الذي اعتمد النظام الديمقراطي لتداول السلطة وادارة شؤون البلد
    لذا فان نجاح هذه الممارسة سينتقل به لارغام كل القوى التي استعدت تجربته الديمقراطية الى الاذعان بقبولها
    وقبول التعاطي مع القوى التقليدية فيه
    على أن وجودها متجذر بواقعه الاجتماعي.

    6-كلما كانت الحكومات المحلية من سنخ القوى السياسية التي انبثقت منها الحكومة الاتحادية كلما انعكس ذلك ايجابا على سير الخدمات والمشاريع الخدمية بصورة سلسة وسريعة
    وصولا الى تحقيق نسبة معتد بها من الرضا المجتمعي.

    7-رسوخ العملية الديمقراطية التي تشكل الحكومات المحلية ركنا رئيسيا فيها سيمنح العراق احتراما متزايدا في الاسرة الدولية.
    وستضمحل معها كل الاصوات النشاز التي سعت لتشويه سمعته بين الامم

    8- تمكنت القوى التقليدية من التكيف مع متطلبات المرحلة الراهنة عبر ضخها لدماء جديدة وفئات عمرية شابة بقوائمها الانتخابية من شأنه أن يجدد حيويتها ونظارتها في أعين الجماهير

    9- لعل الكثير من الشركات العالمية الرصينة كانت بانتظار ما تؤول اليه نتائج الانتخابات المحلية لما لها من أهمية
    بالغة بوضع الخطط الاستثمارية في المحافظات .

    10- العملية الديمقراطية في العراق ليست مثالية لكن يمكننا القول أن من النادر أن يخرج بلد بمثلها فيما لو اجتاحه طوفان الظروف العصيبة التي مر بها.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة