ان العالم الافتراضي، بيئة يقوم الفرد بمحاكاتها إلكترونيا من خلال الكومبيوتر وأجهزة التواصل الأخرى عبر الصوت والصورة والمجسمات الالكترونية وما إلى ذلك يتم اغلبها عن طريق الانترنيت وتطبيقاته التي تغزو حياته اليومية. يمكن أن يخلق وهمًا مقنعًا ومغايرا للواقع، فهو كان ولايزال ليس نسخة مثالية للعالم الحقيقي. و المهم أن ندرك أن هذا الواقع الافتراضي هو بناء مصطنع يمكن استخدامه لأضفاء تجارب جديدة وفرص يحدث فيها التعلم، ولكنه ليس بديلاً عن الواقع الفعلي.
فالواقعية والافتراضية ترتبطان بالوقت الذي هو موقف لايمكن الاستغناء عنه فهو أثمن ما يملكه الإنسان، اذ لا يمكن ادخاره ولا يمكن استعادته بعد انتهاء ماخصص له ، فكل الأعمال تتطلب وقتًا. وكلما تم اداء الاعمال بشكل دقيق فهو مؤشر على استثمار الوقت استثمارا صحيحا ،وعكس ذلك يقضى في مواقف زائفة حين يرتبط الوقت الافتراضي في اشياء لايستفيد منها الفرد في حياته اليومية ، وليس كل الوقت الافتراضي يتصارع مع الوقت الفعلي الذي يمارسه الفرد ، بل بعض المواقف الافتراضية تعزز من الفهم والادراك وتخدم الوقت الفعلي ، لذا توجب تمييز الوقت بين ماهو واقعي مفيد ماهو افتراضي فيه من اللهو وقضاء الوقت بأشياء لا يستفيد منها العقل البشري
ويخضع وقت الفرد في الواقع الفعلي، الى حياته الطبيعية و الانفعالية ويواجه ضغوطه الاجتماعية والتنظيمية والتأقلم مع بيئتة المادية لدرجة تصل الى أن أي مفهوم للواقع الفعلي يمكن أن يكون له تأثير كبيراً على وقت الواقع الافتراضي رغم ان لهما استقلالية . الاانه لايعفي الفرد ان يخضع ذلك الى معرفتة السابقة. فكلما كانت هذه ثرية بالمعلومات والحرص كان أسهل في توظيف الوقت في العالم الافتراضي بمايخدم الحياة اليومية ويوظف ذلك الموضوع الى ادوات تسهم في تعزيز الجانب الفعلي والابتعاد عما هو وهم في محاكاة ما مضى من الوقت الذي اضحى حقيقة ثابتة وتعاملاً مع الحاضر بأحاسيسه بما يحقق التوجه الى ما يطمح الفرد ويتوقع في المستقبل الذي لم يتقرر بعد . فالوقت الفعلي هو الاعمال التي يخطط لها الفرد ويتطلب اكمالها على افضل صورة لارتباطها بالحياة اليومية . اما الوقت في الواقع الافتراضي فجزءا ً منه يخضع غالبا الى الامنيات التي يأمل الفرد ان تتحقق في عالم غير واقعي .
ويؤدي العقل الانساني دورًا حاسمًا في تشكيل الطريقة التي يتم اختيار الوقت الواقعي والافتراضي. ومع التقدم العمر يتغير تصور الفرد للوقت ويمكن تقدير ذلك بشكل أفضل كيف يسهم الوقت في تشكيل العقل البشري؟
وصراع الوقت بين الواقع الفعلي والافتراضي يخضع الى إدراك الوقت الذي هو إحساس شخصي بمدة استمرار حدث أو فاصل زمني، وتؤثر عليه عوامل مثل الاهتمام والعاطفة ويمكن أن يختلف فهم ذلك الصراع من شخص لآخر ومن حالة إلى أخرى .
ان أحد التصورات الأكثر شيوعًا للوقت هو أن الوقت يتسارع مع تقدمنا في السن. نشعر وكأن الأيام والسنوات قد بدأت تمر بشكل ضبابي بينما نتذكر باعتزاز أيام طفولتنا الطويلة. وأن هذا قد يحدث لأن معدل معالجة المعلومات المرئية يتباطأ مع التقدم في العمر. وذلك لأن شبكات الخلايا العصبية في الدماغ تصبح أكبر وأكثر تعقيدًا، ويتراكم الضرر في الاعصاب ، مما يسبب مقاومة لتدفق الإشارات الكهربائية.
وتتأثر الطريقة التي نجري بها تقديرات الوقت بعوامل مختلفة، وأهمها هو ما إذا كنا على علم مسبقًا بأنه سيُطلب منا تقدير مدة مهمة معينة. تُعرف هذه الأساليب التجريبية بالنماذج المستقبلية، اذ يكون المشاركون على دراية بمهمة تقدير الوقت ويتم توجيههم عادةً لتقديم حكمهم على المدة فور انتهاء المهمة. في المقابل، في النماذج بأثر رجعي، لا يتم إبلاغ المشاركين مسبقًا بأنه سيُطلب منهم تقدير مدة الحدث نظرًا لأن الأحكام بأثر رجعي تعتمد على آثار الذاكرة للحدث بدلاً من الإدراك المباشر، فليس من المستغرب أن يُظهر الأشخاص عادةً أداءً أفضل في تقدير الوقت في المهام المستقبلية مقارنةً بالمهام بأثر رجعي، فالاسلوب الذي نقدر فيه المدة تتغير مع تقدم العمرو قد يكون تقدير الوقت أمرًا صعبًا، على عكس قياس المسافة الذي يمكن إجراؤه جسديًا. وبدلا من ذلك، نستخدم الاختصارات العقلية، أو الاستدلالات، لتقدير الوقت. هذه الاستدلالات تتغير مع تقدمنا في السن. على سبيل المثال، يميل الأطفال الصغار إلى الاعتقاد بأن الأحداث الأكثر إثارة أو المليئة بالإثارة تستمر لفترة أطول وفي المقابل يميل الكبار إلى الاعتقاد بأن الأنشطة المملة تستمر لفترة أطول لأنهم يعتمدون على “الاستدلال على العينات”، حيث يستمرون في فحص ساعتهم وأخذ عينات من الوقت، مما يدفعهم إلى الاعتقاد بأن النشاط يستغرق وقتًا أطول مما هو عليه بالفعل . لذلك فأن احلام اليقظة سمة بارزة لدى الاطفال في سيطرة الواقع الافتراضي على الواقع الفعلي لذلك يظهر الاحساس والعاطفة لاغلب التعاملات في الطفولة ويتحول الى استخدام الحدس والتفكير حين يبدء بمرحلة الشباب وهنا يتم التعامل مع الوقت على وفق الواقع الفعلي .
ويعد إدراك الوقت موضوع معقد وجذاب تمت دراسته لعدة قرون، ومع ذلك لا يزال هناك الكثير لنكتشفه حول كيفية تشكيل أدمغتنا لإحساسنا بالواقع. مع تقدمنا في العمر واكتساب تجارب جديدة، يتغير إدراكنا للوقت، مما قد يغير فهمنا للعالم من حولنا. من خلال الاستمرار في دراسة وفهم إدراك الوقت، يمكننا الحصول على تقدير أعمق للطريقة التي تشكل بها عقولنا تجاربنا في العالم فهل الصراع في الوقت بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي له نهاية ؟الجواب لا لان الانسان تسيطر عليه العاطفة والعقل ، والعاطفة مساحتها اكبر في الواقع الافتراضي وتحقق من خلال الميل الى الالعاب ومشاهدة الاغاني يقابلها الواقع العقلي المتمثل في الانجاز المعرفي فمن يحسم الصراع لصالح الواقع الفعلي هو الذي تجده استثمر الوقت بما يحقق سموه وتقدمه .
..