السيد عمار الحكيم في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق : لقد خسرنا سنوات طویلة بسبب غياب الاستقرار السیاسي وتناحر الآراء والمواقـف المتناقـضة

     

    – حيثما كان الجميع حاضراً في معادلة صنع القرار الوطني تكون النتائج آمنة مرضية للجميع وتكون البلاد في حالة استقرار وطمأنينة، وحيثما كانت المعادلات مختلة سنشهد توترات ومشاحنات وانتكاسات.

    – لقد كـنا وسـنبقى دعاة لتثبيت الاسـتقرار السـیاسـي فـي الـبلاد.. وتـغلیب مـبدأ الاعـتدال والـوسـطیة فـي السـلوك والـعمل السـیاسـي، فـالـعمل عـلى ادامـة الاستقرار السیاسي في البلاد أولویة وطـنیة دائمة ، ومن خلاله نسـتطیع إكمال حركة الإعمار والبناء بخطوات واثقة ومنھجیة.

    – لقد خسرنا سنوات طویلة بسبب غياب الاستقرار السیاسي وتناحر الآراء والمواقـف المتناقـضة، ولا نریـد أن نخسـر أكـثر من ذلك، بـل نـریـد أن نعوض تلك السنین العجاف مـن خـلال تثبیت أسـس الاستقرار السیاسـي وادامـته فـي العراق.
    ومـن أھـم تـلك الأسـس هو عـدم فـرض الرأي على الأغـلبیة السـیاسـیة الـوطـنیة.. بل تـغلیب الـمصلحة الـعلیا لـلبلد في أي مشروع أو قرار سیاسي.

    – لقد تمكن إئتلاف إدارة الدولة من خلال تشكیله لحكومة الأخ السوداني مـن تـعزیـز مساعـي الاسـتقرار السـیاسـي وتـرسـیخه عـلى أرض الـواقـع، وكانت الحـركـة العمرانـیة التي نـعیشھا الـیوم من ثمار ذلك، فـضلاً عـن الـمشاریـع الإسـتراتـیجیة فـي الـبنى الـتحتیة الـتي نـنتظر اكـمالـھا قـریـبا بـإذنـه تعالى.

    – أدعـو جـمیع الإخـوة فـي الـقوى السـیاسـیة الـوطـنیة إلى ضـرورة الـحفاظ عـلى ھـذا المنجـز الـوطـني مـن خـلال تـعزیـز روح الـتعاون والـحوار حـفاظـا عـلى دعـائـم الاسـتقرار فـي الـبلاد، وأن نـتعامـل مـع الاخـتلاف بـروح المسؤولیة الوطنیة والمصلحة العلیا للبلد وشعبه.

    – یـجب التحليق نحو التطور الاقـتصادي بجناحـین، جـناح الـحكومـة وجـناح الـمجتمع و المواطن، فجـناح الحكومـة یـركـز عـلى اعـتماد الأولـویـة الإسـتراتـیجیة الاقـتصادیـة فـي كـل قـرار أو مشـروع، وجـناح الـمجتمع عـلیه أن یـتقبل تـلك الأولـویـة الـحكومـیة فـي الإلـتزام الـكامـل بـالـقوانـین النافذة في هذا السياق، فلا یـمكن أن نشھـد تطوراً إقتصادیا ملحوظا في بلدنا ، إذا ما بقي مجتمعنا استهلاكياً بامتياز.

    – إن الإصـلاح الـمالـي والـمصرفـي الـذي تـعمل عـلیه الـحكومـة الـحالـیة هو مـقدمـة صـحیة لـمواجـھة الـكوابـح الـتي تعیق عجلة الاستثمارات الإستراتیجیة في البلاد.، ولابد من الاستمرار في إجراءات ذلك الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد بكل قوة وحزم وبلا تردد.

    – یـجب أن تـكون دورة مـجالـس المحافـظات الحالـیة مـتمیزة عـن غـیرھـا بمنھجیة الإعمار والتخطيط الإسـتراتـیجي، وأن تـكون مـختلفة مـن حـیث أولـویـاتـھا وأسـالـیبھا فـي الـمعالـجة والإعـمار.

    – العراق لدیه التزامـات دولـیة ضـمن إطـار المصلحة الـعلیا لـلبلد، ویـجب أن نتعامـل مع ھـذه الالـتزامـات بـعقلیة رجـال الدولة، العقلیة الـتي تـنظر لـلأمـور مـن زوایـاھـا المتعددة بـعین وطـنیة ثـاقـبة، ومـن أهم ھذه الالتزامات ھـو إیمانـنا الـكامـل بـحق الفلسـطینیین فـي أرضـھم الـمغتصبة مـن قـبل الـكیان الصهيوني، وهو اعتقاد راسخ عند العراقیین لا یمكن المساومة علیه أبداً.

    – لقد أوغـل الكیان الصهيوني كـثیراً فـي استهداف الحرمات وقـتل وتـجویـع النساء والأطـفال، ومـا زال یـرتـكب تلك الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني رغم دعوات الھدنة وإیقاف الحرب من مختلف الشعوب والجهات في العالم، ومما یزید رعونة ھذا الكیان الغاصب ھو الصمت الدولي وتغاضیه عن تلك الوحشیة البربریة.

    – لقد ارتكبت الـولایـات المتحـدة الأمـریـكیة خطأً فادحـاً فـي دعـمھا لـلكیان الصهيوني وتوسيع الصراع في المنطقة ليشمل الحوثيين في اليمن، وقـد أخـبرنـاھـم بـذلـك بـشكل واضـح وصـریـح، ونـعتقد أنـھا بـدأت تـدرك ذلـك فـي الآونـة الأخـیرة.

    – نأمل من الإدارة الأمـریـكیة أن تـتفھم جـیداً طبيعة الـمتغیرات الجـدیـدة فـي مـنطقتنا، فـالـعالـم كـله یـتغیر، والشـرق الأوسـط فـي مـقدمـة ھـذا التغییر في موازین القوى وفي التطورات الاجتماعیة والأحداث السياسية.

    – إننا نعمل جاھـدیـن ومـن خلال لقاءاتـنا المسـتمرة مـع قادة المنطقة على إيضاح الصورة الحقیقیة للواقع العراقي وتوجـھه الحثيث إلى تأصـیل عـمقه الـعربـي والإسلامـي وترسـیخ أسـس الاسـتقرار والسلام والـبناء والإعـمار فـي الـمنطقة.. وقـد لـمسنا تـفھماً طيباً وسعياً كريماً إلى دعـم الـعراق فـي جـمیع مساعیه الإقلیمیة نحو الاستقرار والسلام.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة