وقال مدير الشركة العامة للموانئ الكابتن عمران راضي في حديث صحفي، إن “الشركة قررت منع البواخر الأجنبية التي تم تصنيعها قبل أكثر من 25 عاماً من إرتياد الموانئ التجارية العراقية”، مبيناً أن “الشركة أبلغت الوكلاء المحليين لشركات النقل البحري بقرارها الذي سوف نباشر بتطبيقه بشكل دائم إعتباراً من مطلع شهر حزيران المقبل”.
ولفت مدير الشركة التي يعمل فيها آلاف الموظفين ويقع مقرها في البصرة الى أن “الهدف من القرار تقليل نسب التلوث البيئي في المياه العراقية، وتجنب وقوع حوادث ملاحية محتملة كون البواخر القديمة تكون أكثر من غيرها عرضة للغرق أو نشوب حرائق”، مضيفاً أن “الكثير من الدول الساحلية لا تسمح للبواخر القديمة بارتياد موانئها”.
من جانبه، قال مساعد وكيل إحدى شركات النقل البحري الخاصة علي محمد في حديث صحفي، إن “القرار سيؤدي تطبيقه الى تراجع أعداد البواخر الأجنبية الوافدة الى الموانئ العراقية، وخاصة ميناء المعقل، بحيث ستكون الشركة العامة للموانئ أكثر تضرراً من شركات النقل البحري”، موضحاً أن “أصحاب وكالات النقل البحري يأملون من الشركة التراجع عن قرارهاً، وبدلاً عن التصنيف العمري للبواخر يفضل أن تعتمد الشركة على معيار صلاحية الإبحار بالاستناد على وثائق وشهادات تصدرها سنوياً هيئات دولية موثوقة للتصنيف البحري”.
وأشار محمد الى أن “البواخر القديمة التي ترتاد الموانئ العراقية معظمها تأتي من موانئ أكثر تطوراً من الموانئ العراقية، إذ أن أكثرها قادمة من ميناء الحمرية الإماراتي وميناء بوشهر الإيراني”، معتبراً أن “الشركة العامة للموانئ أوقعت نفسها في مفارقة تنطوي على تناقض، ذلك لأن الشركة تمتلك العديد من السفن العاملة التي يزيد عمر كل واحدة منها على 35 عاماً”.
يذكر أن محافظة البصرة تضم خمسة موانئ تجارية أقدمها ميناء المعقل القريب من مركز المدينة، والذي تم إنشاؤه من قبل القوات البريطانية في عام 1914، وكانت تستخدمه لأغراض عسكرية خلال الحرب العالمية الأولى، والموانئ التجارية الأخرى هي ميناء أم قصر الذي انشأ في عام 1965، وقد أعلنت وزارة النقل في عام 2010 عن شطره إلى ميناءين جنوبي وشمالي، بينما شهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير، وهو من موانئ الجيل الثاني لأنه يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي عام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس على الضفة الغربية لشط العرب ضمن قضاء أبي الخصيب، وهو ميناء صغير يتميز أيضاً بعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة بسبب تردي أعماق قناة شط العرب عند مدخلها، فيما يجري منذ العام الماضي بناء ميناء الفاو الكبير الذي سيكون عند انجازه من أكبر وأهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج.