الصورة: زيارة الملحق العسكري الأمريكي لقاعدة عسكرية في ليبيا
يوسف حسن- غدت شركة أمنتوم (Amentum) الأمريكية، وهي مجموعة عسكرية خاصة تضم آلاف الجنود، وتأسست عام 2020 وسرعان ما رسخت نفسها كخليفة للشركة العسكرية DynCorp، وذلك بفضل تعاونها مع وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والوكالات بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، وتدريبها القوات الأمنية في مناطق الصراع مثل العراق وأفغانستان، واحدة من أكثر أدوات السياسة الخارجية الأمريكية تأثيرا، خاصة في مناطق الصراع عالمياً.
وقد تدخلت شركة أمنتوم وقدمت الدعم العسكري والأمني في شؤون العديد من الدول الإفريقية، وفي الوقت نفسه عبدت الأرضية لترسيخ النفوذ الأمريكي في هذه الدول. وبحسب إقرار الشركة فإن وزارة الدفاع الأميركية خصصت 165 مليون دولار لهذه الشركة لتحسين الأمن القومي في أفريقيا. كما وقعت شركة أمنتوم عقدا تحت عنوان الحفاظ على السلام في أفريقيا، لتدريب القوات المسلحة في بنين وبناء قواعد عسكرية للجيش الصومالي، بالإضافة إلى عقود تصميم وهندسة وبناء قواعد عسكرية في هذا البلد. كما وقعت شركة أمنتوم عقدا مع وزارة الدفاع الأمريكية للتخفيف من التهديدات البيولوجية والمختبرية في العديد من البلدان الأفريقية.
وعلى الرغم من أن الشركة قد رسّخت وجودها رسميا في بنين والصومال، إلا أن عملياتها في ليبيا كانت أقل شفافية حتى حظيت باهتمام وسائل الإعلام. ودخلت قوات الأمنتوم، بالتعاون مع وزارة الخارجية والدفاع الأمريكية، إلى قاعدة معيتيقة الجوية في العاصمة الليبية طرابلس، مطلع فبراير/شباط الماضي.
وفي الوقت نفسه، تجري الولايات المتحدة سرا مشاورات واسعة النطاق مع السلطات الليبية، سواء في الغرب أو في الشرق، وخاصة في المجال العسكري لهذا البلد. ومؤخرا، أفاد موقع Africa Intelligence الإخباري التحليلي أن “الدبيبة” رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، كلف شركة أمنتوم بهيكلة جيش البلد وتنظيم هيكل القوات المسلحة بعد انضمام فصائل مختلف الميليشيات.
وتأتي هذه القضية، بالتوازي مع أنباء أخرى غصت بها المواقع الاعلامية، من بينها تفقّد الملحق العسكري الأمريكي في ليبيا لعدد من الوحدات العسكرية بهدف الإشراف على طرق الدعم في المجالات التعليمية المختلفة، وكذلك سبل مشاركة الجيش الليبي في المناورات و التدريبات السنوية الإفريقية، وهي غيض من فيض لما يُشير إلى توسع الوجود العسكري الأمريكي في ليبيا.
وفي الوقت نفسه، سارعت السفارة الأمريكية في ليبيا، خوفًا من ردود الفعل العامة على هذه القضية، إلى نفي تدريب فصائل مسلحة من قبل شركة أمنتوم الأمنية نيابة عن الحكومة الأمريكية في صفحتها على X وادعت أن الشركة المذكورة مجرد شريك تنفيذي في برنامج مساعدات دولية وهو برنامج لمكافحة الإرهاب تابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، أكد ممثل روسيا في اجتماع الأمم المتحدة يوم 16 أبريل مرة أخرى على وجود هذه الشركة الأمريكية في ليبيا وعلى دورها في تدريب الجماعات المسلحة.