في ظل السوشيل ميديا ، ومواقع التواصل الأجتماعي ، لم يعد هناك خفايا ولا أسرار ولاقيود ولاتضليل ولاتزييف ، الحصول على المعلومة وبطرق كثيرة والتدقيق حولها ، بات أسهل وأسرع ، وهذا مايقلق الحكام والطغاة والمستبدين ، فتكميم الأفواه لم يعد ينفع ، ولا الترويج والتثقيف للحاكم ينفع ، فقد كشفت المواقف والحروب زيف بطولاتهم وأوسمتهم وسيوفهم وسلحتهم التي يتراقصون ويتفاخرون بها ، كل ذلك ضحك على الذقون وأستهتار بعقول الناس ، وآخرها حرب غزة ، فالجيوش إن لم تمتلك قادة ومقاتلين يمتلكون الشجاعة والعقيدة والثبات والأيمان والصبر والعناد والمطاولة ، فهي فاشلة ومهزوزة وقد تنهزم في أول منازلة .
الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ، أسست لصراع دموي أنتهك حرمات العرب والأسلام والأنسانية وقادتهم الى صراعات مثقلة بالأحقاد وتركات من الوجع والفتن والحروب والتخلف والفساد والأنهيار ، بسبب توريث الحكم والإستبداد والأستهتار ، والسقوط الأخلاقي والقيمي .
الى يومنا هذا والعالم لم يستطيع نسيان تلك الحقب التاريخية الموجعة ، وللأسف نحاول عبثاً ترميم وتصحيح تاريخنا وحضارتنا ، رغم أمتلاكنا لنخب مهمة ومدارس فكرية وعلمية وثقافية في السابق والأن ، ولكننا غير مؤهلين للولوج في ذلك العالم المليئ بالتنافس والمثير بالأبداعات ، لأننا ببساطة مازلنا نصفق ونركض لاهثين خلف بعض الحكام الغير مؤهلين لأدارة قرية بسيطة وليس دولة .
نحتاج لغربلةمواقفنا وأفكارنا والوقوف على أخطائنا ، ننتقدها ونصححها ، لكي نحاول اللحاق مسرعين وبخطى واثقة نحو الغد الأفضل لنا ولمستقبل أجيالنا .
