🖊 ميثم تركي
إن الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في هذا التصعيد العسكري يعكس سياسة ثابتة لطالما انتهجتها الولايات المتحدة في المنطقة، ما يثير الكثير من التساؤلات حول أهدافها الحقيقية ونواياها المستقبلية عندما ندرس التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين وتوقيتها، نجد أن هناك دعمًا غير مشروط لإسرائيل بغض النظر عن العواقب الإنسانية والسياسية الخطيرة على المنطقة.
أولاً: تصريحات نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بعدم التعليق على الاعتداء الاخير اليوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، متبوعة بالتأكيد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بكل ما تحتاجه، تعكس تجاهلاً واضحاً للمعاناة الإنسانية الناتجة عن هذه الضربات.
هذه التصريحات توحي بأن الولايات المتحدة تضع مصالح إسرائيل فوق أي اعتبار آخر، حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين الأبرياء في لبنان.
ثانياً: تأكيد الخارجية الأميركية على استمرار المساعي الدبلوماسية لتجنب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يتناقض مع دعمها العسكري والاستخباراتي لإسرائيل، مما يزيد من حدة التوتر ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم دبلوماسي حقيقي. هذه السياسة المتناقضة تجعل الولايات المتحدة شريكاً غير نزيه في جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ثالثاً: الإضرار بالمستشفيات والمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة للغارات الإسرائيلية يشير إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، التي تتطلب مساءلة دولية وليس دعمًا سياسيًا وعسكريًا الولايات المتحدة بتجاهلها لهذه الانتهاكات تؤكد مرة أخرى أنها تقف إلى جانب إسرائيل في كل الظروف، مما يعمق من الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.
أخيراً: تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن الهجوم كان ردًا على إطلاق النار على مجدل شمس، في ظل الدعم الأميركي المطلق، تعزز الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تسعى لتوظيف النزاع الحالي لتفكيك المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتكريس الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة هذا الدعم يشجع إسرائيل على المضي قدمًا في سياستها العدوانية دون خوف من أي تداعيات دولية، ما يعرض المنطقة بأسرها لخطر اندلاع حرب شاملة.
ختاما الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في هذا التصعيد هو موقف غير متوازن يسعى لتكريس الهيمنة الإسرائيلية على حساب استقرار وأمن المنطقة، ويغذي دوامة العنف ويبعد أي أمل في تحقيق سلام عادل ودائم.