سمير باكير –
في معرض توضيحه ما يحدث الآن في الأراضي المحتلة، قال بنيامين نتنياهو “إن عدونا الوحيد هو إيران، وهي تضغط علينا من سبع جبهات، لدرجة أن المناطق الشمالية من إسرائيل أصبحت مثل مدينة أشباح، وقد هرب منها جميع السكان”.
بغض النظر عن صحّة ادعاء نتنياهو، فإن النقطة المهمة التي أشار إليها نتنياهو هي أن إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تقطع دعمها لفلسطين ولبنان.
ويعتبر سجل إيران في إقامة العلاقات مع حلفائها سجلاً إيجابياً، وسوريا إحدى هذه الدول التي واجهت قبل نحو عشر سنوات إجماعا عالميا يطالب بإقالة بشار الأسد من الحكومة، ولم تطالب أمريكا وإسرائيل فحسب، بل دعت دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة أيضاً إلى الإطاحة بالحكومة السورية، بل وعلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
وكان دعم المجتمع الدولي وبعض الدول الاخرى لداعش في الأراضي السورية من العوامل التي هزّت أركان الحكومة السورية بشدّة؛ لكن في هذه الأثناء، كانت إيران هي الوحيدة التي آمنت بشرعية حكومة الأسد، ودعمته في الحفاظ على الحكومة وأراضي البلاد.
لقد أثبت التاريخ أن إيران لا تتراجع في طريق دعم حلفائها، والآن بشار الأسد لا يحكم أغلبية الأراضي السورية فحسب، بل عادات بلاده أيضاً الى جامعة الدول العربية، كما تطالب الدول الأوروبية والأوراسية أيضاً بوقف إطلاق النار وتوسيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع سوريا.
أما في ملفي فلسطين ولبنان، يمكن التنبؤ بأن إيران لن تقلّل أبداً من دعمها لهذا المحور، وعلى الرغم من التغييرات الأساسية التي طرأت على البلاد منذ عام 1979 وتحولها من النظام الوراثي إلى نظام الجمهورية الإسلامية، إلا أن إيران ظلت دائما تعارض إسرائيل، إن وقوع حربي 22 و33 يوماً يظهر أن إيران لم تقطع دعمها لمحور المقاومة، سواء دبلوماسياً أو ميدانياً، وتعتبرها مسألة أيديولوجية لا ترغب في التراجع عنها بتاتاً.