وقال راعي الكنيسة الكلدانية في الجنوب المطران حبيب النوفلي في حديث صحفي عقب اجتماع في كنيسة (مار افرام) مع ممثلي المجلس السياسي إن “أول أسرة مسيحية نازحة من محافظة نينوى وصلت مؤخراً الى البصرة، وليس من المستبعد توافد المزيد من الأسر في الأيام المقبلة”، مبيناً أن “من أبرز أسباب عدم توجه الأسر المسيحية الى البصرة بكثرة هو بعدها عن نينوى وصعوبة السفر إليها براً، فضلاً عن الاهتمام الذي تحظى به الأسر المسيحية النازحة في اقليم كردستان”.ولفت النوفلي الى أن “المجلس السياسي وقبله الحكومة المحلية في البصرة أبديا ترحيبهما واستعدادهما لاستقبال الأسر المسيحية النازحة، وقد تلقينا تعهدات رسمية بتوفير السكن والعمل لأفرادها”، معتبراً أن “البصرة التي طالما عرف أهلها بكرمهم وطيبتهم ليس غريباً عليها أن تفتح ذراعيها للنازحين المسيحيين الذين يعانون من التطرف الأعمى”. وأكد راعي الكنيسة الكلدانية في الجنوب أن “الأسر المسيحية النازحة لا تريد البقاء بشكل دائم في المناطق التي نزحت إليها، انما تطمح الى استقرار الوضع الأمني حتى ترجع الى مناطقها الأصلية”، مضيفاً أن “العراقيين عليهم أن يتحدوا في المرحلة الحالية لمواجهة سرطان الإرهاب الذي يريد تفتيت العراق وتدمير بنية الشعب العراقي”. من جانبه، قال رئيس المجلس السياسي في البصرة محسن حامد في حديث صحفي، إن “المجلس تعهد خلال زيارته لعدد من الكنائس في المحافظة باستقبال جميع النازحين من محافظة نينوى، ومنهم المواطنون المسيحيون”، موضحاً أن “المجلس طالب الحكومة بتخصيص مجمع حي الحسين السكني الذي أنجز حديثاً ومازال فارغاً لإيواء النازحين بشكل مؤقت”. وأشار حامد، وهو أيضاً أمين حزب الفضيلة الإسلامي في المحافظة، الى أن “البصرة ستبقى مدينة للتعايش السلمي، وهي مستعدة لمساعدة النازحين في محنتهم والتخفيف من معاناتهم”، مضيفاً أن “اضطهاد وتشريد المسيحيين، أو أي مكون آخر من مكونات الشعب العراقي، هي جرائم دنيئة يستنكرها المجلس السياسي بأشد العبارات”. يذكر أن عدد الأسر النازحة الى محافظة البصرة من محافظتي نينوى وصلاح الدين إرتفع الى أكثر من 300 أسرة مسجلة لدى دائرة المهجرين والمهاجرين، وهو ما يعني وجود عشرات الأسر غير المسجلة أما لعدم حاجتها الى دعم حكومي أو لعدم رغبتها بإعطاء معلومات شخصية عن أفرادها، وتبدو الدائرة عاجزة لغاية الآن عن تقديم أبسط المساعدات الإنسانية لتلك الأسر، ونتيجة لتزايد أعداد النازحين ووجود مؤشرات على توافد المزيد منهم في الأيام المقبلة فقد قررت الحكومة المحلية تخصيص مساحة من الأرض في قضاء شط العرب لإنشاء مخيم مؤقت لإيواء النازحين الذين يقيم الكثير منهم حالياً في فنادق قديمة وبائسة تقع في منطقة العشار التجارية. |