وقال مدير مركز أبحاث علوم البحار الدكتور مالك حسن الربيعي في حديث صحفي، إن “اليخت الرئاسي (نسيم البصرة) أصبح أحد القطع البحرية التي يمتلكها المركز بعد أن كانت ملكيته تعود الى رئاسة الجمهورية”، مبيناً أن “عملية نقل الملكية تمت بأمر رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قرر استخدام اليخت للأغراض العلمية”.ولفت الربيعي الى أن “اليخت الذي بقي متروكاً منذ أن إستعاده العراق في عام 2010 يجري تحويله الى سفينة أبحاث علمية متكاملة، وسوف يكون وسيلتنا في المستقبل القريب لإجراء أول رحلة علمية عراقية الى المحيط الهندي”، مضيفاً أن “اليخت لديه القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة ولفترات طويلة، وبالتالي أصبح بإمكان المركز ممارسة نشاطه العلمي في أرجاء الخليج، بعد أن كان نشاطه لا يتجاوز حدود المياه الاقليمية العراقية لأن الزوارق والقطع البحرية التي كان المركز يعتمد عليها في رحلاته جميعها قديمة وذات إمكانيات محدودة”. من جانبه، قال المرشد الملاحي الأقدم في الشركة العامة لموانئ العراق الكابتن كاظم فنجان الحمامي في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “مركز علوم البحار أصبح يمتلك أكبر وأفضل سفينة أبحاث على مستوى دول الخليج، وبالتالي من المؤمل أن يوسع المركز من مديات جهده البحثي الميداني، خاصة وأن اليخت يتميز بسرعته الفائقة وقدرته الهائلة على الإتزان ومقاومة الأمواج”. وأشار الحمامي، وهو أحد أبرز الخبراء البحريين العراقيين، الى أن “مركز علوم البحار قام بتكليف نخبة من الملاحين والمهندسين البحريين والغواصين لتشغيل اليخت بقيادة الربان البحري الدكتور حسين غازي خليفة”. يشار الى أن شركة كندية للصناعات البحرية قامت في عام 1981 بتصنيع اليخت بكلفة 25 مليون دولار خصيصاً لرئيس النظام السابق صدام حسين الذي لم يستخدمه أو حتى يراه، فقد أهداه الى الأسرة الحاكمة في السعودية، والتي أهدته بدورها الى الأسرة الحاكمة في الأردن، ثم اشترته شركة مغربية للنقل البحري واستخدمته في نقل المسافرين من فئة رجال الأعمال بين فرنسا والمغرب، وبعد ذلك استرجعه العراق بصعوبة أواخر عام 2010، ومنذ ذلك الحين لم يبرح اليخت مكان رسوه في شط العرب بجانب كورنيش العشار. وحمل اليخت اسم (قادسية صدام)، ثم أصبح يعرف باسم (نسيم المحيط)، وبعد استعادته أطلقت عليه وزارة النقل (نسيم البصرة)، وهو يحتوي على 13 غرفة مجهزة بأثاث فاخر، فضلاً عن جناح رئاسي وثلاث صالات فخمة للاجتماعات ومصلى ومرافق ترفيهية ومهبط للطائرات المروحية، ويبلغ طول اليخت 82 متراً، وعرضه 13 متراً، فيما تبلغ سرعته القصوى 18 عقدة في الساعة، وكانت الشركة العامة للنقل البحري سعت الى جعله متحفاً تراثياً عائماً، فيما إقترح أعضاء في مجلس محافظة البصرة بدورته السابقة استخدامه في نقل المسافرين الأثرياء بين البصرة وبعض دول الخليج. يذكر أن صدام حسين كان يمتلك يختاً آخر أكبر حجماً وأكثر تطوراً يدعى (المنصور)، وقد تعرض في عام 2003 الى ضربة جوية أدت الى تدميره بالكامل وغرقه في مياه شط العرب، ومن أبرز مميزاته أنه يحتوي على غرفة نوم رئاسية ترتكز على قاعدة زئبقية تحافظ على توازن الغرفة وتحول دون إهتزازها أو تأرجحها لدى تعرض اليخت الى أمواج عالية أو رياح شديدة، كما كان مجهزاً بأبواب وممرات سرية تسهل الهروب عند الضرورة. |