حكومة العبادي وتحديات الانسجام والخدمات

    الإنجاز، بالتأكيد، لم يكن في زمنه القصير فقط، بل كان بالتغيير الحكومي الذي طالبت به المرجعيات الدينية والجماهير العراقية، في ظروف أمنية قاهرة وأزمات سياسية تعصف بالبلاد.

    ولعل أولى بوادر الأمل بـ”حقيقة” التغيير الحكومي، الذي من المنتظر ترجمته على أرض الواقع، يتوضح برغبة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بـ”ترشيق الحكومة المقبلة ووضع استراتيجية جديدة تتلاءم مع الوضع الحالي”، ورغم أنه يعلن عزمه للتوجه الى “استراتيجية أمنية جديدة تضمن القضاء على تنظيم داعش”، لكنه لم يغفل في برنامجه الحكومي “التركيز على مكافحة الفساد المالي والإداري”.

    “التركة الثقيلة من الماضي” قد تكون أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة كما يرى القيادي في كتلة العربية مشعان السعدي، لكنه يستبشر خيرا ويرى، فضلا عن ذلك، تفاؤلا كبيرا بحكومة العبادي مستمدا من “تضافر الجهود وإصرار الجميع” على تجاوز الماضي، لاسيما وأن الوقت الراهن يشهد لأول مرة حالة كبيرة من الانسجام بين الكتل السياسية، ما يتطلب توظيف الانسجام والتوافق بينها لحلحلة المشاكل، مع تعهد التحالف الوطني بأن يجعل صورة رئيس الوزراء “مختلفة عن السابق وأن يكون منصبه خدميا أكثر مما هو سياسي”.

    بغض النظر عن التفاهمات والاتفاقات السياسية داخل التحالف الوطني نفسه ومع الكتل الأخرى لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فأن “الدعم الكامل” الذي أعلنه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني لحيدر العبادي، له من نقاط القوة أكثر من مجرد اعتبارها اتفاقات سياسية لما له من آثار سياسية وأمنية تلقي ظلالها على المشهد العراقي في الظروف الراهنة والمستقبلية.

    الموقف الإيراني، وعلى لسان المرشد الأعلى علي الخامنئي، من دعم تكليف العبادي بتشكيل الحكومة قد يكون معروفا واضحا مسبقا أكثر من غيره، إلا أن قوة التأييد والترحيب الدولي كان لها صداها الأوسع ما بين تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن العراق “خطى خطوة الى الأمام”، و”تهنئة وإشادة” البيت الأبيض، واعتبار مجلس الأمن الدولي اختيار العبادي بأنه “خطوة مهمة” لمواجهة التحديات، وما بين وصف السعودية بأنه “خبر سار”، والدعوة التركية للزعماء العراقيين إلى “دعم” الحكومة الجديدة.

    يذكر أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم كلف، في (11 آب 2014)، القيادي بائتلاف دولة القانون حيدر العبادي رسميا بتشكيل الحكومة، بعد خلاف استمر لأكثر من أسبوعين، ولاقى التكليف ترحيبا دوليا وإقليميا وعربيا واسعا، فضلا عن ترحيب مختلف الأوساط السياسية العراقية.

     
     
     
    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة