أول عيد على تفجير الغدير.. فتاة ترحل بعد أسبوع من خطوبتها وأم تفقد عيناً

    عائلة فقدت من كل طرف منها شخصا عزيزا، ما بين آهات أم على فقدان طفلها الصغير، ودهشة خطيب على سرعة رحيل خطيبته، وحزن عائلة بمصاب ابنتهم خلال أسبوع فرحتها بخطوبتها وتهيؤها للزفاف.

    طفل غائب عن العيد

    وتقول أم عدي (27 سنة)، في حديث صحفي، “فقدت في التفجير ابني الطفل عدي وعمره ثلاث سنوات وأم زوجي وخطيبة شقيق زوجي”، موضحة أن “شقيق زوجي ذهب مع خطيبته وأمه وابني الى السوق ووقع الانفجار”.

    وتضيف أم عدي أن “هذا أول عيد يمر بي وابني ليس معي ولا يلعب مع الاطفال في الحي ولم يرتد ملابس العيد مثلهم”، وتطالب الحكومة، وهي تبكي بحرقة شديدة بـ”إرجاع ابني الصغير الى أحضاني”.

    أم عدي وهي تحتضن صورة ابنها الفقيد

    فيما يقول زوجها عماد “أنا فقدت ابني الوحيد الصغير الذي لا ذنب له في أي شيء مما يجري في البلاد سوى أنه عراقي”، ويتابع “كلما أشاهد الأطفال فرحين بالعيد وملابسهم أبكي بشدة وأطلب من الله ان يصبرني على فراقه”.

    حزن آخر وفقدان آخر

    علاء، بعد أن خطب رغدة بستة أيام يفاجأ بفقدانها وموتها أمام عينيه وليدفنها في اليوم السابع، وكأن القدر لم يسعفه ان ينال حظه من السعادة مع شريكته المستقبلية حتى لمدة أسبوع كامل، إذ يقول “خطبت رغدة في يوم الخميس والخميس الثاني دفنتها بيدي”.

    ويضيف علاء في حديث صحفي، “اتصلت بخطيبتي حتى نذهب للسوق من أجل اقامة وليمة لأهلها وأخذنا معنا ابن أخي، الطفل عدي، ووالدتي”، ويتابع قوله “نزلوا جميعا للسوق بينما بقيت بالسيارة خارج السوق ثم سمعت صوت الانفجار فركضت بخوف وقلق مع من ركض تجاه السوق ومكان الانفجار وليتضح لي اني فقدت أمي وخطيبتي وابن أخي”.


    علاء يتجرع مرارة فقد الأم والحبيبة

    ويبين علاء أن “الحادث أفقدنا ثلاثة أشخاص لكن يرتبطون بأواصر عائلية متداخلة”، مؤكدا أن “الحادث جعلني أتحسر كل يوم حتى اني أصبحت أفكر بالسفر الى خارج العراق كوني لم أعد أحتمل العيش في هذا البلد”.

    أم تفقد عينا وأب يخشى الظلام

    من جانبها، تقول أم رغدة في حديث صحفي، “كنت أمتلك بنتين هما عيناي في هذه الدنيا، والآن فقدت عينا في الانفجار وبقيت عين واحدة فقط”، وتشير الى أن “ابنتي كانت فرحة بمناسبة خطوبتها وكانت تتمنى ان تكون عائلة وترزق بأطفال لكن القدر أخذها مني”.

    ويشاركها زوجها أبو رغدة في حزنها، ويقول “ليس عندي أي أولاد فقط بنتي الاثنتين وفقدنا إحداهما وبقيت الاخرى البعيدة عنا وتسكن في الموصل“، مؤكدا “الحزن يعصر قلبي وسيقتلني قريبا”.


    أم وأبو رغدة يبكيان ابنتهما التي كانت تتطلع لارتداء فستان الزفاف

    ويضيف أبو رغدة “الآن أنا وحيد وأصبحت أخاف من ظلام الليل عندما يحل في البيت”، لافتا الى أن “ابنتي رغدة تأتيني في الحلم وتقول أنها بمكان جميل جدا”.

    وشهدت منطقتا المشتل والغدير في بغداد، في (10 أيلول 2014)، مقتل سبعة أشخاص واصابة و36 آخرين بتفجير ثلاث سيارات مفخخة.

     
     
    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة