واشارت الى ان الشاب العراقي يعزو ذلك الى اسس غيبية تقوم على فكرة انتظار”الفرج” وتحقيق عالم عادل في النهاية، ويربطها بمصدرين الاول يعود لإرادة وحكمة الهية، والثاني يعود الى منظومة تعلم طويلة الامد ترسخت بوعي ولا وعي،مبينه ان الشخصية العراقية مصدرها الصراع مع السلطة والمتمثلة في نهاية الظالم المأساوية والدموية.
وتابعت ، ان هذا الاعتقاد،اضاف صفة المرونة وقابلية التكيف لدى الشاب العراقي وولد لديه فكرة مفادها ” انه يمكن التحكم بنتائج الاحداث في النهاية” ما دامت لا تعود بالدرجة الاساس او تكون من مسئولية الفرد نفسة، لأنها ارادة شمولية مصدرها الله مقابل الشر ، ولعل هذه الفكرة تتضمن عزو او اسناد سلبي، فمواجهة الشر والتسلط ومصدر الحرمان قد لا تكون وفق ادوات واقعية، انما تتم وفق فلسفة انتظار نهاية الظالم.
ولفتت الى وجود علاقة ” غير مرنة ” بين الشاب العراقي والسلطة ،ولعل هذا النمط من العلاقة غير المرنة والذي قابله قدرة على التكيف والعزو الغيبي لنهاية “السلطة” مصدر الاحباط ، ولد اساليب تكيف كان الابرز من بينها” التماهي بالمتسلط” وهو وسيلة لا واعية تتضمن مسايرة السلطة من اجل مغايرتها مع بروز شديد للتشوه او التنافر الادراكي ،المتمثل بفقدان الامل مع وجود قدر موازي للتفاؤل.
ورات ان مثل هذا الادراك يقوم على اساس ” وهم التحكم” والذي يتسم افراده بانهم يؤمنون بقيم نظرية ويتصرفون على النقيض منها ومن مصادقيه الدالة عليه .
واوضحت الى ان الشباب العراقي يحتمي وراء منظومة قبلية وعشائرية مستمدة من العرف ويعطيها اولوية على القانون المدني، لكنه في الوقت ذاته يؤمن بعقمها ويسخر منها ويتمرد عليها فضلا عن مايراه من تجارب سابقيه في اساليب العيش والعمل ومهارات التواصل الاجتماعي والزواج وتقرير المصير وهو ينتقدها ويفصح عن الترفع عنها، لكنه يعود لتبنيها في نهاية المطاف.