بعد نجاح تنظيم “داعش” في احتلال معظم مساحات محافظات العراق كالأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك منذ يونيو/حزيران الماضي، بدأ بتلقي الخسائر الواحدة تلو الاخرى، وبالتالي التراجع العديد من المناطق التي احتلها.
تقول المعلومات إن داعش خسر حتى الآن أكثر من 60 بالمئة من الأراضي التي احتلها في محافظات العراق الغربية، وتحديداً في ديالى وتكريت وكركوك وأجزاء كبيرة من نينوى وسط تقدم كبير للقوات العراقية. فبالإضافة إلى تحرير ديالى بالكامل شمال شرق بغداد، خسر التنظيم جرف الصخر في بابل، وامرلي وبلد والضلوعية وبيجي في صلاح الدين، كما أنه فقد ربيعة وسنجار وكل القرى الكردية في نينوى. غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد تكون ساعدت في انتكاسة داعش، لكنها ليست السبب الوحيد، فتراجع التنظيم يعود إلى استهداف مخازنه وأرتاله وخسارته حقول النفط في شمال العراق وشرق سوريا، إضافة إلى مقتل سبعة من أهم قيادييه، أبرزهم أبو مسلم التركماني وهو نائب أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم. ومن بين الأسباب المهمة أيضاً تضييق عملية دخول المقاتلين من جهة تركيا؛ ففي مقابل 50 شخصا كانوا يدخلون يومياً عبر الحدود لم يعد سوى 5 أشخاص قادرين على الدخول شهرياً. وأمام هذا التقدم للجيش العراقي، يكمن مفتاح نهاية داعش في العراق بحسب المراقبين في تحرير الموصل، الذي يعد له الجيش العراقي من الآن، وذلك بعد التقدم الذي أحرزته قوات البيشمركة في مناطق كثيرة هناك، وبالتحديد في قضاء تل عفر وجبل سنجار، وصولاً إلى القيارة جنوب الموصل وقسم كبير من مناطق ربيعة. أما صعوبة المعركة فتعود للخصوصية التي تتمتع بها الموصل، لا سيما أنها آهلة بالسكان الذين يسعى الجيش العراقي إلى عدم إلحاق الأذى بهم، ومساحتها الكبيرة كونها ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد، فضلاً عن أن داعش ما زال قادراً على التحكم بطرق الإمداد تصله بالحدود مع سوريا.