دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى ايجاد شرق اوسط خال من الانقسامات الطائفية .
ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء عنه القول في محاضرة القاها في معهد كوربر بالعاصمة الالمانية برلين :” ان العراق يبذل كل جهوده في هذا الاتجاه ويشجع الحوارات التي تدعو الى الوحدة وتنبذ خطاب الكراهية والعنف”، مؤكدا :” ان جميع التحديات التي يواجها العراق، بدءا من الارهاب الى انعاش الاقتصاد ، مرتبطة ببعضها ويجب معالجتها فوراً”.
واضاف :” ان حكومتنا ستتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحل كل المشاكل، ونأمل من المجتمع الدولي ان يدعمنا في نضالنا ضد همجية عصابات داعش الارهابية” ، مضيفا :” ان التطورات الاخيرة في الاردن وفي بعض دول اوربا تؤكد ان ارهاب داعش ارهاب دولي يهدد كل دول العالم “.
وتابع : ” اننا نواجه جميعا ارهابا يقطع الرؤوس ويحرق الجثث ويقتل النساء والاطفال ويهدم بيوت العبادة لجميع الاديان ،و بالرغم من جميع التحديات التي نواجهها نمتلك مجموعة من المقومات والثروات التي تمكننا من مواجهة داعش “.
وذكر العبادي :” ان للعراق حضارة قديمة ولكن لديه ديمقراطية حديثة، ومنذ عام 2003 توالت العديد من الحكومات، وحكومتنا التي تشكلت في ايلول الماضي واجهت عقبات كبيرة ، منها احتلال داعش بعض المدن العراقية وانخفاض اسعار النفط ونزوح الكثير من العراقيين وقتلهم على يد الارهاب . وكان مستقبل بلادنا غير واضح “.
وافاد انه ” وسط هذه التحديات شكلنا حكومة من جميع المكونات والكتل السياسية ولدينا رؤية مشتركة من اجل توحيد العراقيين بعد الكثير من الاحتراب الداخلي، وبعد خمسة أشهر من تشكيل الحكومة قمنا باصلاحات تخص الجيش وجهود من اجل المصالحة وسيادة القانون ، ونتلقى الدعم من المجتمع الدولي بشكل متزايد وواضح “.
واضاف :” اننا استعدنا بعض المناطق من يد داعش وبعض الاماكن المحيطة بالموصل ولدينا اكثر من ٤٠٠٠ شاب متطوع من قبائل الانبار لمحاربة داعش ، كما ان هناك معالم تشير الى التقدم في عمل الحكومة ، منها ان البرلمان ولاول مرة منذ عام ٢٠٠٣ ، يقر الموازنة بالاجماع . وقد اكملنا مشروع قانون الحرس الوطني ايفاء بوعدنا والتزاما بالمنهاج الحكومي، وتشكيل الحرس سيضمن وجود مقاتلين من مختلف المحافظات، والتصويت على قانون المساءلة والعدالة وحضر حزب البعث”.
واكد العبادي ” اننا اصدرنا اوامر بانشاء سجل المعتقلين واسقطنا الدعوات القضائية ضد الاعلاميين ونعمل على ان تكون لنا حكومة قوية ذات اقتصاد قوي يوفر مزيدا من فرص العمل ونشجع ونعمل على اقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص ، و نريد ان ننوع مصادر الدخل القومي العراقي ، وان لا نعتمد على النفط فقط وسنطلق مبادرة في المستقبل القريب من اجل تشجيع القطاع الخاص في مجالات الزراعة والتجارة والاستثمار، وسيتم بموجب هذه المبادرة تقليل الاجراءات الادارية”.
وشدد على :” ضرورة ايجاد مصادر جديدة للعائدات بدل الاعتماد الكلي على عائدات النفط ، والاقتصاد العراقي لابد من بنائه على اسس سليمة، ولابد ان يكون متنوعا . ولدينا مؤهلات في قطاع الزراعة والصناعات البتروكيمياوية ويجب ان نطور محفزات جديدة للاقتصاد مثل الاستثمار الداخلي والخارجي ، وننتقل الى الاقتصاد المختلط ونريد ان نشجع العراقيين على انشاء مشاريع خاصة”.
واوضح انه ” بعد هزيمة داعش تنتظرنا مرحلة بناء المدن التي حطمها داعش ، لذا اقترحنا تأسيس صندوق اعمار المدن المحررة من داعش، وخصصنا ٤٤٠ مليون دولار لهذا الهدف “.
يذكر ان رئيس الوزراء يقوم حالياً بزيارة رسمية لالمانيا التي وصل اليها صباح اليوم على رأس وفد رسمي . وقد عقد الوفد العراقي برئاسة العبادي اجتماعا مع الجانب الالماني برئاسة المستشارة انجيلا ميركل ، تم فيه بحث الاوضاع الامنية والسياسية في العراق وحربه ضد تنظيم داعش والدعم الالماني له في هذا المجال